في الوقت الذي ما زالت تجرم "العلاقات المثلية" في الدول العربية، بينما هي مشرعة في الكثير من الدول الغربية إلى حد السماح بالزواج، جاءت موافقة قطر على قبول "المثليين جنسياً"، وعدم ممارسة السلطات ضدهم أي تمييز خلال مباريات كأس العالم 2022، لتصبح بذلك أول دولة عربية تسمح بالمثلية على أراضيها. وبعد هذا القرار سيكون على الدوحة أن تقدم خدماتها للشواذ جنسيًّا خلال استضافتها بطولة كأس العالم المقبلة. شرط أساسي الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اشترط على قطر المستضيفة لكأس العالم 2022، أن تعلن وبشكل رسمي واضح قبولها "المثليين" جنسيا، وعدم ممارسة أي تمييز ضدهم إذا كان لمباريات كأس العالم أن تنعقد في الدوحة 2022. ومن أجل أن يضمن النظام القطري، عدم سحب حق تنظيم مونديال كأس العالم منه، وافقت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بقطر، برئاسة علي بن صميخ المري والحكومة القطرية، على شرط الاتحاد الدولي لكرة القدم، بأن تعلن بشكل رسمي أنها تقبل المثلية الجنسية في قطر. وجاء في بيان الناطق باسم "الفيفا" نشر على موقع "بينك نيوز"، يقول إن المنظمة الدولية الموكلة بالمونديال تبلّغت بما فعلته الرقابة الصحفية القطرية في ثماني مرات مؤخرًا، عندما حذفت من صحيفة "نيويورك تايمز" التي تصدر في الدوحة إشارات وردت في تقارير تتحدث عن الشذوذ الجنسي في المونديال، وكيف أنه سيشكل مشكلة اجتماعية في مونديال الدوحة 2022، بحسب "سبوتنيك". اقرأ أيضا: هل يسحب الفيفا تنظيم مونديال 2022 من قطر بسبب إسرائيل؟ وأضاف الناطق باسم الفيفا أن فريقهم الموجود في الدوحة يتابع هذا الموضوع، وسيتخذ قراره على ضوء ما يلتزم به القطريون تنفيذًا لما كانوا وافقوا عليه عندما تم الاتفاق معهم على استضافة مباريات كأس العالم. شبكة "إيه بي سي" الأمريكية، قالت إنه يبدو أن مجتمع "المثليين جنسيًا" أصبحوا يُهددون استضافة قطر لمونديال 2022، بعد أن بات تنظيمها لبطولة كأس العالم القادمة مرهونًا بإعلانها رسميًا تقبلّهم وعدم ممارسة أي تمييز ضدهم، في الوقت الذي تتعرّض فيه هذه الفئة لمُمارسات قمعية داخل المجتمع القطري. حذف مقالات وكشفت صحف وشبكات إخبارية أمريكية عن تدخل قطر لحذف مقالات من النسخة الدولية لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تناولت قضايا مجتمع المثليين الجنسيين في الدوحة. اقرأ أيضا: «نساء آل تميم».. محاولات فاشلة للتأثير على موسم الحج ووفقًا لصحيفة "ذا هيل" الأمريكية، حجبت قطر مقالات كاملة كانت منشورة بالصحيفة في الفترة ما بين شهري أبريل ويوليو من العام الجاري، وتُرِكت مكانها مساحات كبيرة من الصحف الفارغة، وتنويه صغير يوضّح أن القِطع المحذوفة "جرى إزالتها بشكل استثنائي". وعن تفاصيل أزمة حجب المقالات قالت "ذا هيل" إن من بين ال9 قطع التي تم حذفها من الصحيفة، 8 منها كانت تخص مجتمع المثليين جنسيًا في الدوحة، وتتناول فكرة أن "الحكومة القطرية تحاول قمع الخطاب حول الجنس والمثليين جنسيًا داخل المجتمع". ووفق مينكي وردن، مديرة برنامج المبادرات العالمية في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، فإن "هذا الإجراء يمثّل خرقًا لاتفاق قطر مع الفيفا، حول الحفاظ على بعض معايير حقوق الإنسان، بما في ذلك حرية الصحافة وعدم التسامح مع التمييز القائم على أساس الجنس، كشرط لاستضافة كأس العالم القادمة". وكتبت وردن: "الرقابة القطرية على الإعلام فيما يتعلق بالمثليين إشارة على أنهم غير مُرحب بهم في قطر". بدورها، أقرّت ال"نيويورك تايمز" بالواقعة، مؤكّدة أن قرار الحذف لم يكن قرارها، وإنما كان قرار الحكومة أو الناشِر المستقل في المنطقة. قانون دائم منظمة العفو الدولية أكدت أنها ستلزم أمير قطر تميم بن حمد خلال زيارته إلى لندن، بإعلان قانون "المثلية" في دولته كتشريع قانوني دائم، وليس مقتصرا على فترة كأس العالم فقط. اقرأ أيضا: بعد انتفاضة «الغفران».. هل يحاكَم تميم بتهمة «الإبادة الجماعية»؟ ومن المقرر أن تطلب تريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا من أمير قطر تميم بن حمد خلال زيارته الحالية إلى لندن السماح بمزيد من الحريات والحقوق للمثليين. عدد من منظمات المثلية الجنسية الدولية، شكرت علي بن صميخ المري والنظام القطري على السماح للمثليين جنسيا، بالمشاركة في مباريات كأس العالم بالدوحة 2022. استنكار واسع الخطوة التي أقدمت عليها الدوحة، لاقت استنكارا واسعا من قبل المنظمات الحقوقية العربية، التي أكدت أن هذه الموافقة ستلزم قطر رسميا بالسماح للمثليين ليس فقط في أثناء كأس العالم، وإنما كتشريع قانوني دائم في الدوحة، حسب "العين" الإخبارية. من جانبها، عبرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا، أمس، عن استنكارها لموافقة وقبول اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بقطر، على شرط منظمة الفيفا، بأن تعلن بشكل رسمي واضح أنها تقبل "المثليين"، مطالبة السلطات القطرية باحترام الدين الإسلامي والدستور والقيم والعادات في المجتمع القطري. وقالت المنظمة العربية إن هذه الموافقة ستلزم قطر رسمياً وعلنياً بالسماح للمثليين ليس فقط في أثناء كأس العالم، وإنما كتشريع قانوني دائم. وطالبت المنظمة المدعو علي المري ولجنته الحكومية والسلطات القطرية باحترام الدين الإسلامي والدستور والقيم والعادات في المجتمع القطري ورفضه التام للمثلية، موضحة أن قطر التزمت في سبتمبر 2013 بإعلان مجلس التعاون لدول الخليج العربية أنه بصدد الاتفاق على مناقشة اقتراح حظر دخول المثليين الأجانب لدولة قطر، قصد تشجيع منتخب بلادهم في كأس العالم 2022. اقرأ أيضا: وسط مطالب باعتقاله.. لندن تستقبل «تميم» بالاحتجاجات واللافتات بموافقة الدوحة على قبول "المثليين جنسياً"، ستودع قطر تجريم النشاط الجنسي من نفس الجنس، بعد أن كانت الثقافة الشعبية السائدة في البلاد تعتبر هذا الأمر غير أخلاقي ومخالف تماما للعادات والتقاليد، ومن ثم كانت الحكومة القطرية لا تعترف بالزواج من نفس الجنس أو بالشراكات المدنية، كما كانت لا تسمح للناس في قطر بالقيام بحملات من أجل المطالبة بحقوق المثليين.