لا أصدق أن هناك دولة فى العالم تستدين من طوب الأرض إلا مصر التى تتبارى فيها الحكومة فى طلب قروض بملايين بل بمليارات الدولارات من كثير من دول العالم، ومن بينها قرض صندوق النقد الدولى الذى جاء بشروطه الصعبة، وأيضا البنك الدولى والبنك الإفريقى ومجلس التعاون الأوروبى، ولا ينقص الحكومة إلا الاستدانة من البنوك السودانية، فى الوقت الذى تنفق فيه الحكومة المليارات على استيراد السلع الترفيهية للأغنياء فقط، بالإضافة إلى شراء سيارات فاخرة للوزراء والمحافظين، ولم تنسَ قيادات مجلس النواب بسيارات مصفحة بلغت قيمتها 18 مليون جنيه. والطريف أن وزيرة التعاون الدولى التى تدعى سحر نصر أكثر الوزراء حصولا على قروض من المؤسسات الدولية بحجة تنمية الصعيد، فى الوقت الذى تتجاهل فيه الحكومة محافظات الصعيد التى تعانى الفقر الشديد. ومما يثير الدهشة أن رئيس الحكومة لم يجد أحدا لتولى حقيبة الاستثمار إلا الست سحر، ليكون فى حوزتها وزارتان، كأن مصر قد فشلت فى إنجاب رجال على مستوى الخبرة والمسئولية لتولى أى وزارة، أو كما يدعى شريف إسماعيل أن كثيرا من المرشحين لتولى حقائب وزارية اعتذروا، ولكنه احتفظ بسر الاعتذار لنفسه. بقى أن نتساءل: من يتحمل سداد القروض الضخمة التى تحصل عليها الحكومة بما عليها من فوائد على مدى السنوات القادمة؟ والإجابة: هى الأجيال القادمة، أحفادنا هم الذين سيدفعون الثمن.