أظهرت نتائج فرز الأصوات في الانتخابات البرلمانية العراقية، عزوفا غير مسبوق عن المشاركة من قبل المقترعين، إذ كانت النسبة الأقل في 13 عاما، فيما يراها محللون رفضا شعبيا للطبقة السياسية الحاكمة. وقالت المفوضية العليا للانتخابات العراقية، أمس الأحد، إن نسبة التصويت في الانتخابات التي جرت السبت بلغت 44%، وهو رقم يقل كثيرا عن الانتخابات السابقة التي بلغت نسبة التصويت فيها 60% على الأقل. اقرأ أيضا.. «انتخابات العراق».. معركة بين إيرانوأمريكا فيما رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن هذه النتيجة بمثابة فشل مزدوج للنفوذين الإيراني والأمريكي. وأوضحت الصحيفة أنه قبل الانتخابات التي جرت السبت، كانت نسبة التفاؤل كبيرة بأن هذه الانتخابات ستكون الأكثر فائدة للعراقيين، خاصة أنها الأولى التي تجري بعد هزيمة تنظيم "داعش"، ولكن بعد رؤية أعداد المصوتين تبدد الأمل. حيث أدى إحباط المواطن العراقي والفشل والدمار والخراب الذي تسببت به أحزاب السلطة الحاكمة والتي تسمى ب"الطبقة السياسية" إلى عزوف الكثير من المواطنين عن المشاركة في الانتخابات، وذلك كون التحالفات التي أعلنتها الأحزاب والكتل السياسية بينت مدى حرص الأخيرة على مصالحها دون مصلحة المواطن. كما أن جميع الوعود والبرامج الانتخابية السابقة التي أعلنت عنها خلال السنوات الماضية لم تطبق على أرض الواقع، حيث تنكشف وجوه السياسيين الحقيقية بعد الانتخابات لا سيما كتلة رئيس الحكومة "حيدر العبادي"، الذي كان ينادي بدولة المؤسسات والبناء، حتى خيب آمال الجميع بتحالفه مع كتل ميليشيات الحشد التي ساندته في عملياته العسكرية الأخيرة. وقالت "الجارديان" إنه رغم ميل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الانسحاب من العراق، فإن بغداد لا تزال ساحة مفضلة ل"البنتاجون" ودائرة القرار في أمريكا، حيث يرى البعض أن العراق هو ساحة الصراع المستقبلي مع إيران، ففي الوقت الذي تفضل فيه أمريكا حيدر العبادي رئيسا للوزراء لولاية ثانية، فإن إيران تدعم هادي العامري. اقرأ أيضا: في العراق.. انتخابات ملطخة بالدماء وتنافس حتى القتل وقد سعى العبادي والعامري، خلال فترة ما قبل الانتخابات، لتأكيد أنهما يعملان من أجل المصالحة الوطنية وتوسيع قاعدة المشاركة في العملية السياسية، إذ تعهد العبادي بإجراء إصلاحات اقتصادية على غرار الإصلاحات التي تجري في السعودية، ومحاولة إشراك القطاع الخاص في التنمية، وأيضا القيام بمزيد من الإجراءات الصارمة ضد الفساد. أما العامري، فتعهد بالقضاء على الفساد، متهما العبادي بالتقصير في هذا الجانب، عارضا "الحشد الشعبي" كبديل للتغيير من أجل السلام في العراق. وتابعت الصحيفة، أن العزوف الكبير الذي رافق الانتخابات الأخيرة يؤشر إلى فشل القيادات العراقية، سواء تلك الموالية لإيران أو تلك الموالية لأمريكا، في جذب الناخبين العراقيين ودفعهم للمشاركة في هذه الانتخابات. يذكر أن أكثر من 7 آلاف مرشح في 18 محافظة قد خاض الانتخابات هذا العام من أجل الفوز بمقاعد في البرلمان الذي يضم 329 مقعدا. اقرأ أيضا: إغلاق الأجواء والحدود.. كيف استعد العراق للانتخابات البرلمانية؟