في أغسطس 1973 فشلت محاولة لسرقة أحد البنوك في مدينة ستوكهولم بالسويد، حيث احتُجز أربعة موظفين رهائن في خزينة البنك لمدة ستة أيام، وخلال المواجهة تم تطوير رابطة غير واضحة على ما يبدو بين الأسرى والخاطف، وقد أفادت إحدى الرهائن أثناء اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء السويدي أولوف بالمى، أنها تثق تماما بالخاطف ولكنها تخشى أن تموت في هجوم الشرطة على المبنى، وكانت حادثة فريدة من نوعها أن الأسرى يؤيدون خاطفهم فيما سمى في علم النفس بمتلازمة ستوكهولم! بينما كان المثال الأكثر تشاؤما في متلازمة ستوكهولم، هو اختطاف الصحفية باتريشيا هيرست في عام 1974 بعد 10 أسابيع من أخذها كرهينة من قبل جيش التحرير السامبيوني، وساعدت هيرست الخاطفين في سرقة بنك في كاليفورنيا! ولكن خلال أزمة الرهائن في إيران (1979-1981) أصبحت متلازمة ستوكهولم تشق طريقها نحو الخيال العام، كما تم الاستشهاد بالمتلازمة بعد خطف طائرة TWA رقم 847 في عام 1985، وعلى الرغم من أن الركاب قد مروا بمحنة امتدت أكثر من أسبوعين، إلا أن بعضهم كانوا متعاطفين علانية مع مطالب خاطفيهم بعد إطلاق سراحهم. كما ادعى تيري أندرسون (1985-1991) وتيري وايت (1987-1991) وتوماس ساذرلاند (1985-1991)، وجميعهم اختطفهم متشددون إسلاميون في لبنان، أنهم تلقوا معاملة حسنة من قبل آسريهم على الرغم من حقيقة أنهم كانوا في كثير من الأحيان قد تم احتجازهم في الحبس الانفرادي وتقييدهم في غرف صغيرة غير نظيفة وتم عرض ردود مشابهة من الرهائن المحتجزين في السفارة اليابانية في بيرو في 1996-1997. وقد عرفت متلازمة ستوكهولم بالاستجابة النفسية، حيث يبدأ الأسير بالتعرف عن كثب على خاطفيه ويدعمهم في مطالبهم وخططهم ويعتقد علماء النفس الذين درسوا المتلازمة أن الرابطة تنشأ في البداية عندما يهدد الخاطف حياة الأسير ثم يختار عدم قتله فيشعر الأسير بالراحة جراء إزالة تهديد الموت إلى مشاعر الامتنان تجاه خاطفه لإعطائه فرصة أخرى للحياة بعد شعوره بالعزلة الشديدة والاعتداء العاطفي والجسدي، وكما يثبت حادث السطو على بنك ستوكهولم، يستغرق الأمر بضعة أيام فقط حتى يتم بناء هذه الرابطة، مما يثبت رغبة الضحية في النجاة من الرغبة في كره الشخص الذي خلق الموقف. وتقع غريزة البقاء على قيد الحياة في قلب متلازمة ستوكهولم، فالضحايا يعيشون في حالة من التبعية القسرية ويفسرون أعمال اللطف الصغيرة أو النادرة في خضم الظروف الرهيبة كعلاج جيد، وغالبًا ما يصابون بمطالب واحتياجات الخاطفين مما يخلق روابط نفسية بين سعادة الخاطفين ومصلحتهم في الواقع يتم تحديد المتلازمة ليس فقط من خلال العلاقة الإيجابية بين الأسير وخاطفه، ولكن أيضا من خلال موقف سلبي نيابة عن الأسير تجاه السلطات التي تهدد الخاطف، فإن الموقف السلبي قوي بشكل خاص عندما لا يكون الرهينة مفيدًا للخاطفين إلا كرافعة ضد طرف ثالث كما هو الحال في كثير من الأحيان مع الرهائن السياسيين. بحلول القرن الحادي والعشرين وسع علماء النفس فهمهم لمتلازمة ستوكهولم من الرهائن إلى مجموعات أخرى بما في ذلك ضحايا العنف المنزلي، كما هو الحال في العديد من الأسر المصرية حيث تتعرض الزوجة للعنف المنزلي ولكنها تدافع عن زوجها وتبرر له عنفه تجاهها وأفراد الطوائف وأسرى الحرب والأطفال الذين أسيئت معاملتهم منذ الصغر.