هى عاتكة بنت زيد، أخت سعيد بن زيد، وبنت عم عمر بن الخطاب، صحابية زى القمر (مش أنا اللى بقول، ده كل كتب التاريخ تحدثت عن حسنها وجمالها الذى خطف القلوب فى عهد النبوة وما بعده) وكانت شاعرة أيضًا، أول من تزوجها هو عبد الله بن أبى بكر الصديق، وأحبها حبًا شديدًا وصل إلى درجة العشق الذى ينافس قصص قيس وليلى وعنتر وعبلة وروميو وجوليت، وتقول الرواية كما ذكرها بن سعد فى طبقاته: «إنه رآها فى المدينة بصحبة أخيها سعيد بن زيد، فأعجب بجمالها وملكت عقله وتزوجها (مش معقولة يكون شاف عينيها بس كما يدَّعى الإخوة الأفاضل، رمش عينيها جرحه)، حتى لاحظ أبوه أبو بكر، أنه لا يذهب إلى الصلاة بما فيها صلاة الجمعة!! فأمره بطلاقها، وألح فى طلبه ذلك، وقال له إنها فتنتك فرفض عبد الله وأنشد يقول: يقولون طلقها وأصبح مكانها مقيمًا تمنى النفس أحلام نائم وإن فراقى أهل بيت أحبهم وما لهم ذنب لإحدى العظائم فلم يزل أبوه به حتى طلقها»، إلا أنه ندم واشتد حزنه، وسمعه أبوه ينشد شعرًا حزينًا فيها يقول: فلم أرَ مثلى طلق اليوم مثلها ولا مثلها فى غير ذنب تطلق لها خلق جزل ورأى ومنصب وحلم وعقل فى الأمور ومصدق فرقّ له أبوه وأمره بمراجعتها، فأعادها إلى عصمته وعاشا معًا فى سعادة وهناء.. إلا أنه يبدو أن عبد الله بن أبى بكر كان يشعر رغم شبابه أنه سيموت قريبًا ويترك حبيبته فاتفق معها على أن لاّ تتزوج بعده إذا مات عنها فى مقابل أرض أعطاها لها. وشهد عبد الله بن أبى بكر غزوة الطائف فرماه أبو محجن الثقفى بسهم، وظل جريحًا ينزف حتى مات سنة 11ه، وحزنت عاتكة حزنًا شديدًا على زوجها الحبيب وقالت فيه شعرًا حزينًا.. وآليت لا تنفك عينى سخينة عليك ولا ينفك جلدى أغبرا فلله عينا من رأى مثله فتى أعف وأكفى فى الأمور وأصبرا وعاشت عاتكة بعده متبتلة ترفض الراغبين فى الزواج منها على كثرتهم. (حب وهيام وعشق وشعر فى عصر النبوة)، المهم وافقت عاتكة على أن لا تتزوج بعده، فى مقابل الحديقة التى وهبها لها عبد الله، وواضح أيضًا، أن أباه دفعه إلى حروب الردة، علَّه يشفى من حبها، فاستشهد هناك. مات أبو بكر وتولى عمر الخلافة وقال لها: «إنكِ ما زلتِ صغيرة، وليس لك حق فى هذا العهد الذى أخذتيه على نفسك، ومن حقك أن تردى الحديقة، وتتحللى من عهدك» وطلبها للزواج (خلى بالكم عمر كان متزوجًا من أربعة قبلها وكان الطلاق مصيرهن جميعًا، لا أعلم لعزوفه عنهن، أم عدم تحملهن لشدته المعروفة). وعلمت السيدة عائشة بقرارها فأرسلت إليها تقول: ردى علينا أرضنا، فردتها.. وتزوجت عاتكة عمر وأقام لها وليمة ودعا الصحابة، فلما اجتمعوا قال على بن أبى طالب يا أمير المؤمنين أتأذن لى أن أميل رأسى إلى خيمة عاتكة وأكلمها، فقال: نعم، فأمال على رأسه وقال: يا عاتكة أين قولك: فآليت لا تنفك عينى سخينة عليك ولا ينفك جلدى أغبرا أى يذكرها بعهدها القديم مع زوجها عبد الله بن أبى بكر، فبكت عاتكة فقال عمر: يا أبا الحسن ما دعاك إلى هذا؟ كل النساء يفعلن ذلك.. وقالت السيدة عائشة تتندر على شِعرها السابق: آليت لا تنفك عينى قريرة عليك ولا ينفك جلدى أصفرا (واضح هنا شغب السيدة عائشة معها، فقد استبدلت أغبرا بأصفرا، فأغبرا، تعنى أنها استغنت عن الزواج، وأصفرا، كناية على أنها صغيرة على الترمل، وما زالت تحتاج إلى الرجال، وعائشة بالمصطلح المصرى كانت عمتها أى أخت زوجها عبد الله بن أبى بكر). نلاحظ أيضاً أن عمر بن الخطاب، فى ظل خلافته وإدارته للأمة الإسلامية الكبيرة، لم ينس حظ نفسه من الزواج من أجمل نساء المدينة فى هذا الوقت، وكانت الدعاية والإعلان فى هذا الوقت هو الشعر، وكانت أشعار عبد الله وأشعارها تخلد قصة الحب الكبيرة بينهما، ما زالت قصتها مليئة بالإثارة والتشويق. نكمل غداً إن شاء الله.