عداء التيارات المتطرفة حول العالم للفن ليس بالجديد وتظاهر المئات من المتشددين في بنجلاديش ضد تمثال "سيدة العدالة" هو أحدث حلقة في مسلسل استمر طوال السنوات الماضية. وكان مئات من الإسلاميين قد خرجوا للشوارع في عدد من المدن الكبرى ببنجلادش ، للمطالبة بإزالة تمثال سيدة العدالة، الذي وضع العام الماضي على مقر المحكمة العليا، وهدد قادة “حفظة الإسلام” البنغالية -جماعة تتألف من معلمين وطلاب مدارس يناضلون من أجل قانون التجديف- بتنظيم مظاهرة في انحاء البلاد يوم 10 مارس المقبل ، ما لم يتم إزالة التمثال فورا. وطالبت الجماعات الإسلامية بإزالة تمثال المرأة معصوبة العينين التي ترتدي الساري وتحمل الميزان والسيف في يديها، مؤكدين على أن التمثال "صنما" ويمثل "الآلهة اليونانية ثيميس معاد للإسلام". وفي يوليو 2015 نشر تنظيم داعش بعض الصور التي تظهر شخصا مدنيا يحطم تماثيل واثار تدمر، ولا يعتبر تحطيم هذه التماثيل للمرة الاولى من قبل التنظيم، حيث صرحت الحكومة السورية أن داعش اقدم على تحطيم تمثال أسد اللات الذي يساوي وزنه 15 طن. وفي نفس العام قام التنظيم باعتداء جديد طال أحد أهم الأماكن الأثريّة في الموصل وهو متحف المدينة، مخلّفاً وراءه دماراً في التماثيل والآثار التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، ويعتبر متحف الموصل أحد أهم المتاحف العراقيى ويُعد في المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد متحف بغداد،وتأسس عام 1952 وكان مقتصراً على قاعة صغيرة إلا أنه تم إنشاء المبنى الجديد للمتحف والموجود في يومنا عام 1972 حيث ضمت بنايته الجديدة 4 قاعات أحدها للآثار القديمة وأخرى للآثار الآشورية وثالثة للآثار الحضرية والأخيرة للآثار الإسلامية. وفي مارس 2001 قامت عناصر تنظيم طالبان المتطرف بتفجير تمثالي بوذا الأثريين المنحوتين على منحدرات وادي باميان بوسط أفغانستان مستخدمين في ذلك الديناميت، ويعود تاريخ بِنائها إلى القرن السادس الميلادي؛ حيث بُني التمثال الأصغر عام 507 والأكبر 554 ، عندما كانت منطقة باميان مركز تجارة بوذياً وهي مثال على الفن الهندو أغريقي الكلاسيكي في تلك الحقبة. وتعتبر المنطقة جزءاً من ما يعرف بطريق الحرير التاريخي، وعبر القرون عانى التمثالان من دمار شديد لكن حركة طالبان هي التي اجهزت عليهما. وفي ابريل 2015 حطم عناصر من تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابية، مثال أحد قادة قائد الثورة السورية ضد الاستعمار الفرنسي، إبراهيم هنانو، في منطقة السبع بحرات وسط مدينة إدلب التي تسيطر عليها الجماعة المرتبطة بالقاعدة قبل ايام. وأثار قيام الجبهة المتطرفة بتحطيم التمثال موجة غضب عارمة في الأوساط الشعبية السورية، لما للزعيم السوري الراحل من رمزية كبيرة في التاريخ السوري، خصوصاً وأنه أحد أبرز القيادات التي كافحت الاستعمار في وقت دافع بعض الناشطين المؤيدين للتنظيم عن الأمر بحجة أنه “صنم يجب تحطيمه”. وفي فبراير 2013 قامت مجموعة ارهابية مسلحة بقطع رأس تمثال للشاعر أبو العلاء المعري في مسقط رأسه في مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.. أن مجموعة مسلحة في مدينة معرة النعمان اقدمت على قطع رأس النصب التذكاري للشاعر والفيلسوف والأديب العربي أبو العلاء المعري الذي ولد في معرة النعمان؛ لافتة إلى أن اصابع الاتهام تشير إلى جبهة النصرة المتطرفة بقطع رأس التمثال، كما عرضت الوكالة صورا وقالت إنه التمثال بعد التعدي عليه وتظهر الصور تمثالا نصفيا بني اللون مقطوع الرأس وعليه اثار طلقات نارية مرميا.