بدأت شركة المقاولون العرب، المكلفة من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بالتعاون مع وزارة الآثار، أعمال تطوير وترميم قصر البارون إمبان بمصر الجديدة، وفقاً للبروتوكول الموقع بين الوزارة والهيئة، لترميم مجموعة من المباني الأثرية بجميع أنحاء الجمهورية. وأوضح محمد عبد العزيز، مدير عام مشروع القاهرة التاريخية، أن الشركة كانت قد بدأت الأسبوع الماضي في تجهيز المعدات اللازمة لأعمال التطوير، بعد أن تسلمت كافة المستندات والدراسات الخاصة بالمشروع من المكتب الإستشاري المكلف من وزارة الآثار بعمل الدراسات الخاصة بترميم وتطوير القصر. وكان المكتب الإستشاري قد قام بأعمال الرصد والرفع المساحي للأثر بالإضافة إلى تحديد حالته الإنشائية، وحجم وعدد الشروخ الموجودة، بالإضافة إلى حالة التربة والأساسات. وأضاف عبد العزيز، أن الدراسات الإستشارية شملت أيضًا أعمال التوثيق الفوتوغرافي والمجسات و حفر كشفية والتي أشارت إلى إستقرار المبنى إنشائيًا، هذا بالإضافة إلى إعداد ملف توثيق متكامل لكافة العناصر الأثرية والواجهات والمساقط الأفقية للقصر بإستخدام المسح ثلاثي الأبعاد ومحطات الرصد المتكاملة. وأشار عبد العزيز إلى أن الهدف من المشروع، هو إعادة تأهيل قصر البارون مع الحفاظ على طرازه المعماري الفريد وعناصره الأثرية، بالإضافة إلى رفع وعي الزائرين بماهية القصر وتاريخه وتاريخ نسيجه العمراني والبيئة المحيطة. ومن المقرر أن تستمر أعمال الترميم قرابة العام ونصف بتكلفة تبلغ 113.738 مليون جنيهًا مصريًا، تم توفيرهم من الحكومة المصرية والتي رصدت مبلغ ١.٢٧٠ مليار جنيه لأعمال تطوير و ترميم ٨ مواقع أثرية وهي "قصر محمد علي في شبرا، و استراحة الملك فاروق بمنطقة أهرامات الجيزة، ومشروع تطوير منطقة أهرامات الجيزة، وقصر ألكسان بأسيوط، والمعبد اليهودي بالإسكندرية، والمتحف اليوناني الروماني، و المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط". الجدير بالذكر أن قصر البارون إمبان، تحفة معمارية فريدة من نوعها شيده المليونير البلجيكي البارون إدوارد إمبان، والذي جاء إلى مصر من الهند في نهاية القرن التاسع عشر، ويقع القصر في قلب منطقة مصر الجديدة بالقاهرة، وتبلغ مساحته حوالي 12.5 ألف متر. استلهم البارون إمبان بناء القصر من معبد أنكور واتفي في كمبوديا ومعابد أوريسا الهندوسية، وصممه المعماري الفرنسي ألكساندر مارسيل Alexandre Marcel , وزخرفه جورج لويس كلود، واكتمل البناء عام 1911.