ظهر عدد من التقارير أمس الخميس تشير إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى بأقصى جهده للقضاء على الاتفاق النووي مع إيران، حيث أشار عدد من المراقبين أن تلك الخطوة من الممكن أن تتسبب في عواقب كارثية. وقالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن ترامب كثيرا ما كان معارضًا لخطة العمل الشاملة المشتركة، التي وقعتها الولاياتالمتحدةوإيران وخمس قوى عظمى أخرى في خلال فترة إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في 2015. ولاقت الخطة التي كانت تهدف لتقييد تطوير البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع مليارات الدولارات من العقوبات الأمريكي على إيران، انتقادات من المحافظين في كل من البلدين. ومع دعوات ترامب لزيادة عمليات التفتيش على مواقع الجيش الإيراني، والتحدث عن تغيير النظام في إيران من قبل مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية، عبر عدد من العسكريين الأمريكيين الذين شاركوا في حروب أمريكا السابقة أنهم ضد الزج بهم في صراع دولي كبير آخر. وأشار الجنرال الأمريكي المتقاعد بول إيتون، إلى أن أي رد عسكري أمريكي سيكون أمرًا مبالغًا فيه للغاية، وأضاف الجنرال الذي لعب دورًا هاما في إعادة تشكيل الجيش العراقي بعد الغزو الأمريكي، أن الجيش الإيراني سيكون بمثابة عدو أقوى بكثير من الرئيس العراقي السابق صدام حسين أو حتى الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف إيتون أن تخريب الاتفاق النووي مع إيران، ومنع إيران من متابعة مشروعها النووي، يتطلب "تغيير النظام هناك، ولا يمكن أن يحدث هذا دون تدخل عسكري واسع النطاق، وهو الأمر الذي لا يمكننا تحمله". وأشارت المجلة إلى أن غزو الولاياتالمتحدةلإيران، سيترك أثرا كبيرا على المنطقة بأكملها، وقد يصل تأثيرها إلى إسرائيل، أقرب حلفاء أمريكا في المنطقة. كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أول المعارضين لتلك الاتفاقية بين أمريكاوإيران، حيث خاطر نتنياهو بعلاقاته مع الرئيس الأسبق أوباما، بعد أن سخر علانية من الاتفاقية في أكثر من محفل، من بينها الأممالمتحدة والكونجرس الأمريكي. وفي الوقت الذي استمر نتنياهو في توجيه انتقادات شديدة لإيران، إلا أنه التزم الصمت خلال الأشهر القليلة الماضية فيما يتعلق بالاتفاقية. حيث أشار عمرام متسناع، سياسي إسرائيلي، إلى أن نتنياهو قد توقف عن انتقادها بعد أن تبين له أهميتها، وأن "وجود صفقة أحسن بكثير من عدم وجودها"، وأنها ستكون هناك عواقب وخيمة في حالة انهيار الاتفاق. وقال متسناع: "البديل العسكري لا يعد بديلًا، لا أعتقد أن هناك ما يمكن تحقيقه بالقوة العسكرية، لا يمكن أن تحققه الدبلوماسية". وتتهم إسرائيل إيران بتهديد وجودها في المنطقة، بسبب التوسعات العسكرية الإيرانية، وتمويل الميليشيات المعادية لإسرائيل مثل تنظيم حزب الله اللبناني، الذي كثيرًا ما يجري عملياته بالقرب من الحدود مع إسرائيل. ومن جانبها تضمر إيران العداء لإسرائيل بسبب معاملتها مع الفلسطينيين، كما تعادي إيران حليفا آخر لأمريكا في المنطقة ألا وهي السعودية، حيث وقعت اشتباكات عديدة بين القوات السعودية والأمريكية مع القوات المدعومة من إيران، إلا أن العلاقات الأمريكيةالإيرانية الملتهبة تتجاوز المنطقة. وحاول ترامب إلقاء الضوء على عدم امتثال إيران لبنود الاتفاقية، إلا أنه فشل، إلا أنه جهوده الأخيرة لمحاولة تنفيذ زيارات إضافية لمراقبة المناطق العسكرية الإيرانية المثيرة للشكوك أثارت قلق المراقبين الأوروبيين. وعلى الرغم من أن مطالب ترامب يجب أن تحظى بموافقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد أشارت إيلي جيرانمايه المسؤولة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إلى أنه على ترامب أن يتوقع معارضة عنيفة لمبادرته. وقالت جيرانمايه: "إنه يجب أن لا نقلل من قدرة الأوروبيين على المعارضة، فالاتفاق النووي لم يعد يتعلق بإيران فقط، ولكنه أصبح حماية للقانون الدولي".