لم يكن من عادتى أن أحضر قداس الكريسماس فى مصر، رغم أنه سبق أن دعيت إلى احتفالات مشابهة من قبل أصدقائى من الجاليات المسيحية فى بعض البلاد التى أقمت فيها كسنغافورة والإمارات وأيرلندا.. بناء على طلب عروس ابنى الأوروبية أن تحضر قداس يوم 24 ديسمبر فى كنيسة كاثوليكية بالمعادى، حيث نقيم، حاولت أن أجيب طلبها فذهبت معها لإحدى الكنائس والتى تجمهر الناس داخلها والأمن خارجها. تقدمت وسألت أحد الضباط قبل أن أدعوها للنزول من السيارة: أهذه كنيسة كاثوليكية؟ نظر إلىَّ بتعجب شديد قائلا: من أين لى أن أعرف حضرتك؟ دعوتها للنزول من السيارة والدخول للكنيسة وقلت فى نفسى، طالما أن هناك احتفالا كبيرا فى هذا اليوم فلا بد أنها كاثوليكية، حيث إن كثيرا من مسيحيى مصر يحتفلون فى السابع من يناير. بعد ساعة تقريبا، عدت لأخذها من الكنيسة، وهذه المرة قررت الدخول، لففت حول الحواجز الحديدية الكثيرة الموضوعة أمام مدخل الكنيسة، كان هناك مجموعة من الضباط الشباب جالسين على كراسى بلاستيكية أمام المدخل، ألقيت السلام عليهم فرد أحدهم متعجبا: عليكم السلام، أين تذهبين إن شاء الله؟ ابتسمت وأنا أجيبه، أحضر جزءًا من القداس، ثم أردفت: ألديك مانع؟ قال: تفضلى.. فأردت أن أزيل أسباب تعجبه، فبررت له السبب الحقيقى. داخل كنيسة النهضة، أعجبت بجمال التصميم الداخلى، جلست إلى جوار عروس ابنى، ورفعت يدى بالدعاء لله تعالى. اقتربت من أحد العاملين بالكنيسة وسألته إن كانت كاثوليكية، فأجابنى بأنها أرثوذكس، وأشار إلى شارع مواجه، تقع فيه كنيسة كاثوليكية تقام فيها الصلوات بلغات أجنبية وعربية. ذهبنا إلى حيث أشار، وتكرر موقف مشابه عندما تجمع حولنا بعض رجال الأمن بابتسامة تعجب، لوجودى كمسلمة فى هذا المكان، ففسرت لهم السبب ثم دعونا للدخول، كانت هناك جالية سودانية تحتفل بطريقتها وأزيائها الخاصة. *** ركبت منذ أيام مع سائق تاكسى فكان أول تعليق له على زحام الطريق المعتاد: (والله البلد دى خلاص، ربنا يستر عليها، الحكومة تقولك مافيش حد بينام من غير عشا، واصبروا شوية، لحد إمتى؟ الناس تعبانة وزهقانة، شايفة المرور، الغلاء، الناس مش عارفة تعيش). ومن الطريف أنى ركبت مع سائق آخر فى نفس يوم الكريسماس، وكان يقول: "والله الجو جميل جدا النهارده، بلدنا جميلة والله، والحمد لله فيه طرق جديدة، والحكومة بتحاول توفر أماكن لتوزيع السلع بأسعار خاصة لمواجهة الغلاء. ماحدش بينام من غير عشا، كله هيبقى خير".