نشرت «التحرير» منذ عدة أيام تقريرًا بعنوان: ماذا لو ترشح السيسي وحيدا في الانتخابات الرئاسية وحيدا؟ (سيناريو تخيلي) ، وتكمل «التحرير» هذا السيناريو التخيلي، وبالفعل لم يترشح أحد للانتخابات لينافس الرئيس عبد الفتاح السيسي في حالة إعلانه ترشحه لدورة رئاسية ثانية بشكل رسمي، ويحاول التقرير رسم سيناريو لشكل الانتخابات الرئاسية. وفقًا للمادة 36 من قانون الانتخابات الرئاسية 2014 فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي في حال ترشح وحيدًا للانتخابات فإنه يحتاج إلى 5% من إجمالي عدد الناخبين المقيدين بجدول الانتخابات، مما يعني أن السيسي يحتاج على أقل تقدير إلى حوالي 2 مليون و695 ألفًا و465 مواطنًا يذهبون في نزهة انتخابية ليدلوا بأصوتهم له في صناديق الاقتراع. هذه الحسبة جاءت بناء على إجمالي عدد الناخبين المقيدة أسماؤهم في الانتخابات الرئاسية عام 2014 بين السيسي وحمدين صباحي، وكان عددهم 53 مليونًا و909 آلاف و306 مواطنين، وفي الانتخابات الرئاسية العام المقبل، ربما يزيد عدد من لهم حق الانتخاب على 53 مليونًا. كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد حصل على 23 مليونًا و780 ألفًا و104 أصوات من هذه الأصوات بنسبة 96٫1% مقابل 757 ألفًا و511 صوتًا لمنافسه حمدين صباحي بنسبة 3٫9%. لكن مع أجواء الانتخابات غير الواضحة حتى الآن، حيث لم يعلن الرئيس السيسي ترشحه مجددًا رسميًا، ولم تعلن أي قوى سياسية عن وجود مرشح لها، ولم يعلن مرشحون سابقون عن نيتهم الترشح مجددًا لانتخابات الرئاسة، رغم أنه يتبقى على الانتخابات أقل من عام، وهي الفترة التي يكون معلومًا خلالها لدى المواطنين في بعض الدول من هم المرشحون للانتخابات الرئاسية. يرجح بشكل كبير أن يعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي ترشحه رسميًا للانتخابات المقبلة، لكن في غياب وجود منافسين هل ستكون الانتخابات على شكل استفتاء على الرئيس، لكن هل سيذهب للمشاركة فقط النسبة التي يحتاجها الرئيس للنجاح، التي ستتراوح بين نحو 2٫5 إلى 4 ملايين ناخب، تحدد وفقا لإجمالي عدد المقيدين بجدول الانتخابات الذي ستعلنه اللجنة العليا؟ أم سيكون العدد أكبر ويصل لنفس النسبة التي حصل عليها الرئيس في الانتخابات السابقة؟ يذكر أن اللجنة العليا للانتخابات هي الجهة المسؤولة عن العملية الانتخابية برمتها، ومنها إعداد جدول الناخبين بعد تعديله بإضافة من يحق لهم الانتخاب ومحو أسماء من رحلوا عن عالمنا أو من يوجد عائق لا يسمح لهم بالانتخاب. ويرى دكتور عمرو هاشم، ربيع نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه في حالة وجود مرشح وحيد بالانتخابات الرئاسية «ستكون نسبة المشاركة ضئيلة للغاية»، ويوضح ل«التحرير» أن ما يحفز المواطنين على المشاركة في الانتخابات هو عملية الاختيار بين أكثر من مرشح، لكن في حالة وجود مرشح وحيد يبعث هذا برسالة مفادها أن الأمر محسوم. ويشير ربيع، إلى أن وجود مرشح وحيد في الانتخابات ليس في مصلحة مصر، لافتًا إلى أن «الإخوان سيلتقطون الخيط في محاولة لفضح مصر دوليًا وبعقد مقارنات بين انتخابات 2012، التي تنافس فيها 13 مرشحًا والانتخابات المقبلة، في حالة أن تم هذا السيناريو». ويعتبر المهندس محمد سامي، رئيس حزب تيار الكرامة، أن عدم وجود منافسة في الانتخابات «نوع من أنواع المقاطعة»، موضحًا أن وجود مرشح واحد «يشكل مظهرًا غير لائق وسيكون استفتاءً وليست انتخابات»، ولفت إلى أنه في حالة إجراء انتخابات اليوم، فإن نسبة المشاركة ستكون بين 1 : 2%، مضيفًا أنه «لكن ربما بعد سنة يشعر الناس بتحسن وتكون نسبة المشاركة أكبر من ذلك».