سلطت صحيفة التليجراف البريطانية الضوء على زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية وانطلاق القمة الإسلامية الأمريكية اليوم الأحد، قائلة: إن "ترامب سيستغل أكبر خطاب له في أول زيارة خارجية لمحاولة حشد العالم الإسلامي والإنضمام لواشنطن في معركتها بين "الخير والشر" ضد التطرف الإسلامي. واعتبرت الصحيفة أن ترامب سيستخدم رمزية زيارته للمملكة في محاولة لإقناع العالم الإسلامي بأنه ليس ضده، على الرغم من الحملة الانتخابية التي شهدت له مرارًا وتكرارًا المساس بالمسلمين واقتراح حظر دخولهم للولايات المتحدة. ويأمل البيت الأبيض أيضًا أن تنتقص زيارة ترامب للمملكة من العاصفة المستمرة في البلاد بسبب اتصالات حملة الرئيس الأمريكي الانتخابية مع الكرملين. واعتبرت "التليجراف" أن التمسك بالدعم من الدول الإسلامية أمر أساسي لطموح ترامب بالقضاء على تنظيم "داعش"، والتهديد الذي تمثله أيديولوجية الإسلام المتطرف، كما تريد إدارته أن تقوم المنطقة بدور أكبر للأمن بدلًا من الاعتماد على حماية الولاياتالمتحدة. وأشارت إلى أن خطاب ترامب الذي سيلقيه خلال قمة رؤساء الدول الإسلامية كتبه "ستيفن ميلر" مهندس قرار حظر الهجرة المثير للجدل. وتشير النسخة الأولية للخطاب إلى أن ترامب سيتحدث صراحة عن حقوق الإنسان والديمقراطية، قائلًا: إنه "ليس هنا لإلقاء محاضرة، ولكن لتقديم الشراكة في بناء مستقبل أفضل لنا جميعا. وتابعت أن الرئيس سيقول: إن "هذه ليست معركة بين مختلف الديانات أو الطوائف المختلفة أو الحضارات المختلفة، هذه معركة بين أولئك الذين يسعون إلى طمس حياة الإنسان وأولئك الذين يسعون إلى حمايته"، مضيفًا "هذه معركة بين الخير والشر" ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن خطاب ترامب سيتم تدقيقه من قبل جميع العالم الإسلامي، حيث أثارت خطاباته الانتخابية غضبًا عارمًا. ونقلت الصحيفة عن الدكتور محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي - التي تتخذ من السعودية مقرًا لها قوله: إنه "يعتقد أن ترامب أوضح ملاحظاته السابقة حول الإسلام". وقال "العيسى" أن ترامب أوضح مقصده من التطرف الإسلامي، ونحن جميعنا ضد التطرف الإسلامي معه". ولفتت الصحيفة إلى أن زيارة ترامب إلى الرياض هي المحطة الأولى في بطولة دولية طموحة لمدة تسعة أيام ستشهد أيضًا زيارة إسرائيل والفاتيكان وبلجيكا وإيطاليا. وقارت "التليجراف" بين حفاوة استقبال ترامب وسابقيه، حيث قالت: إن "الملك سلمان استقبله استقبالًا حارًا، وهو ما يتناقض مع برودة الترحيب التي أعطيت لسلفه، كما استثمر السعوديون الملايين في زيارة السيد ترامب، في محاولة لإعادة العلاقات التي كانت قد تراجعت خلال حكم باراك أوباما". ونوهت إلى أن المملكة والدول الخليجية المجاورة لها تتطلع إلى تجديد خط الولاياتالمتحدة القوي على المنافس الإقليمي الرئيسي لإيران، بعد تحسن العلاقات بين طهران وواشنطن على أثر الاتفاق النووي الإيراني. فيما صرح أحد كبار الدبلوماسيين الخليجيين أن أوباما كان مذنبًا "بالإهمال الاستراتيجي" من خلال مغازلة إيران على حساب حلفائه التقليديين الخليجيين، مضيفًا أن العالم العربي يعرب عن آماله الكبيرة في زيارة ترامب. وأشارت الصحيفة إلى أنه رافق هذه الزيارة الإعلان عن صفقات تجارية ب460 مليار دولار بما في ذلك حزمة أسلحة ضخمة للمملكة. ووقع الزعيمان صفقة بقيمة 110 مليار دولار للمملكة العربية السعودية لشراء أسلحة أمريكية ومعدات عسكرية، وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون: إن "الاتفاق سيساعد السعودية على الدفاع عن نفسها ضد "النفوذ الإيراني الخبيث"، والسماح لها بدور أكبر في عمليات مكافحة الإرهاب - لتخفيف العبء على الجيش الأمريكي للقيام بهذه العمليات".