سمر كانت في طريقها لحلوان لشراء بعض المستلزمات وجاءها المخاض بسراى القبة.. وشيماء كانت في طريقها إلى الدمرداش للولادة ووضعت طفلها فجأة على رصيف مترو الحلمية. سمر نبيل عبد الرحمن صباحي، ربة منزل، استقلت مترو الأنفاق في اتجاه حلوان، رفقة زوجها لقضاء بعض شئونها، مع تحرك المترو شعرت السيدة بحركة غريبة في بطنها، ثار جنينها كأنه يستعجل الخروج للحياة، في البدء ظنت الأم أنها أعراض عادية للشهور الأخيرة من الحمل، لكن الدقائق القادمة حملت لها سيناريو لم تتخيله وسيبقى في ذاكرتها وذاكرة جنينها وأسرتها لسنوات عدة قادمة، فقد وضعت السيدة مولودها في المترو، تحديدا داخل محطة سراي القبة، وعلت الفرحة وجوه الركاب المتواجدين بالمحطة، وطالبوا السيدة وزوجها بتسمية المولودة «سراي» بإسم محطة المترو. كانت الأمور تسير بشكل اعتيادي لسائق القطار 106 بخط مترو الأنفاق الأول، قبل أن ينتبه إلى صوت إحدى الراكبات التي تحدثت معه عبر ميكروفون القطار الداخلي: «يا اسطى فيه ست باين هتولد والنبي نزلها محطة السراي»، عرف السائق من خلال الأجهزة المتراصة أمامه أن الصوت قادم من عربة السيدات، وتأكد من صحة كانت الأمور تسير بشكل اعتيادي لسائق القطار 106 بخط مترو الأنفاق الأول، قبل أن ينتبه إلى صوت إحدى الراكبات التي تحدثت معه عبر ميكروفون القطار الداخلي: «يا اسطى فيه ست باين هتولد والنبي نزلها محطة السراي»، عرف السائق من خلال الأجهزة المتراصة أمامه أن الصوت قادم من عربة السيدات، وتأكد من صحة الواقعة مع الجلبة التي أحدثها صوت السيدة التي على وشك وضع جنينها: "حاضر متقلقوش، أنا هاكلم المحطة يحضروا اللازم". بمسئولية وإنسانية لم يتردد السائق في التعامل مع الحالة وأخبر ناظر المحطة التالية بوجود سيدة على وشك الولادة، طالبا الاستعداد لاستقبالها، وبالفعل تحرك الرائد أحمد حسن، معاون مباحث قسم شرطة ثان مترو الأنفاق، لسرعة وصول سيارة الإسعاف إلى المحطة والتنسيق مع بعض الراكبات اللاتي ساعدن السيدة، على ولادة رضيعتها، وهنا جاء الرد لسائق القطار على لسان ناظر المحطة: «طيب أدخل الرصيف الاحتياطي عشان منعطلش حركة التقاطر». لم تمر دقائق حتى علا صوت المولود باكيا، معلنا عن قدومه ووضع نهاية لسيناريو أمه العصيب في ذاك اليوم، فقد وضعت سمر طفلة جميلة وسط سعادة أطقم التمريض والشرطة النسائية، ليتوافد بعدها أفراد أسرتها إلى المحطة ويتم نقلها إلى منزلها في صحة جيدة، فيما عكف أهلها على شكر كل من ساعد في نجدة ابنتهم الحامل، ووجهوا الشكر لقيادات المحطة والمترو والسائق والشرطة "البلد لسه فيها خير، وهيقعد الخير فيها ليوم الدين"، جملة شكرت بها قريبة سمر مسئولي محطة سراي القبة. «سمر»، لم تكن السيدة الأولى من نوعها، التي وضعت رضيعها داخل مترو الأنفاق، فقد سبقتها حالات مشابهة ترويها «التحرير» عبر السطور المقبلة. شيماء على رصيف «الحلمية» في نوفمبر من العام الماضي، خرجت شيماء السيد إحسان، ربة منزل، وكانت حاملا فى شهرها الأخير برفقة شقيقة زوجها من بيتها قاصدة مستشفى الدمرداش لكى تلد، إذ تباغتها آلام الولادة منذ نحو أسبوع، وكلما ذهبت إلى المستشفى يخبرها الأطباء أنه لم يحن الموعد بعد لتضع جنينها، إلا أن الأقدار ساقتها في رحلتها الأخيرة لكى تلد على رصيف محطة مترو حلمية الزيتون. شيماء السيد إحسان عطوة، ربة منزل، من أسرة متوسطة، تقيم بمنطقة عرب العيايدة التابعة لمركز الخانكة بمحافظة القليوبية، وضعت من قبل طفليها بمستشفى الدمرداش، لقلة الإمكانيات التى تؤهلها لكى تضع فى مستشفى خاص يحمل المريض مصاريف عالية. فى طريقها إلى «الدمرداش»، استقلت شيماء مترو الأنفاق، الخط الأول القادم من محطة المرج إلى حلوان، قاصدة محكمة مترو الدمرداش، حيث مقر المستشفى، كما تقول ماجدة شقيقة زوجها، فى حديثها مع «التحرير»، موضحة أن شيماء شعرت بآلام شديدة داخل عربة السيدات قرب محطة عين شمس، لم تبال فى البداية بها، لكنها أدركت أنه قد حان الوقت للولادة. أوضحت ماجدة أن شيماء شعرت بآلام الولادة قرب محطة مترو عين شمس، فأخبرتها بضرورة أن تتحمل التعب حتى مجىء محطة الدمرداش، حيث مقر المستشفى الذى يقصدونه، إلا أنها لم تستطع تحمل عناء الآلام المتكررة والتى جعلتها تصرخ طويلا، فصاح من حولها الركاب وأقنعوها بضرورة النزول من المترو لكى تلد فورًا، وهنا كان القطار يشير إلى توقفه بمحطة مترو حلمية الزيتون، نزلت شيماء من المترو ومعها زوجها وشقيقته ماجدة. «الستات عملوا حاجة زى ما يكون ستارة علينا هما وأفراد الأمن فى المحطة» تقول شقيقة شيماء، موضحة أن الجنين نزل من أمه فورا على الكراسي المخصصة للركاب بالمحطة، بينما قاموا بقطع الحبل السرى لها، وفوجئت بزغاريد من كل مكان بالمحطة، إذ عبرت السيدات المترددات على المحطة عن فرحتهن بولادة الطفل الصغير وكان «ولدا»، تم لفه فى بطانية كانت برفقتهم. منى في الملك الصالح في أكتوبر من عام 2017، شعرت سيدة بآلام الولادة أثناء تواجدها بمحطة مترو الملك الصالح، واستغاث الركاب برجال الشرطة المتواجدين بالمحطة، وبالفعل تم تجهيز غرفة كشف لها بالمحطة، بعد عمل ساتر لها بمعاونة الراكبات، حتى وضعت السيدة رضيعها بسهولة ويسر دون ضرر. كانت السيدة متوجهة مع شقيقتها إلى حلوان، حيث شراء بعض المستلزمات اللازمة لمنزلها، وإذا بجنينها يتحرك ويثور بداخلها طالبا الخروج للحياة، قبل أن تتعالى الصيحات داخل محطة مترو الملك الصالح، إنذار الطوارئ يضغط عليه الركاب، يلتفت سائق القطار نحو مصدر الصوت، ويتم التواصل مع الركاب، ليتبين شعور سيدة بآلام الولادة، وحاجتها للولادة فورا. دقائق قليلة مرت على عملية توليد السيدة، منى.ه، صاحبة ال 35 من عمرها، زغاريد وفرحة غامرة تمتلئ بها جنبات محطة المترو ، «مبروك يا ستى جالك ولد.. سموه بقى صلاح على اسم النجم محمد صلاح اللى مفرحنا دايما». مزاح الركاب مع السيدة التي وضعت رضيعها للتو على رصيف المحطة، خفف من آلامها، إذ تزامن ذلك مع إحراز محمد صلاح، اللاعب الدولي هدفين بمرمى فريق الكونغو تأهلت بهما مصر لمونديال كأس العالم 2018 بروسيا وسط أجواء من البهجة. هند ورصيف السيدة زينب في أغسطس من 2017، وضعت سيدة مولودها في محطة مترو السيدة زينب، وأشرف مسئولو الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، على نقلها لأسرتها بسيارة مجهزة بعد الولادة، لأقرب مستشفى لتلقي العلاج اللازم. هند صلاح عطية، صاحبة ال 32 سنة، استقلت مترو الأنفاق، في طريقها لمحطة المعصرة، برفقة شقيقة زوجها، وجاءها المخاض، وشعرت بآلام الولادة المفاجئة، بمحطة مترو السيدة زينب، هتافات الركاب تتعالي من أجل توقف سائق القطار، لإتمام عملية توليد السيدة. سيدات كثيرات تجمعن فورا بجانب «هند»، لمساعدتها على تحمل الآلام حتى النزول والدخول إلى غرفة الكشف على رصيف المحطة، وبالفعل بعد عمل ساتر بمعاونة رجال شرطة المحطة، وضعت مولودها، وتم إخطار زوجها عبدالرحمن عبدالله، وشارك في نقل زوجته لمستشفى قصر العيني بعد الولادة؛ للتأكد من سلامتها وسلامة الجنين. أميرة في مترو المرج في 8 فبراير 2016، وضعت أميرة.خ، طفلتها على محطة مترو المرج الجديدة، عقب نزولها من القطار وبالساحة الخارجية للمحطة، بعدما تم استدعاء طبيبة نساء وتوليد، تصادف وجودها بالمحطة وقامت الطبيبة بمعاونة بعض السيدات الموجودات بتوليد السيدة بالصالة الخارجية للمحطة، حيث تم فرض كردون «ساتر» بمعرفة الخدمات حتى الانتهاء من الوضع.