"لماذا لن يتخلى بوتين عن الأسد؟".. هكذا بدأت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقريرها اليوم الثلاثاء، مشيرة إلى موقف الرئيس الروسي تجاه سوريا بعد ضرب الولاياتالمتحدة لقاعدة الشعيرات السورية. وقالت "الصحيفة": "بدلاً من الاعتدال في موقفها من سوريا، فإن روسيا ليس لديها أي نية للتخلي عن مواقع في سوريا لصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية، فهناك أكثر من مليون طن من الأسلحة، و رأسمال من النفوذ خلال السنوات الخمس الماضية، عشرات المليارات من الدولارات، إضافة إلى دور روسيا من ناحية الوجود الإقليمي المهيمن والقوة العالمية المتصاعدة – جميع هذه العوامل على المحك إذا تخلى بوتين عن الرئيس السوري بشار الأسد". و لذلك فإن المسؤولية التي سيواجهها وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون خلال سفره إلى موسكو، هي محاولته منع دعم الرئيس الروسي لبشار الأسد، بعد الهجوم الكيماوي على بلدة خان شيخون، وفقًا ل"الجارديان". و أضافت أن الأحداث الأخيرة جعلت بوتين أقرب لسوريا أكثر من أي وقت مضى، حيث لاقى الهجوم الكيماوي الذي وقع الثلاثاء الماضي، تنديدًا من قبل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والمعارضة السورية، فيما قامت روسيا بالدفاع عن النظام السوري، وألقى باللوم على تنظيم القاعدة، على الرغم من عدم وجود دليل في مدينة خان شيخون على وجود أي شيء من هذا القبيل هناك".. "في إشارة إلى الكيماوي" و لفتت "الجارديان" إلى أنه بدلًا من تعديل موسكو لموقفها، فإنها عززت أقدامها، وحشدت دبلوماسييها، الذين اتهموا واشنطن بأنها تقف مع الإرهابيين. و تابعت إن "الضربة الأمريكية فاجأت بوتين، وأظهرت أن تصرفات الرئيس الأمريكي الجديد لا يمكن توقعها أكثر من فكر الأسد"، مضيفة أن عمق العلاقات بين بوتين وترامب وإمكانياتهم للتأثير على المشاكل العالمية لا يزال غير معروف، لكن هناك عدة عوامل تدفع باتجاه عدم شن هجوم عسكري آخر، أو محاولة واشنطن رعاية حل سياسي في سوريا". ورأت "الصحيفة" أنه في الوقت الذي لا يتحكم فيه بوتين بالوضع في سوريا، إلا أن الأسد يظل ورقة مهمة، ولو حاول تيلرسون دعوة الكرملين للعودة إلى حسه الأخلاقي، فإن ذلك لن يجدي لرجل استثمر الكثير من المال والدم هناك". يذكر أن البحرية الأمريكية استهدفت قاعدة الشعيرات العسكرية قرب مدينة حمص السورية، الخميس الماضي بصواريخ توماهوك، مبررة أن القاعدة أطلقت منها طائرات تحمل صواريخ كيماوية واستهدفت مدينة خان شيخون قرب إدلب.