أكد وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس طارق الملا، أن مصر تمتلك مفاتيح مستقبل الغاز في منطقة شرق البحر المتوسط، من خلال البنية الأساسية الحالية المؤهلة للمساهمة فى تحقيق الاستغلال الأمثل لإمكانيات المنطقة - حيث تقع وسط دول غنية بالغاز والبترول وكبار مستهلكي الطاقة، كما أن لديها منافذ للتجارة البحرية العالمية من خلال قناة السويس وخط أنابيب سوميد، وتشمل البنية الأساسية بنية تحتية للبترول والغاز ومعامل التكرير وتسهيلات الغاز الطبيعى المسال والوحدات العائمة للتخزين والتغييز. وأوضح أن إقامة مركز جديد للغاز في منطقة شرق المتوسط سيعود بالفائدة على جميع الأطراف، فمن ناحية ستستفيد مصر من بنيتها الأساسية الخاصة بها والتي ستحقق قيمة مضافة وتوفير فرص عمل جديدة، ومن جهة أخرى، سيتم تحقيق الاستغلال الاقتصادي الأمثل لاحتياطيات الغاز في المنطقة، مما يفتح المجال أمام المزيد من الفرص لتحقيق المزيد من الاكتشافات. جاء ذلك في كلمة وزير البترول خلال مؤتمر دول حوض البحر المتوسط الدولي التاسع للبترول والذي يعقد حاليًا بمدينة رافينا الإيطالية تحت عنوان "التحول إلى مزيج الطاقة المستدامة: مساهمة صناعة البترول والغاز". وأضاف "الملا" في كلمته - أن الحكومة تقوم حاليًا بالتعاون مع دول شرق البحر المتوسط لتحقيق هذا الهدف الطموح - حيث اتفقت مع الحكومة القبرصية على إقامة خط أنابيب من قبرص إلى مصر بما يحقق المنفعة المشتركة، كما أنها سوف تعزز من استغلال إمكانات المركز الإقليمي لشرق المتوسط. وتابع أن هناك تعاون مشترك أيضًا في صناعة البترول والغاز بين مصر والأردن والعراق فيما يتعلق بتحويل منطقة البحر المتوسط لمركز محوري للطاقة. وأشار إلى أنه تم فى السنوات القليلة الماضية اكتشاف كميات كبيرة من الغاز في منطقة البحر المتوسط والتي تعد نتيجة رحلة طويلة بدأت في أوائل السبعينيات، و تم تعزيز هذه الجهود مع تحقيق أحدث الاكتشافات العملاقة في مصر بالمياه العميقة بالبحر المتوسط "حقل ظهر" باحتياطيات تصل الى 30 تريليون قدم مكعب من الغاز، حيث يعتبر أكبر كشف للغاز الطبيعى على الإطلاق في البحر المتوسط، فضلًا عن كونه واحدًا من أكبر اكتشافات الغاز في العالم، حيث فتح المجال لإمكانية تحقيق اكتشافات أخرى، مما يحفز شركات البترول العالمية على زيادة الاستثمار في مجال استكشاف الغاز في مناطق الامتياز بالمياه العميقة المجاورة لحقل ظهر.