«التحرير» التقت محمد هنيدي للحديث عن تفاصيل هذا العمل المأخوذ عن رواية للأديب الكبير يوسف السباعي، ومدى إضافته على السيناريو الكوميدي الذي كتبه المؤلف أحمد عبد الله. 7 سنوات تغيب خلالها النجم محمد هنيدي عن الدراما التليفزيونية، بررها بانشغاله بتقديم أفلام سينمائية، إلى جانب خوفه من العودة للشاشة الصغيرة، لأن متابعيها بالملايين، والخطأ فيها غير مسموح، وتزامنت هذه المشاعر مع الأزمات التي مرّ بها مسلسله «أرض النفاق»، أبرزها كان خروجه من العرض على القنوات المصرية خلال سباق دراما رمضان، واقتصار طرحه على القناة السعودية SBC، إلى جانب استبدال الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى بالفنان سامي مغاوري، بعد أن كان الأول قد أنهى تصوير جزءًا كبيرًا من مشاهده، وذلك لآرائه المعارضة للمملكة. في البداية.. هل تأثر «أرض النفاق» بخروجه من العرض على القنوات المصرية خلال رمضان؟لم أشعر بذلك؛ فالمسلسل حقق ردود أفعال جيدة تصلني من الجمهور في الشارع، كما أن التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي إيجابية جدا، وأعرف منها أنهم متابعون للحلقات، وليس مجرد رأي عام عنها، من ناحية أخرى وبوضوح تام لا أشعر في البداية.. هل تأثر «أرض النفاق» بخروجه من العرض على القنوات المصرية خلال رمضان؟ لم أشعر بذلك؛ فالمسلسل حقق ردود أفعال جيدة تصلني من الجمهور في الشارع، كما أن التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي إيجابية جدا، وأعرف منها أنهم متابعون للحلقات، وليس مجرد رأي عام عنها، من ناحية أخرى وبوضوح تام لا أشعر أن مسلسلي قد تعرض للظلم، «المسلسل نجح بكرم من ربنا مكناش نحلم بيه، والحالة الكبيرة اللي عملها بتأكد كلامي»، بالعكس أرى أن الأخبار التي تم نشرها عن خروجه من العرض على قنوات مصرية ساهمت في زيادة مشاهداته، وعدم اقتصارها فقط على الجمهور الذي اختار العمل ليتابعه في هذا الشهر، إنما أيضًا الذي استفز لمشاهدته بعد ما قرأه عنه. وإلى أي مدى أثرت حملات السوشيال ميديا على دفعكم لاستكمال التصوير بعد معرفتكم بهذا القرار؟ أثرت طبعا، والتغريدة التي كتبتها على حسابي بموقع «تويتر» عبرت فيها عمّا أشعر به، ولم يكن في بالي وقتها أن أقود حملة، فقط أعلنت بأنني عرفت كذا والوضع أصبح كذا، وفوجئت بتضامن الكثيرين من داخل وخارج الوسط الفني، والذين حمّستنا كلماتهم على أن نستمر في تصوير العمل ليتم عرضه. (هنيدي كان قد أعلن سابقًا أنه لا يعلم مصير المسلسل، بعدما صدر قرار عدم إذاعته عبر قناة ON E، المالكة لحقوق إذاعته في مصر حصريًا) هل أغضبك تصرف ملاك شبكة ON E بتقريرهم عرضه بعد رمضان؟ علاقتي بON E «زي الفل»، ولست حزينا مما حدث، فكما يقولون «رب ضارة نافعة»، فقد يكون طرحه خارج السباق والزحام الدرامي فيه فرصة ليحقق حالة أخرى من النجاح. وأي الحبوب التي تناولها «مسعود» خلال الحلقات تفاعلت معها؟ كل واحدة منها كانت لها حكاية ووضع مختلف، ساعدني في الانتقال فيما بينها السيناريو الجميل الذي كتبه المؤلف أحمد عبد الله عن الرواية العظيمة ليوسف السباعي؛ ففي البداية عقدنا عدة جلسات سويًا مع المخرج سامح عبد العزيز واخترنا مجموعة الحبوب التي سنتناولها في الحلقات، إلى أن استقرينا عليها، منها الشجاعة، السرقة، والمروءة، وأجد مسألة الحبوب هذه مهمة لعرضها على الجمهور في هذا التوقيت لأن هناك تقلبات كثيرة حاصلة في المجتمع العربي ويمكن العالم كله من تواريخ قريبة، ربما من وقت أحداث سبتمبر 2011، ثم الثورات والمتغيرات بتغيير النفوس والأفكار، ومنها ولدت أحاسيس؛ فهناك من يرغب في النفاق، وآخر يطمح في الشهامة، الحقيقة أن الرواية تصلح للتقديم حتى يوم القيامة، طول ما في بشر موجودين، ولو بإمكاني أعطي للمصريين حبوب الحب والعمل والتفاهم وقبول الآخر. معروف أن لهنيدي لمساته الكوميدية في أعماله.. إلى أي مدى كانت إضافاتك على سيناريو «أرض النفاق»؟ في المدى المشروع المعقول، خصوصا أنني أعمل مع مؤلف كوميدي كبير هو أحمد عبد الله الذي كتب سيناريو على أعلى مستوى؛ فيقدم مشهدا كوميديا دمه خفيف، والحوار أيضًا مميز، وهذه التفاصيل تغري الكوميديان لأن يقول شيئا من عنده، لكن في المقابل إذا كان المشهد «فاضي»، وفكر الممثل أن يضيف عليه شيئا، فلن يتمكن من ذلك. ولماذا أعدت تقديم أبرز المواقف والإفيهات التي سبق وقدمتها في أعمالك بالمسلسل؟ «مفيش ممثل يعيد تقديم دوره»، مثلا الممثل هشام منصور الذي قدم معي مشهدا في فيلم «صعيدي في الجامعة الأمريكية» ويوصل الكباب لزوجه معلمه الجديدة، لا يقدم الدور نفسه في «أرض النفاق»، أما تقديم حمدي هيكل صاحب مشهد «يوم ورا يوم» في فيلم « فول الصين العظيم» لنفس الأجواء في إحدى حلقات المسلسل فجاء برغبة من المخرج محمد جمال العدل خلال التصوير، «بهزر مع الجمهور يعني دي حاجة لطيفة وهو بيحبني فيها». وكيف تعاملت مع إعادتك لتصوير مشاهدك مع الفنان سامي مغاوري بدلا من إبراهيم عيسى؟ كانت عملية سهلة وغير مرهقة؛ فهي حرفة في النهاية نقدم المشهد حسبما يطلب المخرج.. «بصراحة المسلسل ده حصلت معاه شوية أزمات ومشاكل لو حصلت مع حد تاني أو شركة إنتاج تانية مكنش هيكتمل لكن أي حاجة كانت بتحصل لنا كنّا بنصمم نكمل وربنا بيعوضنا وعشان كده ربنا أكرمنا بالنجاح». ولماذا تغيبت 7 سنوات عن الدراما التليفزيونية؟ لأسباب متعددة، منها انشغالي بأكثر من عمل سينمائي، خاصة أن الدراما تتطلب وقتًا طويلًا في الكتابة والتحضير والمتابعة، هي مسألة ظروف ليس أكثر، إلى جانب خوفي من الدراما لأنها تدخل بيوت الملايين، لذا عندما أبلغني المنتج جمال العدل المنتج بأنه ينوي تقديم «أرض النفاق» لم أتردد وفرحت بها كثيرًا، وتعاملت على شخصية «مسعود» التي كتبها يوسف السباعي؛ فالرواية ممتعة لأي ممثل حتى إذا لم يكن كوميديان، إذ لا تسير بنفس الشكل والأخلاق طوال الحلقات، إنما نتابعه في مراحل صعود وهبوط ويقابل أشخاصا مختلفين يتعامل معهم بأحاسيس مختلفة، وهو ما جعلني استمتعت بها بشدة رغم كونها مجهدة.