بعد توقف استمر لنحو عامين قرر تامر الميهي نجل المخرج الكبير رأفت الميهي إعادة فتح أكاديمية والده «فنون وتكنولوجيا السينما»، التي استمرت في عملها لمدة 8 أو 9 سنوات، التحق بها العديد من الطلاب في أقسام السيناريو والتمثيل والإخراج والتصوير أيضًا، وتوقف عملها بالتدريج خلال فترة مرض الميهي، وتراجع إشرافه عليها، ثم وفاته، إلى أن تم إغلاقها. بالتزامن مع ذكرى الوفاة تامر الميهي ذكر في تصريحات خاصة ل«التحرير»، أن قراره بإعادة فتح الأكاديمية جاء بالتزامن مع الذكرى الثانية للمخرج الكبير، التي كانت يوم ٢٤ يوليو، ٢٠١٥، مشيرًا إلى أنه يطمح ليكون الافتتاح في ذكرى ميلاد الميهي أيضًا، وذلك يوم 25 سبتمبر، أي بعد عدة أسابيع. ماحدش هيملا فراغ الميهي وعن الفترة السابقة لاتخاذه هذا القرار قال الميهي: «قمت بمتابعة السوق والتغيرات التي حدثت فيه خلال الفترة الأخيرة لبحث الإضافات التي سأقوم بها عند إعادة فتح الأكاديمية سواء من الناحية المالية أو التعليمية، كما قمت بإعداد دراسة حول كل هذه النقاط، خاصة أن فترة مرض والدي وعدم وجوده بها قد أثرت سلبًا على عملها، وبالتالي توجب أن نبحث عن صيغة لاستكمال عملها، مع التأكيد أننا لن نتمكن من استنساخ الميهي، وماحدش هيملا فراغه، وسنعمل بالمبادئ والأساليب التي كان ينادي بها، ويهدف إليها، وسنحافظ عليها، مع تطوير طريق العمل بالأكاديمية، لما يناسب الفترة الجارية، وذلك على مستوى المناهج والأفكار، إلى جانب الاستعانة بالشباب». الفصول الدراسية كان كل قسم في الأكايمية يتم الدراسة فيه على 4 فصول دراسية، نجل الميهي أكد أنه لن يتم الالتزام بهذه الفصول في كل التخصصات، إنما سيتوقف الأمر على حسب تخصص كل طالب، لافتًا إلى أنه سيتم فتح المجال لدراسة فروع أخرى في العملية السينمائية، منها صناعة الفيلم "film making"، التي تجمع داخلها الإخراج والمونتاج والتصوير السينمائي، كما سيتم تغيير صيغة التدريس، بألا تصبح تقليدية من خلال محاضر وبعد التمارين التي يجريها الطلاب، إنما بدفع صيغة أكثر انفتاحًا على فروع الفن السينمائي، لتكون العملية أكثر تطورًا وديناميكية، تتماشى مع المحاولات الجادة لربط الأكاديمية بالعمل في السوق السينمائية، بحيث تدفع الطلاب للعمل فيما بعد ولا يكتفون بالدراسة ثم يجلسون في منازلهم. المحاضرون تم الاتفاق مع المحاضرين في جميع التخصصات، الذين سيكونون بين عدة تصنيفات، منهم هؤلاء الذين تخرجوا في الأكاديمية، وآخرون من تلاميذ رأفت الميهي، وغيرهم ممن أثبتوا موهبتهم كل في مجاله خلال السنوات الأخيرة، إلى جانب مجموعة من الفنانين، وسوف يتم الإعلان عن أسمائهم مع اقتراب موعد افتتاح الأكاديمية، ليشكلوا مزيجًا بين الخبرات الكبيرة لأصحابها من الأجيال القديمة، مع الحديثة، الذين قدموا نجاحات لا يمكن إنكارها، وموضوعات المحاضرات سيكون مخططا لها بعناية، وليس وفقًا لما يخطر في بال المحاضرين. رسوم الدراسة «الأكاديمية ليست مؤسسة هادفة للربح»، هكذا علق تامر الميهي على رسوم الدراسة بالأكايمية، وأضاف: «نخطط فقط لأن تجمع الأكاديمية تكاليفها، وسندعمها، ولن نثقل على الطلبة، ونسعى لإيجاد صيغة غير مرهقة عليهم، وفي نفس الوقت تضمن استمراريتها». الشهادة.. ورقة تكميلية كان الهدف الرئيسي لرأفت الميهي من وراء تأسيسه أكاديميته هو الإضافة لصناعة السينما، وأن يتعلم الطلاب الذين لديهم رغبة في العمل بالسينما فيما بعد، أما الشهادة التي ينالوها بعد انتهاء الدراسة فهي في رأيه مجرد ورقة تكميلية، خاصة أن الأكاديمية كانت الأولى من نوعها التي تقوم بتدريس السينما مع معهد السينما ونالت اعترافًا من نقابة السينمائيين، وتمنح عضوية منتسبين بالنقابة. الميهي.. روح الأكاديمية للأسف لم يكن هناك اهتمام بالأكاديمية خلال فترة مرض الميهي ثم وفاته، فالعمل في المؤسسات يعتمد إما على وجود شخص مُلهم أو نظام معين يتم العمل وفقًا له، والأكاديمية كانت تعمل بالطريقة الأولى، لذا بمجرد مرض الميهي توقفت عن العمل، وأصابها الوهن الشديد، لأن الميهي كان «روح الأكاديمية». بلاتوه حقيقي خلال السنوات الأخيرة ظهر على الساحة عدد من المراكز التي تقوم بتدريس صناعة السينما، وهو ما زاد حدة المنافسة بينها وبين الأكاديمية، لكن تامر الميهي أوضح أن «فنون وتكنولوجيا السينما» تتميز بأن مقرها هو استوديو جلال للسينما، في منطقة حدائق القبة، الذي تم تأسيسه عام 1941، وقام رأفت الميهي بإعادة بنائه، هذا إلى جانب بلاتوه مخصص للتمرينات الخاصة بالطلبة، الذي تم تجهيزه للتسجيل فيه، وأيضًا استوديو سامي المعداوي مخرج أفلام تسجيلية كان يعتز به الميهي، وهو ما يجعل الأكاديمية لا توفر فقط مكانا للدراسة، إنما لمتابعة كيفية إنتاج هذه الصناعة داخل بلاتوه حقيقي، بخلاف فرصة التدريب، ليكونوا داخل هذه الأجواء، وليس في موقع معزول عن عملية صناعة السينما والإنتاج الفني باستمرار. الافتتاح يأمل تامر الميهي أن يتم الانتهاء من كل التفاصيل التحضيرية والتنفيذية التي تخص عودة الأكاديمية خلال أسابيع، ليتم إقامة حفل الافتتاح في 25 سبتمبر القادم، بالتزامن مع عيد ميلاد رأفت الميهي، وسيتم توجيه دعوة حضور الحفل للدفعات السابقة التي تخرجت في الأكاديمية، وتكريمهم والاحتفاء بهم، وعرض أجزاء من أعمالهم، إلى جانب دعوة المهتمين من صنّاع السينما وتلاميذ الميهي. يذكر أن رأفت الميهي كان قد بدأ حياته المهنية كمؤلف، وانتقل للإخراج في الثمانينيات، وقدم العديد من الأعمال السينمائية التي تتميز بأفكارها المختلفة عن السائدة، منها ما اعتمد على الفانتازيا، وأخرى أبرزت الواقع بكوميديا سوداء ساخرة، منها «أين عقلي»، «الحب الذي كان»، «على من نطلق الرصاص»، «عيون لا تنام»، «السادة الرجال»، «سيداتي آنساتي»، «للحب قصة أخيرة»، و«تفاحة».