الشائعات تضرب قرية المهدات.. والأمن يسيطر على الموقف شهدت قرية المهدات التابعة لمجلس قروي العديسات بمركز الطود في الأقصر، اضطرابات خلال اليومين الماضيين، بسبب فتنة طائفية وقعت بين مسلميي ومسيحيي القرية. وترجع أسباب انفجار الأزمة إلى اختفاء فتاة مسيحية قيل إنها اعتنقت الإسلام وأخفتها أسرتها، الأمر الذي أدى إلى خروج مظاهرات تطالب بظهور الفتاة للإعلان عن موقفها من الإسلام، وقعت على أثرها اشتباكات بين الأمن والأهالي أسفرت عن إصابة 7 ضباط ومجندين. وتعود تفاصيل الواقعة إلى قيام مجموعة من الشباب، عصر أول من أمس الخميس، بالتجمهر أمام منازل الأقباط، بقرية المهدات، مطالبين أسرة الفتاة أميرة جرجس خليل 17 عامًا، بالصف الثالث الثانوي، بالإرشاد عن مكان تواجدها، واتهم الشباب أهالي الفتاة بتعذيبها وإخفائها عقب اعتناقها الإسلام. تضارب الروايات وقال "ع. ع" من أهالي القرية، إن شائعات ترددت بين أهالي القرية خلال الأسبوع الماضي، بأن الطالبة أميرة (التي دائما ما تحصل على مراكز متقدمة في دراستها بمدرسة علي العديسي الثانوية) اعتنقت الإسلام منذ عام ونصف سرًا دون أن تخبر أسرتها، ولا يعلم بذلك سوى البعض من أصدقائها المقربين، متابعا: "وخلال الشهر الماضي فوجئت والدتها بقيامها بأداء صلاة الفجر سرًا داخل المنزل، وبتفتيش حقيبتها تم العثور على مصحف، مما أدى إلى قيام أسرتها بمعاقبتها وإخفائها منذ ذلك الحين"، على حد قوله. وأضاف ابن قرية المهدات ل"التحرير": "بعد طول فترة غياب أميرة، همّ صديق لها بالسؤال عنها، فأخبرته أسرتها بأنها أصيبت بكسر في قدمها، ومتواجدة بمحافظة القاهرة إلى حين شفائها، ونقل ذلك الشخص لمجموعة من الأهالي الواقعة، مما دعا إلى قيامهم بالتجمهر أمام منزلها للمطالبة بظهورها، والإعلان عن موقفها من اعتناق الإسلام أو العكس". ونفى "ا.ظ" أحد أهالي قرية المهدات واقعة اعتناق أميرة الإسلام، قائلا إن مجموعة من التيارات الدينية المتواجدة بالقرية اختلقت قصة اعتناق الفتاة الإسلام وطالبت أحد الشباب بتسليمها لهم لزرع الفتنة بين المسلمين والأقباط، مشيرًا إلى قيام الأسرة بإخفاء الفتاة فور تجمهر الأهالي أمام المنزل تخوفًا من اختطافها. وأكد كذلك نفي مصادر كنسية ذلك الأمر، معللا قيام والد الفتاة بالخروج بها خارج القرية منعا لحدوث مشاكل. وفور تجمع الأهالي أمام منزل الفتاة، تم إبلاغ النجدة، وتدخل قوات الأمن برفقتهم محافظ الأقصر محمد بدر واللواء عصام الحملي مدير الأمن، حيث تمت تهدئة الأمر في اليوم الأول، وعمل محاضر في قسم الشرطة ببلاغات للطرفين. انفجار مفاجئ وروى مصدر أمني انفجار الواقعة مجددا أمس قائلا إن مدير الأمن، وعدد من القيادات الأمنية، ووكيل وزارة الأوقاف، شهدوا صلاة الجمعة بمسجد القرية لمحاولة حث المواطنين على نبذ العنف والخلاف، وترك الأمر لما تقوم به النيابة العامة من تحقيقات، إلا أن مجموعة من الأهالي تظاهروا وتدخلت قوات الأمن ورشقهم بالحجارة من البعض، وردت القوات عليهم بالغازات المسيلة للدموع لتفرقتهم. وأسفرت الواقعة عن إصابة 3 ضباط بجروح قطعية و4 مجندين بإصابات بالغة الخطورة، و القبض على 11 شخص، بتهمة إثارة الشغب ومقاومة السلطات، ومخالفة قانون التظاهر. احتواء موقف ووصل إلى محافظة الأقصر الشيخ طايع جابر رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، لعقد اجتماع مع أئمة إدارة الطود التابعة لها القرية، لتكليفهم بضرورة حث المواطنين على نبذ العنف والتعصب، وتهدئة الأمر. وأشارت مصادر إلى أن لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان تدرس التوجه إلى القرية لمتابعة الأزمة، بالإضافة إلى قيام العديد من لجان فض المنازعات بالتدخل لإنهاء الأزمة. وتشهد القرية في الساعات الأخيرة حالة من الاستقرار والهدوء، مع إعلان حالة الاستنفار الأمني وغلق الطرق الرئيسة بها من قبل قوات الأمن مع تكثيف تواجدها بالداخل، تحسبًا لوقوع اشتباكات بين الطرفين، فيما تجري النيابة العامة تحقيقاتها في البلاغات التي قدمت إليها، للتوصل إلى حقيقة الأمر.
