على وقع الدعوة للحشد فى جمعة استرداد الثورة فى ميدان التحرير القاهرى، ووسط غياب ملحوظ لجماعة الإخوان المسلمين وبقية التيارات الإسلامية، خرجت القوى السياسية والشعبية فى محافظات وميادين الجمهورية المختلفة، اليوم، تدعو لذات المطالب المنادية بإلغاء قانون الطوارئ وتعديل قانون الانتخابات الذى أعلنه المجلس العسكرى قبل أيام وتفعيل قانون الغدر لمنع تسلل فلول الحزب الوطنى من العودة مجددا للمشهد السياسى بعد الثورة. ففى الإسكندرية انطلقت مسيرة من مسجد الصفا والمروة بالمعهد الدينى بمنطقة العصافرة عقب صلاة الجمعة شاركت فيها «الحملة الشعبية لدعم البرادعى» وحركة «كفاية» وحركة «6 أبريل» و«كلنا مستقلون»، بينما رفع المتظاهرون أعلام مصر، ولافتات من بينها «لا نريد وطنى جديد» و«اكتب على حيطة الزنزانة لا للطوارئ». وغير بعيد من هذا المشهد أعطى الشيخ أحمد المحلاوى، خطيب الجمعة فى مسجد القائد إبراهيم المجلس العسكرى مهلة أسبوعا قبل الخروج فى ثورة ثانية على حد قوله. وأردف قائلا «إن المجلس لن ينفعه نفوذه، ولا بد أن يكون معلوما له أننا أيضا نرفض المليونيات، ولكن سنكون أول المحفزين والداعين إليها إذا لم تنفذ المطالب». وانتقد المحلاوى تفتت القوى السياسية حول المشاركة فى مظاهرة اليوم، مطالبا بالخروج بقوة واحدة «حتى يدرك المجلس أن هناك ثورة مستمرة، وأن هناك شعبا واعيا يمكنه الضغط لنيل مطالبه»، وبعدها انطلقت مسيرة من ساحة المسجد ضمت آلاف المواطنين، متوجهة نحو مقر المنطقة الشمالية العسكرية وتسببت فى شل حركة المرور تماما بطريق كورنيش الإسكندرية. المتظاهرون طالبوا بإنهاء الحكم العسكرى وإقامة حكم وطنى ديمقراطى، وتشكيل مجلس رئاسى مدنى من الشخصيات الوطنية المشهود لها بالكفاءة للقيام بمهام رئيس الجمهورية، ورفض كل أشكال تقديم المدنيين للمحاكمات العسكرية، أو المحاكم الاستثنائية التى تحكم بقانون الطوارئ، وإعادة محاكمتهم أمام قاضيهم الطبيعى، فضلا عن المطالبة بتفعيل قانون الغدر، ووضع جدول زمنى لتسليم السلطة، ووضع حد أدنى وأقصى للأجور، وفرض ضرائب تصاعدية على الأغنياء، وإسقاط قانون تجريم الاعتصامات، إضافة إلى وقف تصدير الغاز لإسرائيل وإلغاء معاهدة «كامب ديفيد»، ومحاكمة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة. وقال أحد المتظاهرين إن هناك تحالفا بين القوى الرجعية والفاشية، على حد قوله، بداية من المجلس العسكرى والأحزاب المستنسخة من الحزب الوطنى والأحزاب الفاشية التى أخذت شرعيتها من المجلس، لسرقة الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية وحق العمال والكادحين فى الحياة الكريمة، بينما قال آخر إن من يسرقون الثورة يريدون إدخال مصر فى متاهات المحاكم العسكرية وأعمال البلطجة وانعدام الأمن وقانون الطوارئ والغدر وتقييد الإعلام، متوقعا أن لا يعبر مجلس الشعب القادم عن مصالح الشعب، على حد قوله، «بل سيجمع أطياف اليمين الرأسمالى المعادى لمصالح الجماهير». وردد المتظاهرون هتافات «إحنا الشعب الخط الأحمر.. يسقط يسقط حكم العسكر»، و«عيش.. حرية.. محاكم علنية»، وحملوا لافتات كتب عليها «الشعب وحده هو مصدر السلطات»، و«الحق بغير قوة ضائع»، و«يا مشير للصبر حدود.. ومكانكم على الحدود»، بينما خرجت مسيرة ثالثة من مسجد التقوى والإرشاد بأرض سليم إسكندر بمنطقة باكوس بك تفاعل معها الأهالى بقوة فى أثناء مرورها أمام كل شارع وكل حى، فيما منع المصلون بمسجد حاتم بمنطقة سموحة خروج أى مظاهرة من المسجد، الأمر الذى كاد يتطور لاشتباكات. وفى منطقة محرم بك، خرجت مسيرة تضم المئات تجوب شوارع المنطقة وأحياء باب عمر باشا، بينما طافت مسيرة باكوس شوارع أبو سليمان، ومنها إلى منطقة غبريال قبل عبورها إلى منطقة الساعة ووصولها إلى سيدى جابر، نقطة تلاقى عدد من المسيرات. وفى مطروح تجمع العشرات أمام ديوان المحافظة عقب صلاة الجمعة، حيث خرجت مجموعة صغيرة من المسجد الكبير واستقرت بشارع الإسكندرية وانضمت إليها المجموعة الأكبر التى خرجت من مسجد التنعيم، وسارت فى شارع الجلاء حتى وصلت شارع الإسكندرية وبعدها اتجه الجميع إلى الديوان، مرددين الهتافات ضد «أى كيان يقفز على شرعية الثورة»، ومطالبين بإلغاء الطوارئ وإسقاط محافظ مطروح وتطهير المحافظة من الفاسدين من الجهاز التنفيذى، بينما قامت قوات الجيش بزيادة قواتها ونشر المعدات والأفراد فى الأماكن الحيوية بالمدينة وكنيسة السيدة العذراء وكنيسة الشهيدين بشارع زاهر جلال، وتأمين قسم الشرطة وقسم الترحيلات، تحسبا لأى عمل تخريبى. وفى الإسماعيلية، نظمت 25 حركة وائتلافا مسيرة انطلقت عقب صلاة الجمعة من ميدان الممر، ردد المتظاهرون خلالها هتافات تندد بالمجلس العسكرى وبقانون الطوارئ ورفض قانون مجلسى الشعب والشورى، بينما أصدر تكتل ثوار الإسماعيلية بيانا حث أهالى الإسماعيلية على المشاركة فى المظاهرة من أجل استرداد الثورة استهلوه بعبارة «ضم يا مصرى صفك ضم»، مطالبين بالتضامن والتكاتف من أجل استرداد الثورة. وفى السويس، رفع أكثر من 500 شاب من شباب الثورة وعدد من الأحزاب السياسية وتكتل شباب السويس وحركة «6 أبريل» مطالبهم خلال وقفة احتجاجية بميدان الشهداء بالأربعين، إذ تجمعوا بعد صلاة الجمعة مرددين هتافات ضد الطوارئ، واستمرار حكم العسكر، ذلك فى الوقت الذى وزع فيه الجيش الثالث الميدانى بيانا يبرز دور القوات المسلحة فى تأمين المنشآت الحيوية والمدارس، وكذلك دوره الداعم للثورة، محذرا من محاولات البعض من الذين سماهم المأجورين والخارجين عن القانون، الذين يندسون خلال المسيرات، من إحداث وقيعة بين الجيش والشعب، مؤكدا أن الجيش لن يتهاون مع هؤلاء وأنه لم ولن يستخدم العنف إلا مع من يحاول المساس بأمن واستقرار محافظة السويس. وفى دمياط، احتشد مئات المواطنين ونشطاء القوى السياسية منذ الصباح فى ميدان الساعة للإعلان عن احتجاجهم على قانون الطوارئ والمطالبة بإلغائه باعتباره إرثا للنظام السابق، ورفع المتظاهرون لافتات من بينها «الشعب يريد إسقاط الطوارئ»، و«لا لقانون الطوارئ». وفى الدقهلية، وعلى وقع تجمع المئات فى مسجد النصر بمدينة المنصورة، انتقد إمام المسجد المجلس العسكرى، لافتا إلى أنه ليس هناك معنى أن يقدم مدنيين حتى الآن للمحاكم العسكرية، متسائلا عن جدوى تحدى إرادة الشعب فى الانتخابات، وبقاء من يأكلون ثروات البلد ويتركون الفتات للشعب، على حد قوله. وفى الشرقية، انطلقت مسيرة للقوى السياسية من مسجد الفتح بمدينة الزقازيق أخذت تجوب شوارع مدينة الزقازيق، مرورا بميدان القومية وديوان عام المحافظة حتى شارع الجناين بوسط المدينة، مرددين شعارات «لا لا للطوارئ، يسقط يسقط حكم العسكر»، بينما أكد حسن العريان المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير ومنسق ائتلاف 25 يناير بالشرقية، أن جمعة استرداد الثورة ما هى إلا تأكيد أن الثورة متواصلة حتى تحقق أهدافها، بينما قالت الناشطة شروق عبد الله إن شباب الثورة لن يسمحوا للمجلس العسكرى بما سمته «سرقة الثورة» التى سالت دماء كثيرة من أجلها لاقتلاع نظام فاسد. وفى المحلة نظمت لجنة التنسيق بين الأحزاب والقوى السياسية وائتلاف شباب الثورة بالمحلة، وحركة «6 أبريل» وقفة احتجاجية بميدان الشون ضمت مئات المتظاهرين، وردد المتظاهرون هتافات منها «يا حرية فينك فينك.. الطوارئ بينا وبينك»، و«المشير بيشهد زور يبقى المجلس كله يغور»، و«لا داخلية ولا حربية إحنا الشرعية الثورية»، و«يا مشير يا مشير المحلة مع التحرير»، بينما فى طنطا نظمت مجموعات شبابية وقوى سياسية وقفة احتجاجية أمام ديوان محافظة الغربية طالبوا فيها بمطالب استرداد الثورة. وفى بنى سويف، نظم العشرات من شباب حركة «6 أبريل» وشباب ائتلاف الثورة وقفة احتجاجية عقب صلاة الجمعة من أمام مسجد عمر بن عبد العزيز بميدان المديرية أكبر ميادين بنى سويف، رافعين لافتات مكتوبا عليها «لا للمحاكمات العسكرية»، و«لا لقانون الطوارئ»، و«ماتعبناش ماتعبناش ثورة كاملة يا إما بلاش». وفى الفيوم، فضل عدد كبير من القوى السياسية التوجه إلى القاهرة للمشاركة فى جمعة التحرير، بينما شاركت قوى أخرى فى مسيرات رفعت ذات المطالب. وفى أسوان، انطلقت مسيرة ضمت قرابة الألف مواطن من القوى السياسية المختلفة، بينما غاب عنها التيار الدينى، امتلأ بهم ميدان المحطة وسط المدينة، رافعين مطالب إلغاء الطوارئ وتفعيل قانون الغدر وتحديد سقف للمرحلة الانتقالية.