"سعيد عرفة" أحد أشهر المسجلين خطر والذى استطاع خلال فترة قصيرة عقب خروجه من السجن، فرض سيطرته على الأهالى بمنطقة شبرا الخيمة فى القليوبية واستعان بعدد من البطلجية حديثى الاجرام حتى يكونوا مساعدين له فى حمل السلاح وفرض الإتاوات بالإضافة للسير بجواره أثناء مروره بالمنطقة على طريقة عاشور الناجى فى فيلم الحرافيش، ولكن تلك الأسطورة لم تستمر كثيراً امام رجال الشرطة بقسم ثان شبرا الخيمة، والذين ألقوا القبض على المتهم عقب كمين محكم له ولكن المثير فى الواقعة ليست أسطورته ولكن فى طريقة القبض عليه والتى تشبه مشاهد الأفلام السينمائية.. وفى السطور تكمن التفاصيل. إطلاق نار بداية ظهور النشاط الاجرامى ل«عرفة» كانت عقب خروجه من السجن، أراد البحث عن مصدر للكسب الحرام، ولكنه وجد طريقا أسهل من الاتجار فى المخدرات وهي فرض سيطرته على المواطنين، معتمداً على شخصيته القوية والمشاجرات المتكررة له مع الجيران، فكانت أولى خطواته دخوله فى مشاجرات ليس له بها علاقة مقابل الحصول على مبلغ مالي من أحد الطرفين. وسريعاً ذاع صيته لتكرار تلك المشاجرات والتى تطورت ليصبح أخصائي تحصيل المديونيات بالبطلجة، بدون إعطاء فرصة للضحية لتحضير أموال الديون حتى لا يلجأ لقسم الشرطة أو كبار المنطقة، وأصبح يرهب المواطنين باطلاق النار عند دخوله فى مشاجراته حتى لايفكر أحد فى الاعتراض على أوامره. تعددت البلاغات أمام المقدم محمد الشاذلى، رئيس مباحث قسم ثان شبرا الخيمة، والتى أفادت بقيام المتهم باطلاق النار بالمنطقة ومن هنا وضع خطة مع معاونه النقيب عبدالرحمن نبيل معاون مباحث القسم، لانهاء تلك الظاهرة فى أسرع وقت ولكن بخطة دقيقة نظراً لتجرأ المتهم على حمل السلاح ومن الممكن الاشتباك مع الشرطة عند القبض عليه. مكالمة من فاعل خير استمرت التحريات من قبل رجال المباحث لعدة أيام متواصلة للتعرف على أماكن تواجد «عرفة»، بالإضافة لتجنيد عدد من المصادر السرية من قبل رجال المباحث، حتى جاءت مكالمة هاتفية من مجهول للنقيب «عبدالرحمن»، والتى كان ملخصها.. «ايوه ياباشا أنا عارف إنك بقالك فترة عايز توقع سعيد عرفة علشان كده لو نزلت دلوقتى عند بنزينة أبوسعده هتلاقيه لوحده بس بلاش حد ياخد باله منكم علشان ممكن متطلعوش من المنطقة». وبالرغم من التحذير الذي جاء على لسان «فاعل الخير» على حد قوله، والتى من الممكن أن يكون كمينا لرجال الشرطة، وضع ضابط المباحث طريقة جديدة لدخول المنطقة بدون سيارات الشرطة المعروفة لدى عتاة الإجرام، وبالفعل تم الاستعانة ب «تاكسى» وطلب الضابط مخبر واحد فقط بالخروج معه فى تلك المأمورية. باشا مصر بالتوجه لمنطقة المرور وبالتحديد أمام بنزينة أبوسعده، كان الشارع مكتظا بالمواطنين ولكن توقف التاكسى أمام «عرف» ونزل الضابط والمخبر وحاول خطفه ولكن المتهم شلت حركته للحظات من هول المفاجئة، وسريعاً حاول التعدى على ضابط المباحث ولكن دارت بينهم اشتباك بالأيدى على طريقة أمير كراره فى مسلسل كلبش. وحسمت المعركة لمعاون المباحث والذى لقن المتهم علقة ساخنة لم يستطع بعدها المقاومة واستسلم لرجال الشرطة، وهنا ادخلوه للتاكسى ولكن قبل الإنطلاق لديوان القسم فؤجى رجال الشرطة بتجمع المواطنين ليس دفاعاً عن المتهم بل لتعالي أصوات الزغاريد والتحية لهم. وفى ديوان القسم، تبين أن المتهم هارب من 3 قضايا جنائية ومطلوب ضبطه على ذمة عدد من القضايا الأخرى، وبعرضه على النيابة العامة قررت حبسه على ذمة التحقيقات.