جميل راتب أصر على تقديم مشهده في "بالحجم العائلي".. وله مكانته عند الناس مثل محمود مرسي بعض الصناع يستسهلون ويقلدون الأفلام الأمريكية في القصص والأفيشات والإخراج قدمت المخرجة هالة خليل عددا قليلا من الأعمال الفنية، يمكننا حصره في مسلسلين هما "بالحجم العائلي" بطولة الفنان يحيي الفخراني، و"حكايات وبنعيشها: فتاة ليل"، ونحو 3 أفلام، كان آخرها "نوارة"، لكنها استطاعت من خلالها إثبات أدواتها الإخراجية، حتى استحقت وضع اسمها ضمن أهم المخرجات المصريات في الفترة الحالية، واختارها مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ليتم تكريمها في دورته المقبلة مع مخرجات أخريات مبدعات، منهن هالة لطفي، مي المصري، وهيفاء منصور. "التحرير" التقت هالة خليل، على هامش مهرجان الجونة السينمائي، للحديث عن تقييمها أعمالها الفنية، ومشاركتها بها في المهرجانات السينمائية.. نبدأ من تكريمك من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. كيف استقبلت هذا الخبر؟ سعدت به للغاية، خاصة أنني أتشرف بكوني عضو لجنة تحكيم المسابقة الدولية فيه، وعلمت أنهم سيعرضون فيلم "نوارة" تحية لي، وعندما أخبروني بأسماء المبدعات العرب، اللواتي سيتم تكريمهن معي في "القاهرة" ازداد فخري بهذا الأمر، وأشكر المنتج محمد حفظي رئيس المهرجان، والناقد الكبير يوسف شريف رزق الله، مدير المهرجان، على وضعهما اسمي في هذه القائمة. كنت من تلاميذ المخرج الراحل يوسف شاهين.. كيف وجدت احتفاء مهرجان الجونة بذكرى رحيله العاشرة؟ فكرة ممتازة، وشخصيا حرصت على حضور معرض أفيشات أفلامه، والعرض الموسيقي الذي قدمه الموسيقار هشام جبر للموسيقى التصويرية لأفلام المخرج العالمي، فهو أحد أهم المخرجين، وكان أستاذي المباشر في معهد السينما. كيف وجدت اختيارات أفيشات أفلامه بالمعرض؟ مميزة؛ فهناك أفيشات لم أشاهدها من قبل، بل إنني لم أسمع عن أسماء هذه الأفلام، ومصادفتي بها في "الجونة" ستدفعني بالتأكيد للبحث عنها ومشاهدتها "في حوالي 4 أفلام معرفهاش ولا شوفتها وده تقصير مني، لازم أجيبها وأشوفها"، وهذه فرصة لأن يلقي المهرجات الضوء على أفلام لا نعرفها ل"جو"، إذا كنت أنا سينمائية لا أعرفها، فكيف حال الجمهور؟ من السبب في غياب الوعي عن هذه الأفلام؟ أعتقد أن ذلك مرتبط بمسألة البيع والشراء بين التليفزيون المصري وشركة الإنتاج، فنحن نعرف فقط الأفلام التي يعرضها التليفزيون، الذي أتمنى من مسؤوليه الاهتمام بهذه الأعمال، ويجدد شراءها كي يتعرف عليها الجميع. كيف وجدت احتفاء "الجونة" بالمخرجين الكبار يوسف شاهين، فيدريكو فيلليني، وإنجمار بيرجمان؟ فكرة جميلة؛ "بيرجمان" تحديدا من المخرجين المفضلين جدا لدي، وأفلامه مؤثرة علي، ومن بعده يأتي فيلليني، وكسينمائيين نعرف الفرق بين سينما فيلليني ويوسف شاهين، والربط بينهما في احتفال "الجونة" بهما عظيم جدا، ويجعلني أشعر أن المسالة ليست للاستعراض، لكن وراءها أشخاصًا يفهمون السينما وقيمتها، فالمخرجون الثلاثة لهم مدارسهم السينمائية المختلفة. وما رايك في الاختلاف الواضح بين شكل ومستوى الأفيشات؟ وضع هذه الأفيشات مرتبط بالثقافة الأمريكية التي طغت بشكل غير طبيعي على كل شيء، ومن يبحث عن الأفيشات سيجد أن أصولها أمريكية، وهذا يحد من الإبداع، زمان كان المصمم يبحث عن تصميم جديد للأفيش بالنظر لقصته وشخصياته وغيرها من التفاصيل، مثلا حينما قدمت فيلمي القصير "طيري يا طيارة" قدم لي الافيش المصمم الشهير صلاح مرعي، وكان أفيشا رائع الجمال، وعشت معه كيف يفكر فيه وينفذه، ويدخلني في عمليات التحضير، وأقترح عليه أفكارا فيستبعد واحدة لأنها تقليدية، وأخرى لأنها تم تنفيذها من قبل، حاليا المصممون يستسهلون، وينظرون في الأفيش الأمريكي ويقلدونه، الفكر أن هذا الاستسهال لا يتم فقط على مستوى الأفلام، إنما القصة والإخراج.. للأسف الفن والثقافة في مصر يعانيان من طغيان الثقافة الامريكية و"البيست سيلر"، وهذه حالة الاستهلاك السريع، والتي تؤثر على مستوى المنتج. وفي رأيك.. من المستبب في ذلك؟ أعتب على ما وصلنا إليه ليس على المنتجين والمبدعين لكن الدولة أكثر، بعض الدول منتبهة لما يحدث فيها لأن المنتج الأمريكي يناسب ثقافتهم، أيضا فرنسا تدقق فيما يحدث داخلها، وتقلل عدد الأفلام الأمريكية بالسينمات، وتصمم وهذا دور الدولة، وفي المقابل يتوجب ان يكون لدى المثقف درجة من الوعي. تغيبت 3 سنوات عن السينما منذ تقديمك لفيلم "نوارة".. هل تعودين قريبا؟ بالفعل؛ انتهيت من كتابة سيناريو فيلم "شرط المحبة"، ولم يتم ترشيح أبطاله وفريق عمله حتى الآن. كان آخر أعمال الراحل جميل راتب معك في مسلسل "بالحجم العائلي".. احك لنا عن تفاصيل المشهد الذي ظهر فيه. منذ قراءتي للسيناريو احترت في اختيار الفنان الذي سيقدم دور الاب الروحي للفنان يحيي الفخراني، وعندما فكرت في أستاذ جميل، توقع البعض أنه سيرفض بسبب حالته الصحية، لكن فوجئت بتصميمه واصراره على تقديمه، وكان متعلون فيه لدرجة عالية، وتنفيذ المشهد لم يستعرق وقتا في التصوير، وكان سعيد بالتجربة جدا ولم اكن اعرف وقتها انني سانال شرف ان يكون آخر عمل له معي. وهل تجدين انه لم يأخذ حقه من الاهتمام بالتكرمات والجوائز؟ جميل راتب حالة معروفة وله مكانته عند الجمهور مثل فنانين كثيرين منهم محمود مرسي، وهو له تكريم خاص في قلوب الناس العادية لا ينافسه عليه أحد بنفسه وسيرته ورحلته واخيتاراته وأعماله.