ظهرت في الآونة الأخيرة أنواع جديدة من المخدرات كان آخرها "الإستروكس"، الذي وصلت نسبة تعاطيه بين المدمنين لنحو 40% من بينهم إناث، وفقا لعدة إحصائيات.. والغريب أن هذا المخدر لا يدخل ضمن نطاق تجريم القانون، لذلك فيتم تداوله في البلاد بسهولة، خاصة في دول الخليج ومصر منذ عامين. وحسب الفحوصات والأبحاث الصادرة من معهد السموم، والتي أكدت أن مخدر الإستروكس يزداد مفعوله 200 مرة، عن مخدر الماريجوانا ومخدر الحشيش، وقد لاقى الإستروكس رواجا بين المدمنين، نظرا لسهولة الحصول عليه. والأمر الأخطر هو أن المواد المكونة من مخدر "الفودو والإستروكس" غير مدرجة بالمادة الثانية وفقا للقانون المصري رقم 182 لسنة 1960 المعدل بالقانون رقم 122 لسنة 1989، والتى تنص على «يحظر على أى شخص أن يجلب أو يصدر أو ينتج أو يملك أو يحرز أو يبيع أو يشتري مواد مخدرة.. أو يتبادل عليها أو ينزل عنها بأى صفة.. أو أن يتدخل بصفته وسيطا فى شيء من ذلك.. إلا فى الأحوال المنصوص عليها فى هذا القانون وبالشروط المبينة به»، مما يجعل "الفودو والإستروكس" خارج نطاق التجريم القانوني، وبالتالي لا يعاقب القانون على تداولها أو تعاطيها. إستروكس النساء في نفس السياق أكد حسين فاروق، أستاذ الطب النفسي جامعة الإسكندرية، أن هذا المخدر يعمل على تلف بالمخ والجنون، والهلوسة، وتغيير شكل الأنف، وضيق في الدورة الدموية، واضطراب الجهاز العصبي، واحمرار العينين، وعدم تقدير المسافات، ونوبات ذعر وتشنجات، وخروج عن التصرفات الطبيعية. وأضاف أن الإناث هن الأكثر فئة إقبالا على هذا المخدر، خصوصا أنه يستخدم كبخور للاسترخاء في أماكن بها تهوية جيدة، على سبيل المثال، "الساونا" و"عمل المساج"، حيث إنه مصرح به في 50 ولاية أمريكية، لكن يمنع استخدامه للبشر، فلا يدخن به ولا يؤكل ولا يتم شربه أيضا. وعلى الرغم من ذلك تم استخدامه بشكل سيئ، وتم إدخاله إلى مصر تحت بند بخور ونباتات عطرية تستخدم كنوع من علاجات الطب البديل في الهند وأمريكا والصين. حفلات إستروكس من جهته أكد مصدر، طلب عدم ذكر اسمه، أن طرق تعاطي الإستروكس تطورت وأصبح يقام عليه حفلات مثل حفلات «الزار» القديمة، لافتا إلى أنه يتم وضع المخدر في جوقة نار لتتصاعد منه الأبخرة بينما يستنشق المتعاطون وهم يرقصون على أصوات الموسيقى الصاخبة. البيع بالجرام عندما تم تحليل مخدر الإستروكس كيميائيا، وجد أنه عبارة عن خلطة يتم تصنيعها من مواد كيميائية وعشبية من نبات القنب، مع بعض المواد الكيميائية المسكنة مثل الإتروبين، والهيبوسيامين، والهيوسين، ويتم بيع الجرام من هذا المخدر بأسعار تتراوح بين 250 و300 جنيه، كما يتم بيعه على أشكال أكياس ويحتوى كل كيس على 4 جرامات، ويختلف ثمن الكيس من منطقة لأخرى، ومن شخص لآخر. وقد اشتهر مخدر الإستروكس بين المتعاطين، بعدة أسماء من بينها "التعويذة الجوكر الفيل الأزرق". تهدئة الأسود من جانبه يقول محمد رمضان، الخبير التنموي في علاج إدمان المخدرات والطب النفسي، إن المخدر عبارة عن عشب، تمت إضافة مواد كميائية تخترق وتسيطر سيطرة كاملة على الجهاز العصبي، وتعمل على تخديره تماما، فالمادة الكيميائية المضافة إليه هي عقار يستخدم لتهدئة الأسود في السيرك، ومن هذه المواد "الإتروبين". وتابع: قد يؤدي "الإستروكس" إلى مسح الذاكرة وضمور بالمخ وتشنجات عصبية، وضيق الدورة الدموية وهبوطها، لافتا إلى أنه عندما ينتهي تأثيره تزيد الهلاوس السمعية والبصرية لدى المتعاطي. ولفت الخبير إلى أن التوقف عن التعاطي قد يؤدى إلى حدوث أعراض بدنية ومرضية خطيرة ولا يستطيع الفرار منها، ويمكن أن تنتهي به إلى الوفاة، إلا إذا خضع لعلاج إدمان الفودو، ويستهدف الحشيش الصناعي نفس المستقبلات في خلايا المخ، التى تستهدفها المادة النشطة في الماريجوانا، المسببة للهلوسة. عصابات دولية في نفس السياق قال اللواء زكريا الغمرى، مدير مكافحة المخدرات، إن جهود الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية متواصلة لمكافحة السموم داخل مصر لحماية الشباب وفى الخارج لم تتوقف ضربات الإدارة تجاه المافيا العالمية لمحاولة إغراق البلاد بالمخدرات. وأوضح مدير مكافحة المخدرات فى تصريحاته خلال مؤتمر صندوق علاج الإدمان، أن المخدرات المصنعة تصاعد الإقبال عليها خلال الفترة الماضية والتى تنوعت ما بين "الفودو" وهو تم إدراجه على قوائم جدول المخدرات. وكشف مدير المكافحة أن مخدر "الإستروكس" لم يدرج فى جدول المخدرات حتى الآن لعدة أسباب، من بينها أن أغلب مدخلات مكوناته مواد مشروعة وغير مخدرة والتى من بينها "البردقوش" وبعض مهدئات الحيوانات التى تستخدم لحيوانات السيرك، فضلا عن عدة مدخلات أخرى وجميعها مشروعة، قائلا «نحن أمام أزمة فى استخدام المهدئات بمصر ولكننا نبحث لحل له». وأشار الغمرى إلى أن جهود الإدارة خلال الفترة الماضية أحبطت محاولات العصابات الدولية فى إغراق البلاد والتى من بينها ضبط طن هيروين و270 فدان خشخاش و270 طن بانجو جاف و60 ألف قضية اتجار، تضمنت قرابة 60 ألف متهم خلال 2017، لافتا إلى أن الهند هو المصدر الأول للترامادول لمصر. خارج التجريم وناقشت لجنة الصحة بمجلس النواب، خلال اجتماعها، برئاسة الدكتور محمد العمارى، طلب إحاطة مقدما من النائبة منى منير، بخصوص انتشار أنواع جديدة من المخدرات وغير مدرجة فى الجدول منها "الفلاكا والإستروكس". وأكدت النائبة خلال استعراضها طلب الإحاطة أنه وفقا للقانون المصرى، يحظر على أى شخص أن يجلب أو أن يقوم بإصدار أو إنتاج أو امتلاك أو أن يقوم ببيع أو شراء أى مواد مخدرة بأى صفة. وأشارت إلى أن المواد المكونة لكل من مخدر الفودو والإستروكس غير مدرجة بالمادة الثانية، مما يجعلها خارج نطاق التجريم القانونى، وبالتالى لا يعاقب القانون على تداولها، وطالبت بفتح التحقيق فى هذا الموضوع، وبإدراج هذا المخدر ضمن جدول المخدرات ومحاربة انتشاره. وأوصت لجنة الصحة خلال اجتماعها بتشكيل لجنة لفحص المواد المخدرة بجانب استكمال دراسة الموضوع لإصدار تشريع يحرم استخدام هذه المواد، وأوضحت اللجنة أن هذا المخدر عبارة عن مواد من العطارة منها زعتر وبردقوش ويتم خلطه ببعض الأدوية خارج الصيدلية ويتم استخدامه كمخدر.