أحيانًا تجبر الظروف والأيام، أشخاصًا على تغيير مجال عملهم، الذي حلموا بتحقيق ذاتهم وطموحهم المهني فيه، ففي وقت ما تغلق جميع الأبواب أمامهم إلا باب واحد، وهو الرجوع إلى الخلف وتغيير وظيفتهم، وحينها يتملكهم الإحساس بالإحباط والفشل، لكن المجتهد منهم لا يستسلم لهذا الشعور، فيبحث في داخله عن شيء يحبه يرشده إلى مجال جديد يبحث فيه عن مستقبله، وبعد كفاح طويل يجد هذا الشخص الحياة تبتسم له وتفتح أمامه أبواب الشهرة والنجومية، التي بحث عنها في محاولته الأولى، والوسط الفني به نجوم كثيرون خاضوا تجارب مهنية كثيرة قبل امتهان الفن، ومنها الرياضة. تامر حسني الجميع يعرف أن المطرب تامر حسني خاض رحلة مريرة من أجل أن يحقق النجومية التي فيها الآن، لكنك ستستغرب عندما تعلم أن تامر كان يحلم بتحقيق هذه الشهرة من خلال احتراف رياضة كرة القدم، فالبداية كانت مع نادي الزمالك الذي لعب في صفوف أشباله لمدة سبع سنوات، ثم انتقل إلى نادي الأهلي لكنه فشل في التأقلم مع اللاعبين هناك، والذين كانوا يعتبرونه عدوًا لهم، لأنه قدم إليهم من القلعة البيضاء، ليرحل منه بعد عامين. ويروي تامر مشاعره عندما رحل عن صفوف القلعة الحمراء، قائلا: «اكتأبت، كنت حاسس إن حياتي بتتهد»، لكن عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم، فكانت هذه المرحلة الصعبة بداية جديدة لنجم كانت والدته ترى أن موهبته الغنائية أفضل من الكروية، وهنا بدأ تامر يغير دفة سفينته نحو المجال الغنائي، بفضل توجيهات والدته التي نمت فيه هذه الموهبة، وألحقته بمعهد كونسرفاتوار، وبدأ من هنا تامر ينحت طريق نجاحه وتألقه في عالم الفن. أمير كرارة أتقن أمير لعب كرة الطائرة منذ أن كان عمره 13 سنة، واستطاع بموهبته أن يلعب في صفوف المنتخب الوطني، ويحصل على لقب كابتن الفريق ببلوغه سن الرابعة والعشرين، لكنه قرر التخلي عن هذا المجال الرياضي، لأنه لا يلبي احتياجاته المالية، فمع مرور الأيام بدأت التزامات أمير تزداد وما يتلقه من راتب شهري من المنتخب لا يعينه على قضاء حوائجه، لذلك قرر البحث عن مجال عمل آخر، فاختار الفن، لأنه يحب هذا المجال، ويعتقد أنه سيحقق إنجازًا فيه، خاصة أن ينتمي لعائلة فنية، إذ كانت تربطه صلة قرابة بالفنان الراحل محمود شكوكو. وطرق أمير أول أبواب الفن من خلال الظهور في الإعلانات التليفزيونية وتصوير الكليبات الغنائية، ثم لحق ذلك في المشاركة في عدد من الأدوار الصغيرة، حتى تمكن بعد سنوات من التعب والعناء من تحقيق نجاح وشهرة كبيرين. ظافر العابدين لعب القدر دوره في تغيير مسار حياة ظافر العابدين من لاعب كرة قدم، إلى فنان موهوب له مكانته في الوسط، وهو يتحدث عن حياته قبل دخول المجال، قائلًا: «كنت حابب في الأول أكون لاعب كرة قدم، لكن القدر ماسمحش، وماكنتش عارف إني ممكن أكون ممثل أصلًا، فالتمثيل بعيد جدًا عن مجال الكرة، لكن ظروف ما جعلتني أحب التمثيل.. واقترح عليا صديق إنى أعمل كمساعد مخرج كبداية، حتى أتعلم من خلف الكاميرا». وتابع: «كانت تجربة مهمة جدًا، لأن من المهم تفهم وجهة نظر المخرج، وفيه حاجات تتعلمها في مكان التصوير صعب تعرفها في المعهد، وبعدها قررت السفر إلى إنجلترا لدراسة التصوير دراسة محترفة». - كريم فهمي أما كريم فهمي فقد اجتمعت فيه ثلاثة مهن، فهو لاعب وطبيب وفنان، فقد سعى إلى تحقيق حلمه في أن يصبح لاعبا كبيرا من خلال الالتحاق بفريق نادي الزمالك، الذي لعب في صفوفه لمدة تسع سنوات، ثم انتقل إلى صفوف القلعة الحمراء لمدة عامين، سرعان ما تبدلت الاهتمامات، حين اكتشف حبه وشغفه للوسط الفني، الذي أبعده عن عيادته، فقد أوصلته دراسته لأن يصبح طبيب الأسنان، لكنه ترك مهنته، لعشقه التمثيل والتأليف، وأصبح لا يهتم بشيء آخر سواهما. في مرحلة ما يسيطر علينا الإحباط والشعور بالفشل نتيجة ضياع حلمنا، ونعتقد أن كل آمالنا معلقة بتجربة فشلت، لكن لا تعلم ماذا تخفي لك الأقدار، فقد تحقق طموحك في مجال آخر مختلف تمامًا، وقد لا تكون قد فكرت فيه من قبل، لكنك حين تخوضه، تجد لديك الطاقات والموهبة للنجاح فيه.
