حالة من الانفلات الأخلاقي والتدني في القيم الإنسانية تفشت بشكل واسع في الفترة الأخيرة، فالأمر لم ينحصر عند تعرض طفل ما للاغتصاب من قبل جاره أو شخصٍ ما، وإنما امتد الأمر إلى اغتصاب الأطفال داخل مدرسة تندرج تحت وزارة التربية والتعليم. جدل واسع أثير قبل يومين تقريبًا عندما اتهم مجموعة من أولياء أمور تلاميذ بمدرسة خاصة فى قسم شرطة النزهة، مدير مدرسة أطفالهم باغتصاب 3 تلاميذ داخل المدرسة، وكشفت التحقيقات أن المتهم كان يطلب من التلاميذ الضحايا النزول إلى مكتبه بحجة تدريبهم على أساليب الدفاع عن النفس، ويأمرهم بخلع ملابسهم، ومن ثم يغتصبهم. أثارت تلك الواقعة غضب الكثيرين الذين تساءلوا في حيرة: "ما الشيء الجاذب في جسد طفل يدفع شخصا بالغا لاغتصابه؟"، وهو ما أجاب عنه موقع "سكسولوجي" المختص بالثقافة الجنسية في مقال سابق نشر قبل عامين بعنوان: الإنجذاب الجنسي للأطفال (البيدوفيليا). وتناول المقال التفسير العلمي وراء ظاهرة اغتصاب الأطفال، موضحًا أن تلك الظاهرة تعرف باسم البيدوفيليا Pedophilia، وهو اضطراب جنسي ونفسي ينجذب فيه الشخص جنسيا إلى الأطفال، وصنف باعتباره اضطرابًا منذ عام 1968 وفقًا للجمعية الأمريكية للطب النفسي ومنظمة الصحة العالمية. ويصيب هذا الاضطراب في الغالب الذكور، ويكون الطفل الضحية في الغالب عمره أقل من 14 عامًا، ويقال إن هذا الاضطراب يرجع تاريخه للعصور القديمة، ويعني مصطلح "بيدوفيليا" عشق اليونان، وكشفت أبحاث عن وجود خلل عقلي في أدمغة الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب. أما عن أسباب هذه الظاهرة، فهي لها أبعاد نفسية تتمثل في أن اغتصاب طفل ليس له علاقة بالميول الجنسية ولكنه اعتداء جنسي، وله أيضًا أبعاد بيئية، حيث إن المصاب بهذا الاضطراب قد يكون مر بحادثة مشابهة في فترة طفولته، وكذلك أشار عدد من الدراسات إلى أن الاضطراب العقلي قد يكون سببًا في ظاهرة الانجذاب للأطفال.