عايدة وعبد الحميد الثنائى الأشهر فى الدراما المصرية حاليا، الأب والأم الحازمان المتمسكان بالمبادئ، اللذان يغدقان على أولادهما الدلع والحنان مع التوجيه والنصح تمتاز سوسن بدر بملامحها المصرية الأصيلة مما جعلها قريبة إلى المشاهدين، فمنذ دخولها الفن ولا أحد يختلف على موهبتها وقدرتها على اختيار أدوارها، فهى الحبيبة والزوجة المخلصة والأم المكافحة من أجل أبنائها والحماة الجبارة التى يخشاها الجميع والست الأرستقراطية ابنة العائلة.. وتعيش سوسن بدر حالة من النشاط الفنى، حيث يعرض لها الآن «أبو العروسة2»، و«أهو ده اللى صار» و«البيت الكبير2»، شخصيات مختلفة (عايدة) امرأة مطحونة فى الحياة تعمل بالنهار لتساعد زوجها، الثانية (خديجة) سيدة أرستقراطية، متزوجة من باشا، الثالثة (جبرية) المرأة الصعيدية المتسلطة، «التحرير» التقت الفنانة سوسن بدر لتحكى لنا أسرار هذه الشخصيات، إليكم نص الحوار.. هل كنتِ تتوقعين نجاح مسلسل «أبو العروسة» إلى هذا الحد؟ حينما قرأت المسلسل توقعت أنه سينجح ويحقق نسبة مشاهدة مرتفعة بين الأعمار الأكبر سنا الآباء والأمهات، ولكنى تفاجأت بأن العمل يتابعه جميع الأعمار «التحرير» التقت الفنانة سوسن بدر لتحكى لنا أسرار هذه الشخصيات، إليكم نص الحوار.. هل كنتِ تتوقعين نجاح مسلسل «أبو العروسة» إلى هذا الحد؟ حينما قرأت المسلسل توقعت أنه سينجح ويحقق نسبة مشاهدة مرتفعة بين الأعمار الأكبر سنا الآباء والأمهات، ولكنى تفاجأت بأن العمل يتابعه جميع الأعمار خصوصًا الشباب، ليتابع ما الذى سيحدث لعائلة (عايدة) و(عبد الحميد)، وأعتقد أن سر نجاح هذا المسلسل أنه عمل جماعى وليس فرديا، يتناول الطبقة المتوسطة التى ينتمى إليها أغلب المجتمع، وأرى أن هذه الطبقة هى حقيقة المصريين والأكثر ترابطا وصمودا، ونجح المسلسل فى الاقتراب منها وتحدث عن همومها وطموحاتها وأحلامها وألمها. ما الذى جذبك فى شخصية (عايدة)؟ عايدة شخصية مصرية أوى شبهنا وتشبه الكثير من أهالينا، نموذج للست المصرية الحقيقية، التى نقابلها فى الحياة وتوجد داخل البيوت المصرية، ولا تشبه النماذج الأخرى التى يتم تقديمها فى الكثير من الأعمال الدرامية الأخرى، والتى كانت بعيدة كل البعد عن الست فى مجتمعنا، فأكثر ما جذبنى إلى هذا العمل أنه حقيقى وليس مفتعلا يعرض المجتمع كما هو، وينتصر للأم والست المصرية. سوسن بدر فيها إيه من «عايدة»؟ سوسن بدر لا تختلف كثيرًا عن (عايدة) فهى أم وجدة وعمة ومواطنة مصرية وامرأة عاملة تجاهد فى هذه الحياة مثل (عايدة) وأغلب أمهاتنا داخل المجتمع المصرى، وأنا داخل بيتى مثل كل الأمهات فى بعض الأحيان أكون حنونة وفى بعض المواقف لا بد أن أتصرف بشدة وحزم، وكل البيوت المصرية بها أولاد أشقياء وأمهات يعانين معهم. ألم تتخوفى من المشاركة فى الجزء الثانى.. خاصة أن نجاح مسلسلات الأجزاء ليس مضمونا؟ بالعكس، لم أخف من المشاركة فى الجزء الثانى لأن السيناريو مكتوب بشكل جيد، هانى كمال من المؤلفين الموهوبين وشاعر بهموم ومشاكل مجتمعه وأتوقع له مستقبلا جيدا جدا، وأيضًا كمال منصور مخرج كبير ومتمكن من أدواته، والكاست المشارك فى بطولة المسلسل سواء الكبار والشباب محترمون جدًا ولديهم موهبة تمثيلية، كما أن الشركة المنتجة إبراهيم حمودة ومنى قطب، من الشركات التى تهتم بتقديم نماذج فنية محترمة، سواء «أبو العروسة» أو المسلسلات الأخرى التى تم عرضها، فهم لديهم اهتمام كبير بفرد مساحة للنماذج المحترمة، وهذا يجعلنى مطمئنة أن أقدم عملًا ناجحا يحترم عقلية المشاهدين. إذا تم التحضير لجزء ثالث.. ما موقفك منه؟ والله أنا شايفة إن المسلسل يناقش أحوال العائلة والمجتمع المصرى، لذلك دراما «أبو العروسة» تتحمل ذلك، ممكن نعمل من المسلسل آلاف الحلقات لأنه يعرض الحياة اليومية والمشاكل التى يقع فيها الآباء والأبناء، فالبيوت لا تتوقف والحياة مستمرة. هل تعتمدين على السوشيال ميديا، لمعرفة ردود الأفعال على أعمالك الفنية؟ وماذا عن صفحة (عايدة) بموقع فيسبوك؟ لا، ليس لى أى علاقة بوسائل التواصل الاجتماعى، فأنا لا أجيد التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، ولا أحبها وأتابع ردود أفعال الجمهور على أعمالى وأدوارى من خلال الشارع المصرى، وأجد أنه الأصدق والأكثر واقعية، لأنى ألمسه بنفسى بشكل مباشر، وأنا ليس لدى أى حساب شخصى على «فيسبوك» أو «تويتر»، ولا أعلم شيئا عن صفحة (عايدة). قدمتِ شخصيتين متناقضتين فى نفس الوقت، عايدة ب«أبو العروسة» وجبرية ب«البيت الكبير».. كيف تمكنت من الشخصيتين؟ الحمد الله أننى لم أصور المسلسلين فى نفس الوقت، بدأت تصوير «البيت الكبير» الجزء الثانى وانتهيت منه قبل أن أدخل تصوير «أبو العروسة 2»، فكان هناك مساحة وقت لتقمص كل شخصية على حدة، وفى الأول والآخر هى موهبة من ربنا أعطاها للممثل إنه يقدر يغير فى شخصياته ويتقمص أدوارا مختلفة، وفى بعض الأحيان يكون هناك صعوبة فى حال الجمع بين عملين فى نفس الوقت، وفى الحقيقة أنا استمتعت بالعمل جدًا مع كاست «البيت الكبير»، خصوصا لوسى لأنها زميلة مبدعة فى عملها. قدمت أدوارا مختلفة ما بين الطيبة والشر.. أيهما أقرب إليك وتفضلين تقديمه؟ لا أحسبها بهذه الطريقة، فأنا أحب الدور المكتوب بشكل جيد والعمل الذى يحترم المشاهدين، وأحرص أن أشارك فى أعمال لها معنى وقيمة حتى لا تكون مضيعة للوقت، لأنى بازعل أوى لما أكون سايبه بيتى وأولادى علشان نازلة أعمل شغل مالهوش قيمة، والحمد لله بدرجة كبيرة، ده لا يحدث فى هذه المرحلة، لأنه أصبحت لدى القدرة أن أقبل أو أرفض المشاركة فى الأعمال، وكان هذا غير متاح فى البداية، لكن أنا طوال الوقت ما يحركنى فى تقديم أى دور هو تقديم عمل محترم وهادف يفيد المشاهدين والمجتمع. نستنتج من هذا أنك متسقة مع من يقول إن الفن رسالة؟ طبعًا، الفن يحمل رسالة سامية، فحتى الترفيهية رسالة فكيف أنجح فى إضحاك الجمهور، فهذه مهمة ليست سهلة كما يعتقد البعض، وتتوقف على طريقة الإضحاك، فهل سيكون فى حدود الأدب والمقبول فى مجتمعنا أم سيتجاوز عاداتنا وتقاليدنا ووقتها سأقدم أى كلام للمشاهد علشان يضحك. ماذا عن مشاركتك فى مسلسل «أهو ده اللى صار» الذى انطلق عرضه قبل أسبوعين؟ من أهم المسلسلات التى قدمت فى آخر 10 سنوات بالتليفزيون، عبد الرحيم كمال كاتب كبير وله تجارب مهمة وأعمال نالت نجاحات كثيرة، وأيضا حاتم على من المخرجين السوريين الكبار، الذى شرفت بالعمل معه، وسعيدة جدًا بالمسلسل فهو عمل يقدم تأريخا لمصر ونطالع مصر فى 100 سنة والتغييرات التى طرأت على المجتمع، بشكل فى منتهى العذوبة والرقة والخلط بين التاريخ القديم والحديث، والحقيقة المسلسل معمول بشكل فى منتهى الجمال. ما الذى جذبك فى شخصية «خديجة هانم»؟ كل حاجة فى الشخصية، خديجة كلها على بعضها لا تترك، ومن حسن حظى أنهم اختارونى لهذا الدور، ونعم أنا متسقة مع ما فعلته فهى تدافع عن فكرها وهذا ليس جريمة، ومن وجهة نظرى فهى تتصرف بشكل صحيح، لأن الحياة هكذا فوق وتحت، وخديجة تدافع عن طبقتها، و«أهو ده اللى صار» من أهم الأعمال اللى أعتقد إننا كلنا استمتعنا بيها فى أثناء التصوير، روبى كانت رائعة وعملت الدور بشكل مبدع جدًا، وأروى جودة كانت مفاجأة بالنسبة إلىَّ، وأحمد داود ومحمد فراج رائعان، مافيش حاجة مش حلوة فى المسلسل. هل أنت راضية عن عرضه خارج موسم رمضان بعد تأجيله؟ نعم، موسم رمضان لم يعد الموسم الأهم فى عرض الأعمال الفنية، بالعكس فهو موسم متكدس بالمسلسلات وأغلب المشاهدين يكونون منشغلين بالعبادة ولا يتابعون ما يعرض، النهارده لو قمنا بعرض عدد معقول من المسلسلات فى رمضان وعدد آخر بره رمضان، هذا الأفضل وليس مضرا للأعمال، فما المانع من خلق موسم آخر بره رمضان، والحمد لله أنا شغالة بره رمضان وعاملة أعمال ناجحة، وعدم وجودى فى رمضان ليس أزمة بالنسبة إلىَّ. هل لديكِ مشروع جديد تعملين عليه حاليا؟ نعم، بدأت تصوير مسلسل «زى الشمس» هو من تأليف مريم نعوم وإخراج كاملة أبو ذكرى، وبطولة دينا الشربينى وريهام عبد الغفور وأحمد السعدنى وأحمد داود، ومجموعة من الفنانين الكبار، أجواء المسلسل جديدة على المتابع المصرى، أقدم دور أم ريهام عبد الغفور، التى تختفى فى بداية المسلسل ونبدأ أنا ودينا الشربينى نبحث عنها، وتظهر لنا وفى الآخر سنكتشف أننا لا نراها وما يظهر لنا هو خيالها.