صدمة قوية تلقتها المخرجة السورية سؤدد كعدان عندما لم تتمكن من الحصول على الموافقات الأمنية لدخول مصر، وحضور فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي، ومتابعة ردود الأفعال حول فيلمها "عندما أضعت ظلي" الذي يشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وكذلك لم يتمكن فريق العمل من الحضور. الممثلة التونسية كوثر بن هنية، عرضت للجمهور الذي جاء إلى الجامعة الألمانية في الجونة، لمشاهدة الفيلم رسالة المخرجة للحضور، وهذا نصها: "كنت أتمنى أكون في العرض مع الفيلم خاصة أنه العرض العربي الأول له، وهو ومكتوب لجمهور سوري وعربي، والرحلة الطويلة لإنجازه لم تنته مع الانتهاء من تتفيذ العمل، الفيلم يطرح سؤالا هو (كيف يمكن لسوري أن يعيش تحت الحرب؟)، والذي تحول الآن إلى (كيف يمكن لسوري أن يتحرك في الدول عربية؟)"، واختتمت رسالتها ب"غيابنا عن العرض بيان عن الوضع السوري". يذكر أن الفيلم حصل على جائزة أفضل عمل فني أول لمخرجته سؤدد كعدان بمهرجان فينيسيا، ويرصد جانبا شديد المأساة لمرأة سورية "سناء" ليس لديها أي اهتمامات سياسية، فهي تهتم بطفلها ذي ال9 سنوات، وزوج غائب يعمل في السعودية، لكنها تخرج بحثا عن أسطوانة غاز بعد أزمة شديدة تصيب مدينتها، وفي الطريق الممتد والبعيد عن منزلها تمر بأشخاص فقدوا ظلالهم وبقبور في الحدائق وأشجار زيتون محروقة. مواقف صعبة تعيشها الأم التي تعمل صيدلانية، ورصد لتفاصيل من المعاناة السورية اليومية والقتل الوحشي والاتهامات بغياب الضمير وانتشار الجشع، ونقص الطعام والأدوية والأخلاق أيضا، ومشاهد لآثار الحرب والدمار، وحفر القبور بجانب المنازل لدفن الضحايا من الثوار.