نشرت صحيفة "واشنطن إكزامينر" الأمريكية، تقريرًا عن مصير مقاطعة الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب لقطر، على خلفية اتهامها بدعم الإرهاب، حيث أشارت إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قَبل بأدلة الدول المقاطعة لقطر دون تردد، حيث أشار في عدد من التغريدات إلى أن المقاطعة ستكون "بداية النهاية للإرهاب". وعلى الرغم من مرور سبعة أسابيع على المقاطعة، لم تظهر أي أدلة على دعم قطر لجماعات متطرفة، فإنه قد يكون هناك عدد من المقيمين في قطر يرعون الإرهاب، لكن هذا لا يعد دليلًا على دعم قطر للإرهاب، فالجيش الجمهور الأيرلندي تمكن من جمع الكثير من التبرعات في أمريكا، لكن لم يتهم أحد الولاياتالمتحدة بدعم الإرهاب. وعلى الجانب الآخر كانت تتعاون الأجهزة الأمنية الأمريكية مع نظرائها في بريطانيا لوقف إراقة الدماء، كذلك تعمل الأجهزة الأمنية القطرية مع حلفائها في الغرب لمراقبة الجماعات المتطرفة، حيث طلبت الاستخبارات الأمريكية والبريطانية من طالبان وغيرها من الجماعات المتطرفة فتح مكاتب تمثيل لها في الدوحة. ونقلت الصحيفة عن عميل سابق في الاستخبارات البريطانية، أن "الدوحة كانت أشبه بفيينا خلال الحرب الباردة، فقد ساعدتنا في مراقبة تلك الجماعات، وفتح قنوات تواصل معها"، وبالمثل ساعدت إسرائيل بالسماح لحماس بالعمل من داخل قطر بدلًا من إيران. وفي الواقع، لم يكن الأمر له أي علاقة بالإرهاب، لكنه بسبب إصرار قطر على تبني سياسة خارجية مستقلة بدلًا من التصرف كمحمية سعودية، حيث أصرت قطر على دعم حلفائها في ليبيا وسوريا، بدلًا من السير خلف الممالك الخليجية. الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب طالبت قطر بترك السياسة الخارجية لهم، والكف عن انتقاد أنظمتهم عبر قناة "الجزيرة" التي أثارت استياءهم. وأضافت الصحيفة، أنه كان من الواضح أن دول المقاطعة كانت تهدف لتغيير النظام في الدوحة، وكان من الممكن استخدام القوة لتنفيذ هذا الأمر، إلا أن انتشار الجنود الأتراك في الدوحة، حال دون وقوع ذلك. وأكدت أن الدول المقاطعة ستصاب بالإحباط إذا حاولت الاعتماد على المقاطعة الاقتصادية لإجبار الدوحة على تغيير سياستها، فشوارع الدوحة أصبحت مغطاة بشعارات وصور لدعم أميرهم. وأشارت "واشنطن إكزامينر" إلى أن المقاطعة من الممكن أن تكون شبه دائمة، حيث إن قطر قادرة على الصمود أمام الحصار الاقتصادي، ومع وجود القوات التركية في الدوحة، فقطر في مأمن من التدخل العسكري، إلا أنه من الصعب تخيل حجم التنازلات التي ستقدمها الدول المقاطعة لقطر، دون فقدان كرامتها، والتي تعد عاملًا هامًا في اللعبة السياسية في المنطقة العربية. وفي الوقت نفسه لن تتمكن الولاياتالمتحدة من تحمل هذا الخلاف طويلًا، والذي يقع على بعد خطوات من إيران، ففي الغالب ستعمل أمريكا على وقف التصعيد في تلك المشكلة، ومحاربة دعم الإرهاب في دول المنطقة ومن ضمنها قطر.