"تأتى الرياح دائما بما لاتشتهى السفن".. مقولة شهيرة تعبر عن حال محمود قباري بائع ال«أيس كريم» على كورنيش مدينة الإسكندرية، بعدما تحول لعاطل فجأة في موسم الشتاء على الرغم من إسعاده المصطافين صيفا. قبارى الذي يحبو في عقده الثالث من العمر، أغلقت المصالح الحكومية أبوابها فى وجهه، فرفض الاستسلام والانضمام لطابور العاطلين، بعدما علق الشهادة الجامعية على الحائط ونزل إلى الشارع ليكسب «من عرق جبينه». الشاب السكندري يقول: "بدأت البحث عن الرزق الحلال وقمت باستئجار عربة خشبية لبيع الأيس كريم خلال موسم الصيف، ويمتد العمل عليها أيضا في بداية الشتاء إلى شهر ديسمبر"، مشيرا إلى أنه يتوقف عن العمل ببيع ال«أيس كريم» حتى شهر مارس. إيجاد عمل بديل لمهنة قباري صعب في فصل الشتاء، إذ واصل: "على الرغم من تلك المهنة الموسمية إلا أننى أعمل بها لأننى لم أجد غيرها تحتوينى وتوفر لى مستلزمات ابنى وزوجتى"، مؤكدا: "ليس عيبا أن أعمل بأى مهنة، وإنما العيب هو أن يتكل الإنسان على الآخرين فى جلب احتياجاته واستسلامه للظروف الصعبة". وتابع: "أنا من أسرة محدودة الدخل ولدى 3 أشقاء وجميعنا تربينا على العمل، وتزوجت قبل 5 سنوات ولدى طفل، وأبحث له عن عيشة كريمة خاصة أن المعيشة باتت صعبة جدًا". وأكد محمود، أن تعويم الجنيه تسبب في ارتفاع الأسعار مما أجبره العمل بأى مهنة خلال موسم الشتاء، مستكملا: "السنوات الماضية كنت أدخر مبلغا من المال الذى أكتسبه خلال موسم الصيف، أما العام الحالى فالأمور تبدلت وعليّ أن أجد فرصة عمل لتستمر حياة أسرتى". وأشار بائع ال«أيس كريم»: "حلمى الوحيد توفير مبلغ لشراء شقة لأسكن بها مع أسرتى أو الحصول على شقة فى مساكن غيط العنب التى قامت القوات المسلحة ببنائها"، راجيا من الله أن يوفقه لافتتاح مصنع كبير من ال«أيس كريم» حتى يرفع اسمه ويشرف أسرته ويحقق حلم عمره فى أن يصبح رجل أعمال لديه مشروعات تساهم فى النمو الاقتصادى للبلاد. وحث قباري الشباب على عدم انتظار الوظائف الحكومية أو الاتكال عليها، والسعى لعمل مشروعاتهم الخاصة، قائلًا: «علقوا شهاداتكم على الحيطة واشتغلوا».