أزمة كبيرة تواجه منظومة الخبز الجديدة بالقرارات التى اتخذها وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور على مصيلحى، ومنها تحويل المعاملات بها من نظام "الأمانة" إلى الدفع النقدى كتأمين من أصحاب المخابز لثلاثة أيام، والأهم كان قرار منع بيع الخبز الحر من جميع المخابز التى تتعامل مع وزارة التموين، والتى يقترب عددها من 30 ألف مخبز بالمنظومة التموينية. الفئات المستفيدة من العيش الحر العيش الحر كان يباع خارج منظومة التموين بسعر تكلفته للمواطن الذى لا يحمل بطاقة تموين والفئات المستفيدة منه، حسب ما قاله محمد على، صاحب مخبز بوسط البلد، وهم من ليس لديهم أى بطاقة تموينية سواء ورقية أو إلكترونية، وبعضهم من البسطاء الذين أتوا الى القاهرة من الصعيد أو الطلبة المغتربين أو حتى بعض الأفراد الذين كلوا من انتظار خروج البطاقات التموينية التى تستغرق أكثر من عام لحين طبعها أو الحاملين لبطاقات سوداء، كلهم يقفون على أبواب المخبز ليشتروا العيش بالسعر الحر "أى سعر تكلفته على صاحب المخبز". سعر العيش الحر قبل القرار عمر محمد، صاحب مخبز بميدان الجيش، قال إنه كان يبيع ال3 أرغفة ب1 جنيه، مؤكدا أن عددا كبيرا من المواطنين كان يقبل على شرائه. بينما أكد محمد على، صاحب مخبز بشارع الجمهورية، أن سعر الرغيف كان يباع ال4 بجنيه، لافتا إلى أن العديد من المشاجرات نشبت أمام مخبزه بسبب الامتناع عن البيع بعد صدور قرار وزارة التموين. السعر بعد القرار قالت هدى رجب، مواطنة ببولاق الدكرور، إنها باتت لا تجد رغيف العيش، لافتة إلى أنها تضطر لشرائه بالسعر الحر بنحو 1 جنيه من المخبز القريب منها، بعد أن كانت تحصل على ال3 أرغفة بجنيه. وأضافت المواطنة الخمسينية أن لديها 4 أطفال وهى والزوج والجدة، والآن باتت فقط تشترى خبزا يوميا بنحو 20 جنيها، مؤكدة أنها لا تحمل بطاقة تموينية ولكنها بالفعل تحتاج إلى رغيف الخبز ولا تجده. بينما قال سيد عبد الله، طالب جامعى، إنه مغترب ولا يعيش مع أسرته، وكان يحصل على 3 أرغفة من المخبز المجاور ب1 جنيه، والآن بات عليه أن يشترى الرغيف الواحد بجنيه، وذلك لأنه وفقا لرواية صاحب المخبز لا يستحق العيش المدعم، لافتا إلى أنه بالفعل لا يستطيع شراء الخبز بهذا السعر. التموين: القرار يهدف لمنع التلاعب بحصة المواطن من الدعم ممدوح رمضان المتحدث الرسمى لوزارة التموين، أكد أن القرار الصادر بشأن منع بيع العيش الحر يهدف للصالح العام، ويمنع إهدار مال الدولة والتلاعب بحصة دعم المواطن من رغيف الخبز. وأشار رمضان فى تصريحات خاصة ل"التحرير" أن أى مخبز داخل المنظومة سيقوم ببيع رغيف خبز واحد بالسعر الحر ستتم معاقبته، والعقوبات تصل إلى حد الغلق، مشددا على أهمية القرار فى إيصال الدعم لمستحقيه الفعليين. جدير بالذكر أن 60 مليون مواطن من بين 81 مليونا يحصلون على دعم الخبز، وهو ما يعنى حصول أغلب الأسر المصرية المكونة من 4 أفراد على 16 رغيفا مدعما يوميا، أو ما يقابلها من النقاط بواقع 3.20 جنيه يوميا. وتستهلك مصر سنويا نحو 14.6 مليون طن من القمح، بينها 9.6 مليون طن مخصصة لإنتاج الخبز المدعم، حيث تعد مصر أكبر دول العالم استيرادا للقمح بما يتبعه من تدبير لاعتمادات غير مسبوقة تستنزف رصيد البلاد من العملة الصعبة.