تكاثرت في السنوات الأخيرة، حالات الانتحار بصورة لافتة، وأصبح الأمر محل مراقبة ودراسة من الخبراء التربويين، ولم يكن وزير التربية التعليم طارق شوقي، بعيدًا عن تلك المعاناة، إذ صرح خلال المؤتمر الصحفي للإعلان عن أوائل الثانوية العامة أمس، أن النظام الجديد للثانوية العامة، سيقضي تماما على حالات الانتحار. وما كادت أن تمر ساعات، على تصريح وزير التعليم، أمس الخميس، إلا وحاولت 4 طالبات بالثانوية العامة بمحافظة البحيرة، الانتحار عقب ظهور النتيجة، بتناول حبوب حفظ الغلال وسم الفئران، بسبب رسوبهن والحصول على درجات ضعيفة، ذلك بخلاف عدد من المحاولات المشابهة أثناء سير عملية الامتحانات نتيجة صعوباتها. ما الذي يدفع الطلاب للانتحار؟ يرجع الوزير طارق شوقي، ظاهرة انتحار الطلاب إلى الجو النفسي المشحون لهم ولأسرهم، والرغبة العارمة في الحصول على أعلى مجموع، إذ تمثل امتحانات الثانوية العامة حتى يومنا هذا عنق زجاجة يعاني أبناؤنا للخروج منه إلى بر الأمان، وعليه تبرز أهمية مساعي الوزارة في القضاء على تلك المعاناة. ويعتقد شوقي، أن تطبيق وزارة التربية والتعليم نظاما جديدا للثانوية العامة بدءًا من سبتمبر المقبل، يترتب عليه إنهاء كابوس الامتحان الموحد، وحالات الانتحار المنتشرة بين الطلاب، إذ يُمكن الطلاب من خوض تجربة تعليمية حقيقية. اقرأ أيضا: نتيجة الثانوية العامة تسيطر على بيوت مصر.. الأوائل يروون قصص الكفاح كيف ينهي النظام الجديد ظاهرة الانتحار؟ ويعتمد نظام الثانوية العامة الجديد على التغيير التام للعقيدة التعليمية المتوارثة منذ عقود طويلة، من خلال تعديلات جذرية أدخلتها الوزارة على النظام المقرر تطبيقه تدريجيًا بداية من العام الدراسي المقبل. - تغيير أسلوب التقييم، بإلغاء فكرة الامتحان القومي الموحد على مستوى الجمهورية، الذي يهدف لقياس مهارات الحفظ واسترجاع المعلومات، وتنظيم الامتحانات على مستوى كل مدرسة بنفس درجة الصعوبة وتغطية المنهج مع اختلاف الأسئلة. - الطالب يؤدي امتحانًا ربع سنوي في كل المواد، بمعدل 12 امتحانًا لكل مادة على مدار المرحلة الثانوية، وعند حساب المتوسط، يكون اختيار الامتحانات ال6 التي حصل الطالب فيها على الدرجات الأعلى، بمعنى أن الطالب لديه 12 محاولة للامتحان يحتسب منهم أعلى 6 فرص، ولا وجود لامتحان الفرصة الواحدة. - تصحيح الامتحانات يكون إلكترونيا، من خلال أكثر من 10 مصححين غير متصلين ببعضهم البعض. - سيتم تجميع درجات جميع الامتحانات التي يؤديها الطلاب خلال السنوات الثلاثة في جميع المواد، وحساب المتوسط الذي يعبر عن المجموع النهائي المؤهل للالتحاق بالجامعة. - إعداد "بنك أسئلة" تشرف عليه إحدى الجهات السيادية، ويضم آلاف الأسئلة الخاصة بالمادة الواحدة، وفي حالة رغبة المدرسة إجراء امتحان يكون التواصل مع هذا البنك ليرسل الأسئلة إلى الطالب من خلال جهاز حاسب لوحي "تابلت" يسلم إليه مجانًا. - سيتحول دور المعلم من ملقن، لمحاور، ولن يكون له سلطات في الدرجات التي سيحصل عليها الطلاب، لأنه لن يضع الامتحان ولن يصححه، بل سيحصل الطالب على الامتحان على جهاز "التابلت" من خلال "بنك الأسئلة" المعد مسبقًا، ويجيب عن الأسئلة ويعيد إرسال الامتحان ليتم تصحيحه. اقرأ أيضا: بالأسماء.. معظم الأوائل من مدارس حكومية - مصادر المعرفة ستكون متاحة للطالب، سواء من خلال "التابلت"، أو حتى الكتب الورقية التي سيتسلمونها في العام الأول، لأن الهدف لم يعد الحفظ والتلقين، والإجابة على الأسئلة لن تعتمد على قياس الحفظ بل الفهم في المقام الأول. - انتهاء أسطورة المجموع العالي، وفيما يخص التنسيق، يوضح الوزير: "لن نمس تنسيق الجامعات حتى هذه اللحظة، لما بندخل في السكة ديه، الناس بتخاف من عدم العدالة، التنسيق باق كما هو، والنظام الجديد سيسهل للطالب رحلته للوصول للجامعة، وبشكل عام، فإن النتسيق آلية نسبية، يعني لو أعلى طالب في النظام الجديد جاب 70%، يبقى كلية طب هتقبل من 70%: