يبدو أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، بدأ يفكر مليًا في تعيين الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد بالسعودية واحتمالية فقدان القيادة الخليجية، وهو ما جعل موقفه المندد للدول المقاطعة وخاصة الرياض يتغير في ليلة وضحاها. على الفور سارع "الأمير الصغير" إلى تهنئة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، لاختيار صاحب السمو محمد بن سلمان وليًا للعهد في المملكة، في محاولة منه لاسترضاء نجل الملك وإعادة العلاقات الأخوية. برقية التهنئة، تسعى في طياتها إلى بناء علاقة قوية بين "الابن المدلل والقيصر السعودي"، خشية تنصيبه ملكًا، مع تدهور الحالة الصحية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان. حيث طالب أمير قطر خلال رسالته من ولي العهد السعودي، إلى توطيد أواصر العلاقات الأخوية والتطور والنماء. تلك المعلومات، لا يمكن تأكيدها حاليًا، لكن نظرًا لما تمر به منطقة الخليج فجميع النتائج تشير إلى أن أمير قطر سيحاول إنهاء الأزمة.. فهل يمكن أن يرضخ تميم للقيصر الجديد؟ بالنظر إلى التغيرات في المنطقة العربية، نرى أن السعودية والإمارات تسعيان، إلى تسليم ولي العهد محمد بن سلمان قيادة القاطرة الخليجية، إلا أن هذا الأمر لم يرضي العائلة القطرية، حيث إن "تميم" يرى نفسه معادلًا له إن لم يكن أكفأ منه، ما يشير إلى رفضه تسليم القيادة. ومن هذا المنطلق، أمر الملك سلمان، بتعيين ابنه، الأمير محمد بن سلمان، وليا للعهد، و نائباً لرئيس مجلس الوزراء، مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع. هذا القرار الملكي بمثابة صفعة على وجه العائلة الحاكمة في قطر، وسترضخ له المعارضة في مسعى منها لإنهاء مسيرة تميم وعائلته. لكن مجريات الأحداث، تؤكد أن رضوخ تميم للقيصر السعودي تكاد تكون مستحيلة، بل أن اتهام النائب العام القطري، علي بن محسن بن فطيس المري، لدول الجوار المشاركة في الحصار باختراق الموقع القطري وبث سمومه تجاه الأمير تميم للإطاحة به، هو خير دليل على ضرورة إنهاء عصر "بن جاسم". فالاتهام الصريح لدول الخليج المقاطعة للدوحة ومن بينها السعودية، قد يُغلق كافة الأبواب ويعلق آمال تميم في إصلاح ماتم إفساده. رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية سمير غطاس، توقع في تصريحات له، ألا تتنازل الدوحة بسهولة عن موقفها لأنها تعتقد أن دورها لا يمكن أن ينتهي. يُذكر أن العلاقات تأزمت بين قطر والدول المشاركة في حصارها بعد أن نُشر في موقع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، تصريحات منسوبة لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تضمنت دعوة "للأشقاء" في مصر والإمارات والبحرين إلى "مراجعة موقفهم المناهض للدوحة"، وقوله إن إيران تمثل ثقلا إقليميا وإسلاميًا لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، وتشكل قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة. وفي هذا الصدد اتهمت دول الخليج السلطات القطرية بدعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة، بينما سارعت قطر إلى نفي هذه الاتهامات، مؤكدة أن هذه الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة.