يبدو أن أحلام إسرائيل في منطقة الجولان بدأت تتلاشى وتذهب مع الريح، وذلك بعد الإعلان عن خطة أمريكية روسية أردنية لوقف إطلاق النار في الجنوب السوري، تضمنت نشر قوات روسية، الأمر الذي أثار حفيظة "تل أبيب" من فقدان سيطرتها على المنطقة العربية التي استمرت قرابة 50 عامًا. اقتراح قيام الشرطة العسكرية الروسية بتسيير الدوريات الأمنية على خط التماس في مرتفعات الجولان، لا يرضي إسرائيل خشية أن تتمكن موسكو من كشف وقائع الدعم الإسرائيلي لمقاتلي تنظيم "القاعدة". الصحافة الإسرائيلية، أكدت أن تل أبيب ليست راضية عن قدوم الشرطة العسكرية الروسية إلى منطقة القنيطرة لمتابعة تنفيذ خطة وقف إطلاق النار التي وافق عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. حيث من الممكن أن يستغل النظام السوري وحزب الله وإيران الهدنة لتعزيز وجودهم بالمنطقة، وهو ما يفقد تل أبيب هيمنتها على المنطقة التي لطالما حلمت بالحصول على اعتراف دولي بسيادتها. وهو ما دفع الرئيس السوري بشار الأسد، للتأكيد على عدم وجود منطقة عازلة في منطقة الجولان، إلا أن القيادة الإسرائيلية رفضت تلك التصريحات، معتبرة إياها خطوة تصعيدية جديدة. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أكد أن إسرائيل تنظر بشكل خطير إلى محاولاتها لتكريس وجود عسكري لها في سوريا وتسليح حزب الله بأسلحة متطورة عبر سورياولبنان، وذلك بعد قرار وقف إطلاق النار في الجنوب السوري. في الوقت نفسه، ترى دمشق أن تخفيف حدة التوتر في مرتفعات الجولان يتيح للحكومة السورية نقل المزيد من القوات إلى مسرح العمليات القتالية ضد تنظيم "داعش". الأمر الذي دفع إسرائيل لمناشدة الولاياتالمتحدةوروسيا بإنشاء منطقة منزوعة السلاح تخلو من حزب الله في جنوبلبنان، حيث إن هم إسرائيل هو البقاء في مرتفعات الجولان المحتلة، بحسب صحيفة "بريتيش تايمز". في ذات السياق، نقلت مديرة مكتب أورينت بواشنطن "هيفي بوظو" عن مصادر أمريكية قولها: إن "الرئيس دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اتفقا على وقف إطلاق النار في جنوبسوريا بإشراف أمريكي وروسي وبالتعاون مع الأردن وإسرائيل، وذلك بمعزل عن اتفاق مناطق تخفيف التصعيد الذي تم التوصل إليه في العاصمة الكازاخية أستانا". أما الخارجية الأمريكية، فاعتبرت أن اتفاق وقف إطلاق النار في جنوبسوريا، بين روسياوالولاياتالمتحدةوالأردن خطوة مهمة لوضع تهدئة أكثر ثباتًا جنوب غرب سوريا. مسؤول أمريكي، أوضح أن اتفاق الهدنة بين الولاياتالمتحدةوروسياوالأردن بشأن سوريا، يتضمن استخدام كل طرف نفوذه سواء مع المعارضة أو النظام، مؤكدًا أن واشنطن لا تستبعد محاولة الإرهابيين عرقلة وقف إطلاق النار في سوريا. من جانب آخر، أعلنت عمان، أن الاتفاق بين الأردنوروسياوالولاياتالمتحدة تم على ترتيبات لدعم وقف إطلاق النار على طول خطوط تماس اتفقت عليها القوات النظامية والقوات المرتبطة بها من جانب، وقوات المعارضة المسلحة. فهل اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب السوري سينهي الأعمال العدائية ويعيد الاستقرار؟ مؤشرات عديدة تؤكد أن تلك الخطوة ستسهم في إيجاد البيئة الكفيلة بالتوصل إلى حل سياسي دائم للأزمة السورية، وذلك عبر مسار جنيف وعلى أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، بما يضمن وحدة سوريا واستقلالها وسيادتها، ويساهم في عودة الاستقرار. وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، نوه إلى أن الولاياتالمتحدة تعهدت بالتزام فصائل المعارضة في المنطقة بالاتفاق، وأن الشرطة العسكرية الروسية ستحفظ الأمن بمحيط مناطق خفض التوتر، بالتنسيق مع الولاياتالمتحدةوالأردن. وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من إعلان قوات الأسد، تمديد وقف الأعمال القتالية في المنطقة الجنوبية، في الوقت الذي واصلت فيه استهداف المناطق المحررة في درعا، وسط استقدام تعزيزات عسكرية إضافية بهدف إطلاق معركة جديدة في المنطقة. وكانت قد توصلت كلاً من الولاياتالمتحدةوروسياوالأردن، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في جنوبسوريا، في خطوة باتجاه الوصول إلى خفض دائم للتصعيد في محافظتي درعا والقنيطرة.