يشهد جناح دار العربي للنشر والتوزيع ما بين الثالثة وحتى الخامسة، من مساء اليوم الاثنين، مناقشة الرواية السويسرية "الحياة هنا" الصادرة عنها، والتى رُشحت في عام 2016 لجائزة الكتاب السويسري، كما فازت بجائزة "كانتون بيرن" للآداب في العام نفسه، وتقام المناقشة بحضور المؤلفة ميرال قريشي، ويناقشها المترجمة علا عادل والكاتب الصحفي سيد محمود والناشر شريف بكر. تناقش الرواية التطهير العرقي والعنصرية الكامنة الموجودة ببعض المجتمعات المتحضرة، وتتحدث عن مصير الأسر بعد اللجوء والهجرة، عن الأصل والهوية والاغتراب والخسارة والإصرار، ولكنها أيضًا عن البدايات الجديدة في لغة شعرية، هادئة، وتعتبر الرواية سيرة شبه ذاتية تحكي قصة حياة الكاتبة، والتى هاجرت مع عائلتها من "بريزرن" بصربيا إلى سويسرا هربًا من خطر العنف ذي الدوافع العرقية، لكنها تصطدم بالمجتمع السويسري المتحضر الراقي اجتماعيًا، لكن ما زالت به عنصرية دفينة تعانيها الكاتبة، ولا تستطيع أن تتكيف مع هذه المعاملة التي تلقاها كلاجئة، معاملة يسودها الاحترام ظاهريا، وتشوبها العنصرية بشكل خفي. تتنقل الرواية بين ذكريات الماضي في "بريزرن" والحاضر في سويسرا، تبدأ حكايتها بذهابها إلى موطنها الأصلي في "بريزرن" عائدة من سويسرا كي تزور قبر أبيها المتوفى وتقرأ عليه سورة يس، وتحكي بعدها معاناة أهلها من وحدة وحزن، خاصة بعد انتقالهم إلى دولة جديدة بثقافة جديدة، ومع كل كلمة ألمانية كانوا يسمعونها، يزداد البعد والاشتياق للهوية القديمة، تلجأ الراوية الشابة أيضًا أحيانًا إلى تذكر طفولتها في "بريزرن" متنقلة ما بين لغتين، وثقافتين مختلفتين لا تستطيع أن تقرر أيهما تختار. وُلدت ميرال قريشي في عام 1983 في "بريزرن" في يوغوسلافيا سابقًا وصربيا حاليا. انتقلت إلى سويسرا مع عائلتها في العاشرة من عمرها، وعاشت في مدينة "برن" منذ عام 1992. أنهت دراستها في معهد الأدب السويسري، وانضمت بعدها إلى العديد من ورش الشعر كما أقامت الكثير منها للأطفال بسبب شغفها للغة الشعرية التي وظفتها جيدًا في الرواية. وقد نُشرت روايتها "الحياة هنا" بعنوانها الأصلي "أفيال في الحديقة" Elefanten im Garten عام 2015.