تولى الأنبا باخوميوس قائم مقام البابا عقب رحيل البابا شنودة.. لقب ب«بابا بلا رقم» ورفض دعوات استمراره في رئاسة الكنيسة.. وأتم الانتخابات البابوية في مواعيدها لُقب ب«البطريرك الذي لم يحمل رقما»، وفور انتشار شائعة رحيله عن عالمنا، انقلبت الأمور على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ كثيرون في البحث عن وسيلة للتأكد من أن الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية في ليبيا، وقائم مقام البابا، عقب رحيل البابا الراحل شنودة الثالث، واستمر في قيادة الكنيسة في الفترة بين 17 مارس و18 نوفمبر 2012، استطاع فيها أن يدير دفة شؤون الكنيسة بحكمة وهدوء في فترة كانت دقيقة من تاريخ مصر بوجود جماعة الإخوان المصنفة اليوم إرهابية في الحكم، عبر الرئيس المعزول محمد مرسي. حالة القلق على الأنبا باخوميوس جعلت مطرانية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية تصدر بيانا سريعا نشره المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يؤكد أن الأنبا باخوميوس بصحة جيدة. وجاء في البيان أن «صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطراننا المكرم في ملء الصحة والبركة، ولا صحة للأخبار حالة القلق على الأنبا باخوميوس جعلت مطرانية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية تصدر بيانا سريعا نشره المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يؤكد أن الأنبا باخوميوس بصحة جيدة. وجاء في البيان أن «صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطراننا المكرم في ملء الصحة والبركة، ولا صحة للأخبار التي تُتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقد صلى نيافته اليوم القداس الإلهي بكرمة دمنهور، ويباشر نشاطه الرعوي في ملء الصحة. ورجاءً عدم تصديق أي أخبار عن نيافته سوى تلك التي تكون صادرة عن المركز الإعلامي للكنيسة القبطية، أو بيان صادر عن مطرانية البحيرة». تاريخ طويل في خدمة الكنيسة الأنبا باخوميوس من مواليد شبين الكوم بالمنوفية في 17 ديسمبر 1935م، وكان اسمه سمير خير سكر قبل الرهبنة. نال بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس عام 1956م، وعمل فترة في وزارة الخزانة. تعرف على الراهب مكاري السرياني عام 1950م، وكان هو أول من دعاه للتكريس في يونيو سنة 1956م، وعرض عليه أن يصبح مسؤولا عن سكرتارية اللجنة العليا لمدارس الأحد. ثم درس في الكلية الإكليريكية من 1959 إلى 1961م، كما درس بقسم الاجتماع بمعهد الدراسات القبطية، وكان أول شماس يخدم بالكويت مع القمص أنجيلوس المحرقي (الأنبا مكسيموس مطران القليوبية الراحل)، وكانت أول كنيسة رعوية تنشأ بالخارج في 1961م. خدم الأنبا باخوميوس منذ شبابه المبكر بمدارس الأحد في الزقازيق والجيزة وشبرا ودمياط، وعين سكرتيرا للجنة العامة لمدارس الأحد، ومشرفا على بيت الشمامسة بالجيزة. من الرهبنة للأسقفية حضر إلى دير السيدة العذراء السريان بوادي النطرون، وترهبن مع الراهب ميصائيل السرياني (الأنبا ميصائيل أسقف برمنجهام) في نفس اليوم، وهو 11 نوفمبر 1962م، باسم الراهب أنطونيوس السرياني، ورسم قسا في 6 فبراير 1966م، وبدأ خدمته بمعهد إعداد الخدام الإفريقيين بكوتسيكا، حيث أشرف على المركز البابوي للكرازة لإعداد الخدام الإفريقيين، وبعدها خدم بالسودان من سنة 1967 إلى مايو 1971، وقام بتعميد كثير من غير المسيحيين بجبال النوبة، وهناك رسمه الأنبا دانيال قمصًا في 28 يوليو 1968م. أوفده البابا كيرلس السادس إلى إثيوبيا عام 1971، وأسس الكنيسة القبطية في لندن، ومثّل الكنيسة القبطية في عدة مؤتمرات دينية بالخارج، واختير عضوًا في مجلس الكنائس العالمي، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، ومجلس كنائس كل إفريقيا. رسم أسقفا في 12 ديسمبر 1971م، وكان أولى رسامات البابا الراحل الأنبا شنودة الثالث، الذي جلس على كرسي القديس مرقس في 14 نوفمبر من نفس العام، ورسمه البابا شنودة مطرانا في 2 سبتمبر 1990م، وهو عضو باللجنة الدائمة للمجمع المقدس، والتي شكلها البابا تواضروس، وبلجنتي الرعاية والخدمة، وشؤون الأديرة والرهبنة. أنشأ كاتدرائية العذراء والقديس أثناسيوس بدمنهور، والعديد من الكنائس، وأحضر جزءا من رفات القديس أغسطينوس في عام 1987 من الجزائر، وأودعه بالكاتدرائية، ويُحتفل به سنويا. يدرّس الأنبا باخوميوس في الكلية الإكليريكية، وله العديد من المحاضرات والأبحاث والكتب المنشورة. قائم مقام البابا في فترة لم تتخط 8 أشهر، تولى الأنبا باخوميوس مسؤولية إدارة الكنيسة، ورغم قصر هذه المدة، فإنه ترك علامة لدى كثيرين داخل الكنيسة وخارجها، حتى إن البعض تمنى لو كانت المرحلة الانتقالية في مصر بعد 25 يناير 2011، أديرت بنفس نهج الأنبا باخوميوس في الكنيسة. أبعد الأنبا باخوميوس كل المتصارعين على كرسي البابا من الأساقفة الذين كانوا في الدائرة المقربة من البابا شنودة في نهاية أيامه، ورغم دعوات كثيرة طالبته بالاستمرار في مسؤولية رأس الكنيسة فإنه رفض كل تلك الدعوات، وأصر على إتمام الأمر باختيار بطريرك جديد وفق الجدول الزمني المحدد من قبل لائحة 1957 لاختيار البابا البطريرك، رغم عدم ملاءمتها للعصر. فتح الأنبا باخوميوس الباب أمام كل المغضوب عليهم في الكنيسة من الأكليروس والعلمانيين في زمن البابا شنودة، فأعاد الأنبا تكلا أسقف دشنا للصلاة بجواره في الكاتدرائية، واستقبل مجموعة التيار العلماني، وكان بابه مفتوحا للجميع. قبيل تنصيب البابا تواضروس قال الأنبا باخوميوس في حديث سابق ل«التحرير»، إنه أدى مهمته و«الآن عليّ العودة إلى البحيرة للجلوس على الحصيرة وسط أولادي هناك». وفور انتشار شائعة رحيل الأنبا باخوميوس، انقلبت مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر كثيرون عن محبتهم لمطران البحيرة، وتسابقوا على نشر خبر النفي الصادر عن المركز الإعلامي للكنيسة.