على الرغم مما يتردد حول بشائر تنقية أجواء العلاقات بين موسكووواشنطن بعد لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة العشرين في مدينة هامبورج الألمانية، إلا أن موسكو أعلنت مجددا استعدادها لطرد دبلوماسيين أمريكيين، ليكون عدد موظفي السفارة الأمريكية متكافئا مع عدد موظفي السفارة الروسية في واشنطن، وذلك ردا على حجز ممتلكات روسيا في الولاياتالمتحدة وطرد 35 دبلوماسيا روسيا من أراضيها. وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن بلادها ستضطر إلى اتخاذ إجراءات مقابلة في حال عدم تغير الوضع بهذا الخصوص. وقالت إن "عدد موظفي السفارة الأمريكية في موسكو يتجاوز بشكل كبير عدد موظفي سفارتنا في واشنطن. وبالتالي فإن أحد السيناريوهات التي تطرح نفسها إلى جانب ترحيل دبلوماسيين أمريكيين بشكل مماثل، هو تحقيق التعادل في عدد موظفي السفارتين في البلدين"، مشيرة إلى أن "هناك العديد من موظفي "CIA" في السفارة الأمريكية في موسكو". وأضافت بأن موسكو مستعدة كذلك للرد بشكل مماثل في ما يتعلق بالممتلكات الأمريكية في روسيا، مذكّرة بأن البعثة الدبلوماسية الأمريكية تملك قطعتين من الأرض في العاصمة الروسية. وقالت زاخاروفا إن الجانب الروسي انتظر لفترة طويلة لكي يسمح للإدارة الأمريكية الجديدة ببدء معالجة هذه القضية، إلا أن موسكو لا ترى حتى الآن أي تطورات إيجابية بهذا الشأن، محذرة من أن موسكو ستضطر إلى القيام بخطوات مقابلة، لأن "الوقت على وشك الانتهاء". كان نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف كان قد حذر من أن مماطلة واشنطن في حل مسألة الممتلكات الدبلوماسية الروسية في الولاياتالمتحدة، تزيد من احتمال "رد قوي" من قبل موسكو، مشددا على أن موسكو تُعِدُّ "ردا قويا". من جانبه، اعتبر وزير الخارجية سيرجي لافروف أن الوضع حول الممتلكات الدبلوماسية الروسية في الولاياتالمتحدة مثير للاستياء، وأن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أرادت من خلال ذلك "تسميم العلاقات الروسية الأمريكية" لأقصى حد ممكن. ومع ذلك امتنع الوزير الروسي لافروف عن الحديث حول تفاصيل خطوات موسكو المقابلة ردا على حجز ممتلكاتها في الولاياتالمتحدة. وذكرت صحيفة "إزفيستيا" الروسية، نقلا عن مصدر دبلوماسي روسي، في وقت سابق أن موسكو تخطط لاتخاذ إجراءات مماثلة وطرد نحو 30 دبلوماسيا أمريكيا وحجز الممتلكات الأمريكية في روسيا. وفي شأن آخر يتعلق بفرض المزيد من العقوبات على روسيا، قال مساعدون بالكونجرس الأمريكي، لوكالة أنباء "رويترز"، إن مفاوضي الكونجرس يحرزون تقدما نحو حل خلاف عرقل إقرار مشروع قانون لفرض عقوبات جديدة على روسيا. وقد يتم حسم هذه الأمر سريعا، وفق تصريح لعضو بمجلس الشيوخ. وقال السيناتور الجمهوري بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وأحد واضعي مشروع القانون: "أعتقد أن مجلس النواب ربما يقر التشريع قريبا جدا". وأشار إلى أن ذلك ربما يحدث يوم الجمعة. وأضاف بأنه يتوقع أن يجري المجلس تعديلات لن تؤثر على روح التشريع بشكل عام، وأن يعالج مسائل أقلقت شركات الطاقة، مثل وجود بند ذكرت شركات النفط أنه قد يحرمها من دخول مشروعات عالمية للتنقيب إن شاركت فيها مؤسسات روسية أيضا. كان مجلس الشيوخ الأمريكي قد وجَّه رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحثه فيها على اتباع نهج قوي تجاه موسكو، وذلك عندما أجاز العقوبات على روسيا في إطار إجراء أوسع يفرض أيضا عقوبات جديدة على إيران. وجاءت هذه الخطوة يوم 15 يونيو الماضي بتأييد 98 عضوا بالمجلس مقابل اعتراض عضوين فقط.