تتميز مستشفيات وزارة الصحة بأنها تقدم التسهيلات للمرضى من خلال تقديم شهادات طبية رسمية تؤكد فيها أنهم ليسوا مرضى، خاصة للذين يطلبون هذه الشهادات للعمل بالمطاعم والمقاهى والمخابز ومحلات الحلاقه والجزارة والدواجن والأسماك، وأيضا محلات بيع منتجات الألبان وشركات ومصانع الأغذية والمشروبات ومحلات العصائر، فى الوقت الذى نجد فيه أن الكثير من هؤلاء العاملين بتلك الأماكن مرضى بالفعل، ولا يستحقون هذه الشهادات الطبية المزورة، لأنه ببساطة ينقلون العدوى للمتعاملين معهم، ولا أحد يحاسبهم، لأن وزارة الصحة منحتهم صك الحماية من هذه المحاسبة، وذلك من خلال تلك الشهادات الصحية والمكتوب فيها أنهم لا يعانون من أى أمراض، كل ذلك فى مقابل سداد رسوم رسمية بإصدار هذه الشهادات، والأهم من هذه الرسوم هى الإتاوات التى تدفع للإداريين ومندوبى الأمن بالمستشفيات العامة والمراكز الصحية الحكومية. أكدت تقارير رقابية أن هذه الشهادات المزورة منتشرة فى معظم مستشفيات وزارة الصحة والتأمين الصحى، وليس مطلوبا من هؤلاء المرضى سوى صورة لبطاقة الرقم القومى و2 صورة شخصية، ومن بينها هذه الإكراميات بعد سداد الرسوم لإدارة المستشفى. وأشارت التقارير إلى أن هذه الشهادات المزورة تعتبر كارثة صحية، لأنها تستخدم فى تلك الأماكن التى تقدم المأكولات والمشروبات للمواطنين، ومن الممكن أن تنقل إليهم العدوى، خاصة أن معظم هؤلاء المرضى يعانون بالفعل من أمراض جلدية أو صدرية مثل الربو والدرن والسل. والطريف أن برنامج "انتباه" على قناة المحور للإعلامية منى عراقى كشف مافيا الشهادات الصحية المزورة من خلال المرضى أنفسهم الذين يحصلون على هذه الشهادات فى مقابل أموال تحت الترابيزة.