ست سنوات كاملة يرابض على خط الجبهة، ينتظر أن تطأ قدماه أرض سيناء وأن يعبر الأمواج إلى الرمال العطشى في سيناء الحبيبة، تشوقًا للخلاص على أيدي أبنائها تعهد وقطع وعدًا أن يخوض معركة شرف يتذكرها كل أهله، وقد كان وصدق ما عاهد عليه الله، فأوفاه الله حقه وعبر مع الجيش الثالث وسجل اسمه من نور مع الأبطال، ثم نال الشهادة ليخلّد اسمه من جيل إلى جيل؛ أول شهداء حرب التحرير في أكتوبر 1973، فكان يوم العبور هو يوم الشهادة. في عام 1975.. كرمت القوات المسلحة الشهداء العشرة الأوائل في حرب أكتوبر المجيدة، وكان الأول في الترتيب الذي أعلنته هو الرقيب محمد حسين محمود سعد، وذلك وفقا لإشارات التبليغ من الوحدات الفرعية التابعة للجيش خلال الساعات الأولى من الحرب ويوميات القتال لدى قادة الوحدات الفرعية المتقدمة كمفارز أولى للقوات الضاربة. وفي عام 1976 كشفت مجلة الهلال عن ذلك التكريم، وعن اسم أول شهيد في حرب 1973، ونشرتها ذاكرة مصر المعاصرة على موقعها الإلكتروني، التابع لمكتبة الإسكندرية. لمتابعة التحقيقات الخاصة في يوم الشهيد ولد الشهيد الرقيب محمد سعد عام 1946 في قرية سنديون بمحافظة القليوبية. وكان والده مزارعًا توفي قبل الحرب وفي عام 1976 كشفت مجلة الهلال عن ذلك التكريم، وعن اسم أول شهيد في حرب 1973، ونشرتها ذاكرة مصر المعاصرة على موقعها الإلكتروني، التابع لمكتبة الإسكندرية. لمتابعة التحقيقات الخاصة في يوم الشهيد ولد الشهيد الرقيب محمد سعد عام 1946 في قرية سنديون بمحافظة القليوبية. وكان والده مزارعًا توفي قبل الحرب بسنوات. درس الشهيد في معهد قويسنا الديني، وبعد أن تخرج عمل باحثًا اجتماعيًا بوحدة طوخ بالقليوبية. ومن المفارقات أنه تزوج من مُدرسة كانت تعمل بمدرسة إعدادية في طوخ، قبل 20 يومًا فقط من اندلاع حرب أكتوبر. كان شقيقه الأصغر عبد الحميد جنديًّا في قوات المدرعات، وخاض معركة جبل لبنى، عام 1967، ضد فرقة مدرعة ومشاة ميكانيكية إسرائيلية، وأبلى بلاءً حسنًا في المعركة، التي أشارت «الهلال» إلى أنها تدرس -آنذاك- في الأكاديمية العسكرية العالمية. وحكت والدته عن غيرته من أخيه بسبب إجادته في معركة جبل لبنى، قائلة إنه تعهد لها أنه: «سيحارب معركة من أحسن المعارك هو أيضًا». التحق بالقوات المسلحة في 1968، وظل طوال ست سنوات يتدرب انتظارًا للحظة البطولة التي حلم بها، فخدم كجندي استطلاع ودخل سيناء عدة مرات قبل حرب أكتوبر.. ويضم سِجِل خدمته العسكرية عدة بطولات نالت استحسان قادته خلال خدمته على الجبهة في الفترة من 1971 إلى 1973. وقبل اندلاع الحرب بأيام قليلة زار الشهيد محمد سعد أسرته أول أيام شهر أكتوبر وعاد لكتيبته في نفس اليوم، أي قبل استشهاده في حرب أكتوبر بخمسة أيام. وبعد عودته للجبهة انتظر أربعة أيام مرابضًا على الضفة الغربية للقناة ينتظر على أمل أن يتحقق حلمه وحلم مئات ألوف من الجنود بالعبور لتحرير الأرض. وجاءت اللحظة الموعودة وكان أول العابرين مع قوات الجيش الثالث الميداني لخط بارليف. واستشهد على أرض سيناء بعد أن حقق حلمه بالعبور ورأى زملاءه يقاتلون على أرض سيناء معركة التحرير، ليكون أول شهداء معارك العبور. وفي الرابع والعشرين من يونيو عام 1974، أرسل وزير الحربية نعيًا إلى والدته زينب محمد علم، وفي نفس العام قامت أسرة الشهيد بنقل جثمانه من مقابر الشهداء إلى مقبرة خاصة بسنديون.