في العشرين من يونيو من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للاجئين، وذلك من أجل رفع الوعي العام حول أوضاع اللاجئين في جميع أنحاء العالم. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت عن الاحتفال باليوم العالمي للاجئين، وفقًا للقرار رقم 55/76 في الرابع من ديسمبر عام 2000، وقد بدأ الاحتفال باليوم في جميع أنحاء العالم كحدث سنوي في عام 2001. ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للاجئين في عام 2001، في الذكرى الخمسين لوضع اتفاقية اللاجئين لعام 1951، من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة. إلا أن احتفال هذا العام، مختلف بعض الشيء، حيث بلغ عدد النازحين في جميع أنحاء العالم رقما قياسيا 68.5 مليون شخص في العام الماضي، حسبما كشفت الأممالمتحدة في تقرير جديد، يظهر أيضا انخفاضًا كبيرًا في استعداد الدول الغنية للترحيب باللاجئين. اقرأ المزيد: مفوضية اللاجئين: 44 مليون لاجىء ومشرد ونازح بالشرق الأوسط وقالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن الصراعات المستعصية في سوريا وجنوب السودان والكونغو الديمقراطية وميانمار، كانت من بين أكبر القوى الدافعة للنزوح وإجبار الناس على ترك ديارهم، وفي بعض الحالات بلدانهم. وأشارت المفوضية العليا للاجئين، إلى أن عدد اللاجئين، الذين فروا خارج بلدانهم، ارتفع بمقدار 2.9 مليون نازح، مقارنة بعام 2016، وهي أكبر زيادة تشهدها سنة واحدة في تاريخ وكالة الأممالمتحدة للاجئين. لكن في الوقت نفسه، انخفض عدد الأشخاص الذين أعيد توطينهم بنجاح في إطار برامج اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بنسبة تزيد على 40%، ليصل العدد إلى 100 ألف فقط. ويبين تقرير الأممالمتحدة، الذي صدر عشية اليوم العالمي للاجئين، أن هناك 25.4 مليون لاجئ في العالم في عام 2017، و43.1 مليون نازح داخليا، مما يجعل النازحين يمثلون شخصا واحدا من كل 110 أشخاص على هذا الكوكب. اقرأ المزيد: لبنان يوقف طلبات الإقامة لمفوضية اللاجئين وأجبر ما يزيد قليلا على 16.2 مليون شخص على النزوح من منازلهم في عام 2017 وحده، مما يعني أن هناك شخصًا جديدًا قد أصبح نازحًا كل ثانيتين، وارتفع عدد طالبي اللجوء إلى نحو 3.1 مليون شخص. ويكشف التقرير أن عدد النازحين خارج بلدانهم هو أقل شيوعا، حيث إن ثلىا الذين أُجبروا على الفرار تقريبًا هم من النازحين داخليا الذين لم يغادروا بلدانهم. ومن بين اللاجئين البالغ عددهم 25.4 مليون لاجئ، فإن ما يزيد قليلًا على الخمس هم فلسطينيون ينطوون تحت ولاية وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا". أما الباقون الذين يقعون على عاتق المفوضية، فإنَّ ثلثيهم يأتون من خمسة بلدان فقط، وهي سوريا وأفغانستان وجنوب السودان وميانمار والصومال. اقرأ المزيد: بنجلادش: أكثر من مليون لاجئ من مسلمي الروهينجا على أراضينا إلا أن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أكد أن الاستجابة الدولية، لا ترقى إلى مستوى هذه المشكلة العالمية. ويعيش عدد كبير من اللاجئين في عدد قليل من البلدان القريبة من مناطق النزاع، حيث كشف التقرير أن أكثر الدول استضافة للاجئين كانت تركيا التي استضافت 3.5 مليون لاجئ، وأوغندا التي استضافت 1.4 مليون لاجئ، وباكستان التي استضافت 1.4 مليون لاجئ، ولبنان التي استضافت مليون لاجئ. وقال غراندي "نحن في لحظة فاصلة، حيث يتطلب النجاح في مواجهة عمليات النزوح القسري على مستوى العالم نهجا جديدا أكثر شمولا حتى لا تترك البلدان والمجتمعات تتعامل مع هذا وحده". كما سلط غراندي الضوء على عجز أولئك الذين "لم يكن لديهم خيار" سوى الفرار من ديارهم، وقالت الأممالمتحدة إن 53% من النازحين في العالم، هم من الأطفال، ويشمل عددهم العديد من الأشخاص غير المصحوبين أو المنفصلين عن عائلاتهم. اقرأ المزيد: الإحصاء الفلسطيني: 43% من مجمل السكان في فلسطين لاجئون وضم تقرير الأممالمتحدة، دراسة حالة لقضية النازحين "الروهينجا"، حيث فر نحو 655 ألف من ميانمار إلى بنجلاديش المجاورة، في غضون ثلاثة أشهر فقط منذ أواخر أغسطس 2017. وكان أحد كبار المسؤولين بالأممالمتحدة قد وصف في السابق أعمال العنف ضد الروهينجا من قبل جيش ميانمار بأنها "تطهير عرقي واضح". وكانت حكومة ميانمار قد رفضت لأجيال الاعتراف بحق الأقلية المسلمة في الحصول على الجنسية في ولاية راخين الشمالية، وأصرت على أنهم مهاجرون غير شرعيين من الدول المجاورة. وقال غراندي إنه "لا يوجد علاقة بين انعدام الجنسية والنزوح أكثر وضوحًا من مشكلة الروهينجا في ميانمار، حيث يشكل إنكار المواطنة جانبًا رئيسيا من جوانب التمييز والاستبعاد الراسخين اللذين شكلا محنتهما لعقود من الزمان". اقرأ المزيد: الاتحاد الأوروبي: منح اللجوء لأكثر من نصف مليون لاجئ في 2017 وتختم الأممالمتحدة تقريرها بما وصفه غراندي بأنه "سبب للشعور ببعض الأمل"، في إشارة إلى اتفاق مشترك تجري صياغته حاليًا من قبل الأممالمتحدة استجابة لأزمات اللاجئين العالمية. ويطلق عليه اسم "الميثاق العالمي حول اللاجئين"، والذي من شأنه أن يعيد توطين النازحين بشكل أكثر إنصافًا، ووضع معايير أساسية لأشياء مثل الوصول إلى الرعاية الصحية من لحظة عبور اللاجئين إلى بلد آخر. وقال غراندي "اليوم، عشية اليوم العالمي للاجئين، رسالتي إلى الدول الأعضاء من فضلكم ادعموا هذا الأمر"، وأضاف "لا أحد يصبح لاجئا باختياره؛ لكن يمكن أن يكون لدينا خيار حول كيفية مساعدتهم".