حالة من التخبط أصابت الدورة الأولى من مهرجان شرم الشيخ الإفريقي الآسيوي للسينما والفنون والسياحة، الذي انطلقت فعالياته يوم الخميس الماضي، برئاسة الفنانة سهير المرشدي، تحت شعار «الفن في مواجهة الإرهاب»، بحضور ضيفة الشرف دولة إندونيسيا بمناسبة مرور 70 عاما على العلاقات الدبلوماسية المصرية الإندونيسية، إلا أن الأزمات لاحقت المهرجان منذ اليوم الأول، ومن خلال هذا التقرير نستعرض أبرز المشكلات التي انتهت بإخلاء رئيسة المهرجان مسئوليتها عن ما حدث. «الهرجلة».. سيدة الموقف جاء سوء التنسيق والهرجلة عنوان افتتاحية الدورة الأولى للمهرجان الذي أقيم على مسرح هوليوود، حيث تأخر الحفل عن موعده أكثر من ساعة دون الاعتذار للوفود الأجنبية المشاركة مما أدى إلى غضب الكثيرين، ومن ثم لم يحظ الافتتاح الأولي بالنظام، حيث قام الباعة المجاورون للمسرح بدخول والجلوس فى المقاعد الأولى المخصصة للضيوف والنجوم. كما أثرت مشكلات الصوت وعدم جاهزية المسرح المقام عليه حفل افتتاح الدورة الأولى من مهرجان شرم الشيخ الإفريقي الآسيوي إلى إلغاء عدد كبير من الفقرات الغنائية، مما أدى ذلك إلى غضب النجوم المشاركين في برنامج الحفل.
سوء التنظيم يعطل تكريم العلايلي بينما ساد الحفل سوء تنظيم كبير من قبل القائمين عليه، أدى إلى تأخر تكريم الفنان الكبير عزت العلايلي واختفاء رئيسة المهرجان أثناء تلك اللحظة، مما أدى إلى اننتظارها حتى تقوم بتسليمه درع المهرجان، وسط مغادرة اللواء خالد فودة، محافظ جنوبسيناء، فعاليات المهرجان قبل التكريم.
فضيحة الفندق.. دفع الإقامة بينما فوجئ ضيوف المهرجان الأجانب والوفود العربية والإفريقية والآسيوية والوفد الإعلامي وأعضاء لجنة التحكيم بعد مرور اليوم الأول من المهرجان، بمطالبة الفندق لهم بمبالغ مالية نظير إسكانهم، وذلك لعدم سداد المستحقات المالية للفندق من قبل القائمين على مهرجان شرم الشيخ الإفريقي الآسيوي للسينما، كما رفضت إدارة الفندق السماح للضيوف بالمغادرة إلا بعد تسديد الرسوم كاملة. طرد الضيوف جاءت الكارثة الكبرى أمس السبت عقب طلب إدارة الفندق من لجنة التحكيم والوفود الإعلامية بإخلاء الغرف ومغادرة الفندق، بدعوى أن المهرجان لم يسدد للفندق أي أموال متفق عليها، مؤكدين أن الشركة المنظمة للمهرجان لم تقم بدفع مستحقات الفندق عن اليومين الماضيين. انسحاب أعضاء لجنة التحكيم انتهى الأمر إلى إعلان المدير الفني لمهرجان السينما الأفروآسيوي، شريف عوض، اليوم الأحد، عن انسحابه من المهرجان مع كل أعضاء لجان التحكيم، كما أعلن الوفد الإعلامي والصحفي انسحابه أيضًا، ويأتي ذلك على خلفية تعطيل جدول لجان التحكيم وإغلاق قاعة مشاهدة الأفلام منذ أمس السبت.
المرشدي.. واستيعاب الأزمة وسط كل هذه الأزمات والمشكلات التي تعرضت لها الدورة الأولى من مهرجان السينما الأفروآسيوي، تحاول الفنانة سهير المرشدي استيعاب الأزمة بمطالبة كل من وزيري الثقافة والسياحة ومحافظ البحر الأحمر، بالتدخل لحل الأزمة لتجنب الإضرار بسمعة مصر. وأكدت «المرشدي» خلال حديثها مع الوفد الإعلامي هناك مساء أمس، أن تلك الأزمة افتعلتها الشركة المنظمة المسؤولة عن جميع مصاريف المهرجان، وأنها ليس لها علاقة بكل هذه المشكلات لتفشل كل محاولات استيعاب الموقف بعد انسحاب المحكمين والصحفيين. يذكر أن هذه ليست الأزمة المالية الأولى التي تهدد المحافل الفنية والثقافية الدولية التي تنظمها مصر، ولكنها الأبرز على الإطلاق، حيث وجهت الدورة الماضية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي أزمة مالية بعد تخلي كل من وزارتي السياحة والشباب والرياضة عن تسديد الدعم السنوي المعلن من جانبها، والذي تنفقه وزارة السياحة في البند المخصص لإقامة الضيوف، بالإضافة إلى تذاكر الطيران والانتقالات الداخلية، الأمر الذي ترتب عليه وقوع أزمة كبرى؛ نتيجة عدم قدرة المهرجان على الإيفاء بالتزاماته المالية.