حالة من السخط والغضب الشديدين، تسيطر على العالمين الإسلامي والعربي، عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بأن القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وهو ما أثار حفيظة الشعوب، باحثين عن طرق وسبل لمواجهة هذا التغول الأمريكي، وكان قرار مقاطعة كل المنتجات الأمريكية. وخرجت الأحزاب والقوى السياسية، ونواب مجلس الشعب، تؤكد أنه لا مناص من المقاطعة، فهل تحقق تلك المقاطعة ما فشلت فيه دول العالم، بإجبار أمريكا على التراجع عن القرار. سلاحنا الوحيد أكد محمود العسقلاني، رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، أن مقاطعة المنتجات الأمريكية هو السلاح الوحيد الذي تمتلكه الشعوب العربية في مواجهة الغطرسة الأمريكية، دون انتظار مواقف حاسمة من قبل الحكام العرب، والتي غالبًا لن تتخذ. خاطب عسقلاني، المستهلك المصري والعربي، قائلاً: "كل دولار ندفعه لشراء منتجات أمريكية، تأكد أنه سيذهب جزء منه لدعم الكيان الصهيوني المحتل". وعن جدوى حملات المقاطعة وقدرتها على إحداث نتائج إيجابية في تراجع الإدارة الأمريكية عن قرارها، أوضح رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، أن سلاح المقاطعة قوي وفعال إذا أحسن استغلاله، وربما يأتي بنتيجة، مثلما واجه غاندي الاستعمار بالمقاطعة. تابع: "اللوبي اليهودي يسيطر على السياسة الأمريكية، بسبب سيطرته على الاقتصاد هناك، فنستطيع مواجهتهم بنفس السلاح". الامتناع عن شراء «المارلبورو» لن يحل الأزمة أكد هاني الحسيني، أمين الشئون السياسية والاقتصادية بحزب التجمع، أن مثل هذه المشكلات لا يمكن حلها بمقاطعة شراء السجائر ال"مارلبورو"، فتلك المطالب تكون غير واقعية، فنحن نحتاج ما هو أكبر من المقاطعة. الحسيني أضاف أنه من الضروري وجود موقف سياسي مصري وعربي واضح من ذلك الإعلان الأمريكي، يواجه السياسة والمصالح الأمريكية، ليست في مصر فقط بل في المنطقة برمتها، بخاصة في الخليج، التي يستثمر بها مليارات الدولارات من بترول وسلاح. أكبر خطأ أن يدفع الاقتصاد ثمن الخلافات السياسية «هتقاطع إيه؟، هو أنت عندك منتجات أمريكية أصلاً، هتقاطع ماكدونالدز وكنتاكي، المصريين اللي بيشتغلوا فيهم هيتشردوا، لو لقيت واحد شعره أصفر يبقى تيجي تتكلم، إنتوا عارفين كام ألف واحد بياكلوا عيش من المشروعات دي»، بهذه الكلمات لخصت الخبيرة الاقتصادية بسنت فهمي، عضو مجلس النواب، رفضها فكرة المقاطعة. وعبّرت فهمي عن استيائها من إقحام الاقتصاد في الخلافات السياسية، فأكبر خطأ أن يدفع الاقتصاد ثمن الخلافات السياسية، مضيفة أن موضوع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ليس بجديد، فهم يتحدثون عنه منذ خمس سنوات، فلماذا التفاجؤ.