شهدت ألمانيا، أمس الجمعة، حدثًا فريدًا من نوعه، حيث افتتح فيها أول مسجد ليبرالي يمكن لجميع المسلمين أن يصلوا فيه بغض النظر عن جنسهم أو ميوليهم الجنسية أو مذهبهم الإسلامي. ويحمل المسجد اسم "ابن رشد - جوته"، ويقع في العاصمة "برلين"، وهو المسجد الأول من نوعه في ألمانيا، حسبما ذكر موقع "الدايلي ميل" البريطاني. وأثار هذا المسجد جدلًا واسعًا عبر المواقع الأجنبية التي تداولته، خاصة وأنه يسمح للنساء بالصلاة إلى جوار الرجال ولا يشترط عليهن ارتداء حجاب، إلى جانب السماح بدخول المثليين جنسيًا. وقالت "سيران آتس"، الناشطة في مجال حقوق المرأة، والتي قامت بحملة قبل ثماني سنوات لوجود مكان للعبادة يجمع كل المسلمين في ألمانيا: "لم أستطع أن أشعر فرحة كهذه قبل أي وقت مضى، فهو بمثابة حلم لي لأن هذا المشروع طال انتظاره". وتابعت: "هناك الكثير من الإرهاب والشر الذي يحدث باسم الدين، ولكن المهم أن نحن، المسلمين الليبراليين، نظهر وجوهنا في العلن"، مضيفة أن الحجاب محظور ارتدائه في المسجد!. وأضافت "آتس": "لن يكون هناك أي أحد بالمسجد يرتدي النقاب أو البرقع، وذلك لأسباب أمنية، كما أننا نعتقد أن الحجاب الذي يغطي الوجه كاملًا ليس له علاقة بالدين، وإنما له علاقة بالسياسة. ويعيش أكثر من 4 مليون مسلم في ألمانيا، معظمهم من تركيا، وبعضهم من البلقان والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأصبحت الهجمات على الجماعات الإسلامية المتطرفة وحظرها واعتقال المشتبه بهم من المتطرفين أمرًا شائعًا في الفترة الأخيرة. وقالت السيدة "آتس" إن المسجد الجديد سيكون مكانًا ليبراليًا، حيث يكون الجميع مرحب بهم ومتساوون، فالمرأة لن تضطر لارتداء حجاب، كما يمكن للوعظ والأئمة الصلاة إلى جانب غيرهم من المصلين. وأبدت "آتس" تخوفًا من أي تهديدات محتملة أو انتقادات من المسلمين الأكثر تحفظًا في ألمانيا، قائلة: "تقليت عدد قليل من الرسائل عبر السوشيال ميديا احتوى بعضها على تهديدات، ولكن 95% منها كانت ردود أفعال إيجابية وجميلة". ويجمع اسم المسجد بين الفيلسوف الأندلسي "ابن رشد"، والذي عاش في القرون الوسطى، والكاتب الألماني "يوهان فولفجانج جوته"، ويقع في غرفة بالطابق الثالث من كنيسة "سانت جوهانس" اللوثرية في برلين. وتأمل السيدة "آتس" وزملاؤها في المستقبل في بناء مسجد حقيقي يضم عدة غرف للمسلمين من جميع الطوائف المختلفة، بالإضافة لأكاديمية تهدف لتعليم الآئمة الليبراليين من ذكور وإناث.