نشر موقع مجلة "فورين بوليسي" الأمريكي، تقريرا، اليوم الجمعة، قال فيه إنّ الولاياتالمتحدة برئاسة دونالد ترامب تبدأ حاليا خطوات عملية للاستفادة القصوى من شراكتها مع مصر. وشبّهت المجلة، حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأسطورة أبو الهول، لأنها عبارة عن مجموعة من المتناقضات، إذ بإمكان الحكومة المصرية أن تكون مشكلةً عويصة أو شريك هام في المنطقة، وسوف تكون من مهام إدارة ترامب أن تصيغ سياسة للمنفعة المتبادلة بين الدولتين، والتي سوف تدفع الدولتين في طريق إنتاجيّ. وتساءلت المجلة في تقريرها، كيف يمكن للولايات المتحدة الاستمرار في مساعدة المصريين؟ وأين تقع مصالح الولاياتالمتحدة بالنسبة لمصر؟ أجابت المجلة قائلة، أولا، يجب علينا ضمان علاقة عمل جيدة بين إسرائيل ومصر، وهذا موجودٌ بالفعل على هيئة شراكة إيجابية تشمل مشاركة المعلومات والخطط الأمنية والمنافع التجارية التي تعود على كلا الجانبين بالمنفعة. وتستطيع الولاياتالمتحدة تحسين تلك العلاقة عن طريق التشجيع على التعاون العسكري بين الجانبين، ولحسن الحظ فإن وزير الدفاع الجديد الجنرال جيمس ماتيس، يعرف جميع المشاركين العسكريين في المنطقة منذ أن كان في الخدمة، ويجب عليه القيام برحلة إلى العاصمتين المصرية والإسرائيلية للتأكيد على أهمية العلاقات بين الدولتين داعمًا تلك الرحلات بزيادة في التمويل العسكري والتكنولوجي. وأضافت المجلة، ثانيا، من أهم العلاقات بالنسبة للولايات المتحدة، هي العلاقة بين مصر والسعودية، والتي أصبحت متوترة في الفترة الأخيرة، إذ تسعى الرياض للسيطرة على العالم السُنّي وقيادته، وتريد من مصر أن تكون شريكا طوعيا، ولكن المصريين يرون أنفسهم كقادة وغير مستعدين لاتّباع ما تُمليه السعودية بشأن اليمن والعديد من القضايا الإقليمية الأخرى، كما أن البلدين لهما نزاع على جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر، ويجب على الولاياتالمتحدة أن تعمل جاهدة لمساعدة هذين الحليفين الهامّين في رؤية أن الأخطار التي تسببها الشيعة في إيران هي القضية الأمنية الهامة في المنطقة، ويجب على وزير الخارجية الجديد ريكس تيلرسون أن يقوم بزيارة إلى الرياض والقاهرة. ثالثا، حسب قول المجلة، تستطيع الولاياتالمتحدة المساعدة في زيادة النمو الاقتصادي في مصر، فالتعاون بين الحكومتين الأمريكية والمصرية يُضفي الشرعية الدولية على الحكومة المصرية، مما قد يساعد في فتح وزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر، وفي هذه النقطة، كانت مُكالمة السيسي لترامب في بداية رئاسته حركة ذكية للغاية، ويُمكن أيضا للولايات المتحدة أن تُوفِّر الدعم الدبلوماسي لمصر في الهيئات الاقتصادية الدولية مثل بنك الطعام، وصندوق النقد الدولي وهيئات الأممالمتحدة المختلفة. ويجب أن تدرك إدارة ترامب أيضا، أنّ الهجرة إلى الولاياتالمتحدة هي قضية اقتصادية مهمة لمصر، ويجب أن تعترف الولاياتالمتحدة بالحاجة إلى السفر الشرعي للطلاب ورجال الأعمال والأكاديميين المصريين إلى أمريكا، وغيرهم ممن يمكن أن يُساعد ويصبح سفيرا ثقافيا فعّالا. وتابعت المجلة، رابعا، يجب علينا العمل مع شركائنا المصريين لضمان أمن قناة السويس، وهذا سوف يتطلب مستوى جديد من الشراكة في مجال المعلومات الاستخباراتية بين الدولتين، وتطوير تكنولوجيات جديدة للمراقبة، وخطط إبداعية لمحاربة الإرهاب، وتبادل متكرر للمعلومات البحرية الصناعية. وأخيرا، بحسب المجلة، من الممكن أن تُشجّع الولاياتالمتحدة مصر على العلاقات الإقليمية، بخلاف العلاقات التقليدية مع إسرائيل والسعودية، مثل اليونان وقبرص. وفي النهاية، فأنّ المصالح المصرية تتشارك مع المصالح الأمريكية في نقاط كثيرة، أكثرها أهمية في كونهما حليفان مهمان لإسرائيل، وعلى الأمريكيين أن يفعلوا كل ما في وسعهم لمساعدة شركائهم المصريين؛ لأن الاستقرار والنجاح سيكونان ضروريان لتقدُّم المنطقة بأسرها.