برلين- محمد فوزي وسط معمعة الانتخابات الألمانية، تسقط من ذاكرة الناخب الألماني بعض الأحزاب نظرا لضعف إمكانياتها وقلة عدد أعضائها، وربما بسبب عدم أخذ بعضها على محمل الجد، لكن هذه الأحزاب في واقع الأمر لديها برنامج يستهوي البعض وينطلق من البيئة الألمانية. في ألمانيا أكثر من 42 حزبا سياسيا واجتماعيا، المعروف منها حوالي 8 أحزاب رئيسية تتنافس في الانتخابات ولديها قاعدة جماهيرية، وأحزاب أخرى ترتكز على فكرة واحدة أو سخرية من وضع سياسي أو ثقافي أو اجتماعي. 1- حزب «حديقة ماغدبورغ» تأسيس الحزب جاء اعتراضا على مخطط تدمير 162 حديقة في ماغدبورغ، ويذكر الحزب على موقعه الإلكتروني أنه ليس "الحزب الاحتجاجي لأصحاب الحدائق وليس حزبا خاصا بالبستانيين وسكان ماغدربورغ فقط". ويسمي الحزب نفسه حزبا وطنيا في ولاية سكسونيا، ويعتمد كما يقول "سياسة موضوعية" ويرفض تصنيفه ضمن أي من التيارات السياسية المعروفة. 2- حزب تحالف الدخل الأساسي اسم هذا الحزب مأخوذ من الموضوع الوحيد في برنامجه الانتخابي وهو الدخل الأساسي غير المشروط. أي أن يحصل كل مواطن على دخل معين كل شهر بغض النظر عما إن كان يعمل أو كان عاطلا عن العمل. وفي ضوء النقاش المتزايد حول هذا الموضوع في ألمانيا يسعى مؤسسو الحزب إلى إيصال هذا الموضوع نقلا عن مصادر خاصة إلى البرلمان الألماني. "لقد خلصنا إلى أن موضوع الدخل الأساسي غير المشروط ليس من ضمن البرنامج الانتخابي لأي حزب" ولهذا السبب أخذ مؤسسو الحزب خطوة الانتخابات نحو البرلمان. كما يطلق الحزب على نفسه "حزب الموضوع الواحد". 3- حزب الحزب (Die PARTEI) خلال الأيام الماضية أثارت لافتة ساخرة لهذا الحزب، الذي يعتبره البعض اسما بلا وجود، موجة غضب عندما أراد انتقاد سياسة ميركل مع اللاجئين وفتح الحدود أمامهم في عام 2015، فأخذ شعار "الحزب المسيحي الديمقراطي" (حزب المستشارة): "لأجل ألمانيا نعيش فيها بشكل جيد وبسرور"، وكتب بدلا من هذا الشعار في دريسدن، عاصمة ولاية ساكسونيا (شرق البلاد المعروفة بالعداء للعرب والمسلمين)، على صورة الطفل إيلان الذى وجد جثته شرطي تركي على الشاطئ، وكتب ساخرا: "الشاطئ نستلقي فيه بشكل جيد وبسرور"، في إشارة إلى أن وصول اللاجئين إلى الشواطئ الألمانية أفسد على المواطن الاستلقاء عليها والاستمتاع بها. يترأس هذا الحزب الفنان الألماني الساخر مارتن زوننبورن، الذي كسا حملة حزبه الانتخابية الصغيرة طابع ساخر وغريب. وتضمن البرنامج الانتخابي للحزب الذى تأسس في عام 2004، مطالب مثل "فرملة أسعار البيرة" في البلاد أو المطالبة "بضبط رواتب المسؤولين التنفيذيين في المستقبل حسب أحجام حمالات الصدر". وعن النقاش الدائر حول الحد من أعداد اللاجئين، يرى أعضاء الحزب أنه "لا يحق لألمانيا أن تستقبل عددا من اللاجئين أكبر من ذلك الذي استقبله البحر المتوسط". واعتمد الحزب على أسلوب الهجاء والسخرية خلال الترويج لحملته الانتخابية. 4- حزب الهيب هوب فكرة هذا الحزب مستلهمة من ثقافة "الهيب هوب" باعتبارها "حركة مدنية وعالمية وتحررية، ومن ضمن أهداف برنامجه الانتخابي، العدالة الاجتماعية والمساواة وتقرير المصير لجميع المواطنين بغض النظر عن "الجنس أو الأصل أو الدين أو الميل الجنسي أو النسب أو السن أو الطبقة الاجتماعية أو القدرات الجسمانية". ويستخدم الحزب مصطلح "مدني" استعارة عن تحديات مجتمع متنام مستقل عابر للمدن والمناطق والأمم. 5- حزب النباتيين اسم الحزب مأخوذ من الأحرف الأولى لثلاثة مصطلحات، "التغيير ونمط الحياة النباتي والنباتيين". ويعد المواطنون الفئة المستهدفة بالأساس من برنامج الحزب الانتخابي، والموجه بالأساس إلى المواطنين "الذين يعون التفاعل العالمي مع آثار النمو والاستهلاك ونمط تناول الطعام". ويعد "نمط الحياة النباتي" المثل الأعلى للحزب. إلا أن الحزب يسعى أيضا إلى تحقيق "رؤى موحدة"، ولا يستثني "أكلة اللحوم" من برنامجه الانتخابي، لأنهم بحاجة إلى بعض الوقت لتغيير نمط تغذيتهم إلى النمط النباتي. 6- حزب الأبحاث الطبية يكرس هذا الحزب برنامجه الانتخابي لموضوع الأبحاث الطبية في مكافحة الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر مثل السرطان والألزهايمر والسكتة الدماغية والأزمة القلبية ومرض السكري وتآكل المفاصل وهشاشة العظام ومرض شلل الرعاش. ويظهر "حزب الأبحاث الطبية" قناعته من وجود فرصة "جيدة" لتطوير الطب الفعال ضد هذه الأمراض. ويسعى الحزب إلى تسريع التطور في مجال الأبحاث وترك "قضايا سياسية أخرى لأحزاب التحالف".