"يعني البني آدم مالوش لازمة وهو عايش في البلد دي، كمان لمَّا يموت مايعرفش يتكرم ويدفن"... بتلك الكلمات بدأ محمد خالد بكير، حديثه عن واقعة غرق صديقه محمد خالد، في شاطئ النخيل بالإسكندرية، أول من أمس السبت، وحشرت جثته بين صخرتين، وفشلت فرق الإنقاذ في استخراج جثته لمدة 48 ساعة متواصلة، حتى تم استخراج جثته العاشرة من صباح اليوم الإثنين. وقال "بكير"، إن صديقه يعمل في أحد البنوك بالقاهرة، وقرر الذهاب للمصيف ووقع اختياره على قرية بشاطئ النخيل في الإسكندرية، لكن الموج كان مرتفعًا فغرق ولم يخرج جسده من الماء، بسبب التصاق جسده بين صخرتين ولم يستطع أحد تخليص جسده وانتشاله لدفنه "فيه أكتر من فرقة إنقاذ حاولوا يطلعوه من إمبارح بس للأسف مش عارفين يطلعوه عشان الموج عال جدا". وتابع غاضبا "إن فرق الإنقاذ قالت لهم إنهم لم يستطيعوا تخليص جثته من بين الصخور"، فرد عليهم قائلا "أعتقد أنه فيه حاجة زي الونش ممكن تدخل في المياه وتشيل الصخرة اللي هو محشور تحتها ويقدروا يطلعوا محمد عشان يكرموه لمثواه الأخير ويدفن".. "نفس الونش اللي حط الصخور دي في المياه".. إلا أنهم لم يلتفتوا إليهم. وأضاف: "بعدما نشرنا الموضوع على صفحات التواصل الاجتماعي، والناس بدأت تعمل شير للموضوع، المحافظة بعتت (غطاس متدرب بملابس خاصة)، وعرف ينتشل جثته النهارده الصبح.. فيها إيه لو كانوا بعتوا الغطاس أول ما غرق وماكانش فضلت جثته اليومين دول في البحر واتعذب بعد موته بالشكل ده؟". من جانبه أكد اللواء أحمد حجازي مدير الإدارة العامة للسياحة والمصايف بالإسكندرية، في تصريحات خاصة ل"التحرير"، اليوم، -قبل انتشال جثة محمد- "جثة الشاب محمد محشورة بين الصخور بشاطئ النخيل بقرية 6 أكتوبر وإن محاولات استخراج الجثة لم تنجح، خاصة وأن الجثة محشورة بصورة غير طبيعية"، مشيرا إلى إصابة أحد فرق الإنقاذ الخاصة بالحماية المدنية بإصابات بالغة أثناء محاولة استخراج الجثة. يشار إلى أن شاطئ النخيل بمنطقة 6 أكتوبر بالإسكندرية، شهد العديد من وقائع غرق المصطافين خلال الفترة الماضية، ويرجع ذلك إلى الأمواج العالية، وعدم وجود لوحات إرشادية تنبه المصطافين لخطورة الشاطئ.