"نناقش حاليا مع إحدى الجهات السيادية القيام بقراءات للعدادات شهريًا"، هذا ما صرح به وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر، خلال لقائه أمس الإثنين، بأعضاء لجنة الطاقة والبيئة بالبرلمان، وذلك بهدف تحسين الأداء، لا سيما مع قلة أعداد المحصلين وقارئي العدادات، حيث إن الوزارة بها قرابة ال10 آلاف محصل وقارئ عداد يعملون حاليا، وتحتاج الوزارة إلى 10 آلاف آخرين لسد العجز. وعقب أحد النواب، على مسألة اللجوء إلى جهة سيادية لقراءة عدادات الكهرباء، ب"يجب أن تعين يا سيادة الوزير، شبابا، وما تدفعه من أموال مقابل قراءة العدادات يمكن دفعها للشباب"، فرد الوزير: "تأكدنا أن مقابل القراءة سيكون أقل". "التحرير" تواصلت مع مصدر مسؤول بوزارة الكهرباء، لمعرفة هل هذا هو الحل الأمثل للحد من مشكلات قراءات العداد، وما ينتج عنها من فواتير خاطئة وفواتير أكبر من الاستهلاك الفعلي تارة أخرى. قال المصدر إن الوزارة اتجهت للرهان على العنصر البشري، وهو أمر غير فعال بالشكل الأمثل، بينما الأفضل هو الاتجاه للتكنولوجيا في قراءة العدادات. قراءة العداد كل 6 أشهر أضاف المصدر ل"التحرير" أن هناك مقترحا من شأنه عدم الاحتياج إلى قارئي كشاف جدد لمساعدة الموجودين بوزارة الكهرباء حاليا، وهو يتمثل في أن تتم قراءة العداد وحساب متوسط الاستهلاك لكل ستة أشهر، والمحاسبة شهريًّا على متوسط استهلاك كتقسيم الستة 6 أشهر صيفًا وستة أشهر شتاءً، معطيًا مثالًا: "شقة تستهلك 450 كيلو وات ساعة شهريًّا في الصيف، بينما في الشتاء تستهلك 220 كيلو وات ساعة، وكل شهر في الصيف تتم المحاسبة على سعر ثابت وكذلك في الشتاء، وفي النهاية يتم أخذ القراءة وحساب متوسط كل ستة أشهر، وإذا كان هناك حساب مالي فائض للمشترك يرحل على الفواتير المقبلة، وإن تم رصد مبالغ مستحقة على المشترك، يدفعها على آخر فاتورة أو تقسط على الفواتير المقبلة". وأشار إلى أن هذا النظام من شأنه الحد من المعاناة من العجز في المحصلين وقارئي الكشاف، فضلًا عن حل الأزمة المتصاعدة من أخطاء الفواتير، بخلاف أن هذا الأمر مفعلٌ في عدد من الدول الأوروبية، لافتًا إلى أنَّه قدَّم هذا المقترح منذ فترة طويلة ولكن لم يلقَ هذا المقترح القبول. " ششن " كل 3 أشهر وفيما يخص التعامل بالتكنولوجيا الحديثة، عقب الدكتور حافظ سلماوي رئيس جهاز مرفق الكهرباء وحماية المستهلك السابق، قائلًا: "الأفضل هو تفعيل خدمات قراءة العدادات من المشتركين أنفسهم، وإرسالها عبر أرقام الواتس آب الخاصة بكل شركة من شركات التوزيع التسع، فضلا عن إرسال قراءة العداد إلى جهاز مرفق الكهرباء، من خلال خدمات تطبيق الكهرباء الذكية، حيث يرسل المشترك قراءة العداد من الموبايل -آيفون، أندرويد- بعد تنزيل من تطبيق أو برنامج الكهرباء الذكية الخاص بالمرفق، وتصد الفاتورة باستهلاك عن القراءة التي أرسلها المشترك، وكل 3 أشهر يتحرك قارئ كشاف لعمل "ششن" للعداد، وفي حالة كانت القراءات صحيحة فلا خلاف على هذا، أما إن كانت القراءة خاطئة فهنا يحاسب المشترك على الفرق في الاستهلاك على مدى الثلاثة أشهر لآخر قراءة للعداد. 30 مليون قارئ وعن تطبيق ذلك، أكد سلماوي ل"التحرير"، أن هذا الأمر مفعل بجهاز مرفق الكهرباء، وأثبت نجاحه، مستشهدًا بنفسه، حيث جاء المحصل له بفاتورة استهلاكه خلال شهر يونيو الماضي، حيث كانت الفاتورة بقيمة الاستهلاك الذي أرسله دون أي زيادة أو نقصان في القراءة، بخلاف أن هذا التطبيق يجعل المشترك على علم بالقيمة المالية التي سيدفعها نظير استهلاكه، قائلا: "بكده يكون عندنا 30 مليون قارئ كشاف".