الشوارع المحيطة بمقر مجلس الوزراء شهدت، أمس، يوما جديدا حافلا بحالة الحصار الذى يفرضه آلاف العمال والموظفين الغاضبين على الأوضاع، فبعد انفضاض «هوجة» المعلمين وعلى وقع هتاف «يا شرف يا ابن التحرير.. فين وعودك بالتغيير؟» تزاحم الفنيون الصحيون الذين توافدوا من أقاليم الجمهورية أمام مقر حكومة شرف، فضلا عن عمال النقل المستمرين فى إضرابهم، وانتهاء بموظفى العمالة المؤقتة القادمين من محافظة الشرقية طمعا فى «نظرة» من الحكومة تسمح لهم بالتثبيت قبل الممات. الآلاف من أعضاء النقابة المستقلة للعلوم الصحية التى تضم الفنيين الصحيين بمختلف محافظات الجمهورية احتشدوا فى مسيرة ضخمة باتجاه مجلس الوزراء، رافعين اللافتات والشعارات المعبرة عن مطالبهم، التى لخصوها فى حافز الإثابة 200% وكادر مالى ووظيفى، وتحويل المعاهد الفنية الصحية لكليات علوم طبية وحق فنيى الأسنان فى إنشاء معامل خاصة، ورفع بدل المخاطر إلى 100% وبدل النوبتجية من 5 جنيهات إلى 35 جنيها والسهر إلى 75 جنيها، ورفع بدل الانتقال وتمثيل الفنيين فى إدارات المستشفيات وبدل التعرض للأشعة وبدل العدوى، بينما قال حسام عبد الله، الأمين العام للنقابة ل«التحرير» إنه فى «حال عدم الاستجابة لمطالبنا سننظم الإضراب الشامل فى الثانى من أكتوبر المقبل» بينما ردد المتظاهرون من حوله «زنجة زنجة ودار دار حقوقنا مش عايزة قرار».
وعلى بعد خطوات من ذات المكان، واصل المئات من عمال النقل العام من مختلف الجراجات تظاهرهم رافعين لافتات «أين العدل يا أهل العدل» ولافتات أخرى تحمل مطالب العمال فى الهيئة بحافز الإثابة والضم لوزارة النقل وتطهير الهيئة من الفساد، مرددين هتافات «بص شوف السرقة على المكشوف» بينما رفض العمال عرض الوزير بتعليق الإضراب والدخول فى مفاوضات، فى حين أن الجراجات التى لم تكن بدأت الإضراب توقفت، صباح أمس، حتى وصلت نسبته فى جراجات الهيئة إلى 100%.
ومن خارج القاهرة جاء المئات من العاملين المؤقتين بمحافظة الشرقية للمطالبة بالتثبيت مرددين هتافهم «يا عصام يا ابن التحرير فين وعودك بالتغيير؟» رافعين اللافتات المطالبة بالتثبيت، من بينها «إلحقونا إلحقونا من التثبيت بيحرمونا». أحد المتظاهرين قال ل«التحرير» إنهم جاؤوا ممثلين ل6335 عاملا مؤقتا فى المحافظة الشرقية يعملون فى كل مشاريع المحافظة من كل التخصصات، بينما لا يتجاوز أجر العامل 400 جنيه، وتتراوح مدد خدمتهم من 15 إلى 25 سنة، ولم يتم تثبيتهم حتى الآن، مضيفا «توقعنا أن تنصفنا الثورة وتعطينا بعض حقنا وإذا لم نأخذ حقنا فى التعيين اليوم فماذا ستعطينا الثورة؟».