"كان مضمون خطاب دونالد ترامب حول إيران، أمس الجمعة، تذكيرا لمدى استمتاع الرئيس الحالى للولايات المتحدةالأمريكية بالصراع"، هكذا بدأت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقريرا لها يتحدث عن خطورة انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني. الصحيفة البريطانية قالت إنه مع توقف جدول أعماله التشريعي المحلي والتحقيق الفيدرالي الخاص بالتمويل المالي وعلاقاته مع موسكو، يبحث ترامب عن أعداء جدد يحشد ضدهم، بما في ذلك الصحافة ولاعبو كرة القدم السود، في إشارة إلى تصريحاته التي انتقد فيها اللاعبين الذين يركعون خلال عزف النشيد الوطني للبلاد احتجاجا على عنف الشرطة الأمريكية مع المواطنين من ذوي الأصول الإفريقية. "الجارديان" قالت إن هذا التكتيك يحفز مؤيديه الرئيسيين ولذلك يفضله ترامب. لكن هذه المرة، ومن خلال هجومه على إيران، فإنه يهدد بإضافة أزمة نووية ثانية بجانب تلك التي تصاعدت بالفعل مع كوريا الشمالية. الصحيفة البريطانية لفتت إلى أن ترامب تجاهل في كلمته تماما مكاسب عدم الانتشار التي يمثلها الاتفاق النووي الإيراني، وركز فقط على إعادة ممتلكات إيران المجمدة سابقا، كما أنه ادعى كذبا أن إيران كانت على وشك الانهيار التام عندما وقع الاتفاق. وقال ترامب في خطابه إن النظام الإيراني ارتكب انتهاكات متعددة للاتفاق، وهو ما تنفيه "الجارديان" مشيرة إلى أنه في مناسبتين فقط، تخطى مخزون إيران من المياه الثقيلة السقف الذي يحدده الاتفاق، ولكن تم تصحيح الوضع بسرعة وأصبح احتياطي إيران الآن أقل من الحد الأقصى. كما أن المياه الثقيلة ليست تهديدا مباشرا للانتشار، إذ إنها يتم استخدامها في بعض المفاعلات التي تنتج البلوتونيوم كمنتج ثانوي. ولكن بموجب الاتفاق، دمرت إيران المفاعل الوحيد من هذا النوع.