حرص وزير التربية والتعليم، الدكتور طارق شوقي، على عقد مؤتمر صحفي مع وسائل الإعلام المختلفة، فور وصوله لمقر الوزارة وعقب أدائه حلف اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي اليوم الخميس. وقال شوقي، في المؤتمر "إنه ليس ضد مجانية التعليم؛ لأنه تعلم في مدارس حكومية وجامعات حكومية"، موجهًا الشكر للدولة التي وفرت له هذا، معقبًا: "ليس من العيب أن نطرح سؤال، هل هناك مجانية حقيقية للتعليم على أرض الواقع، أم يدفع ولي الأمر الثمن في الدروس الخصوصية، التي تقدر بمبلغ 30 مليار جنيه"، وأضاف: "لابد أن نفتح ملف مجانية التعليم، أنا لست ضده، لكن لابد من مناقشة ميزاينة التعليم والتي تمول من موازنة الدولة وجيوب الأهالي". وحول نظام "البوكليت" المزمع تطبيقه في امتحانات الثانوية العامة، عقب: "هذا يعد حل وقتي ومرحلي هدفه منع التسريب والغش فقط، لكن لا يحقق الهدف الأساسي لنظام التقييم وهو معرفة إبداعات ومواهب الطلاب"، منتقدا نظام الامتحانات الحالي قائلًا: "مفيش حاجة اسمها إجابة نموذجية، وهناك طلاب ثانوى يربطون المجموع بطريقة التعلم، وفيه ناس نفسيتها باظت عشان مجبتش مجموع فى الثانوية العامة، فالتعليم ليس المجموع وإنما الإبداع والابتكار". وعن رأيه في قضية رواتب المعلمين، قال إن "المعلم لابد أن تكون مرتبته أكبر اجتماعيا وماليا وثقافيا في الدولة، يعني لازم يكون أهم من الطبيب والمهندس كما في ألمانيا، ولكى نصل لهذة المرحلة نحتاج لمشوار طويل والتفكير فى حلول خارج الصندوق وذلك يحتاج لدراسة دقيقة ". وعن قانون التعليم والبنود الخلافية حوله، أكد أن هناك لجنة تدرس قانون التعليم قبل التعديل الوزاري، قائلا: "سيكون هناك أكشن جامد في قانون التعليم خلال الفترة المقبلة من حيث الجودة وتراخيص المدارس". وحول زيادة المصروفات فى المدارس الخاصة، قال: "لابد أن يعتمد نظام التعليم فى مصر على نظام السوق، بمعنى العرض والطلب، فمن حق ولي الأمر أن يختار المدرسة التي تناسب احتياجاته وبجودة عالية، لكن ليس من حق صاحب المدرسة أن يبتزه". ووجه الوزير رسالة لأولياء الأمور والطلاب، قائلًا: "اطمئنوا إحنا عارفين كل ما يحدث في المدارس الخاصة وغيرها من مشاكل، وسنتعاون مع بعض للعمل على حل هذه الأزمات، وسيتم ذلك بالتعاون مع المؤسسات الدولية والجهات المانحة والمجتمع المدني". وتابع الوزير، "لدينا حلم نريد أن ننفذه وهو إعادة متعة التعلم للطلاب، ونتلقى دعم غير عادي من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، واهتمام كبير بالتعليم يدعو للتفاؤل"، مؤكدًا أنه مع وزراء التعليم العالي والتنمية المحلية والتعاون الدولي سيشكلون فريقًا واحدًا، ولن يعملوا في جذر منعزلة، وستكون هناك رؤية واحدة وهي أن التعليم في مصر هو المشروع القومي الأول للدولة من حيث بناء الإنسان. وشكر شوقى جميع الوزراء السابقين، مقدرا الجهد الذى بذله كلا منهم، وأوضح أنه سيجرى حفلا لهم داخل الوزارة تقديرا لجهودهم التى قدموها خلال الفترة الماضية، واعدا ألا يكون هناك قرارات مفاجئة أو بتوقيت خاطئ، ووعد شوقي بعدم خروج قرار دون مشاركة باقى الجهات، قائلا: "قريبا جدا سننشئ بوابات إلكترونية لنطلع ونستمع لآراء المعلمين وأولياء الأمور والإعلاميين والبرلمانيين، في محاولة لإدارة الوقت والمنظومة التعليمية لأفضل ما يكون"، وأشار إلى أن كل الملفات الشائكة بالوزارة ومنها البوكليت والثانوية العامة ومصروفات المدارس الخاصة، سيتم دراستها بطريقة جيدة ودقيقة ووضع جدول زمني لحل جميع المشكلات التي تواجه التعليم. وحول نظام التعليم فى مصر، كشف شوقي أنه سيكون هناك تعامل على نظامين، "الأول هو القديم، الذي يضم 20 مليون طالب و2 مليون معلم وإداري وبه العديد من المشكلات والازمات مثل الثانوية العامة والبوكليت ومصاريف المدارس الخاصة وكل الملفات الساخنة، ونظام جديد يبدأ من صفوف رياض الأطفال، من عام 2018"، مؤكدا أنه سيعمل بالتوازي على النظامين فيما يختص بالنظام القديم قد تكون هناك بعض المسكنات لحل الأزمات الطارئة، لكن الجديد سيكون له متخصصين وسيوجه له الدعم الذى سيأتى من الدول الخارجية والمؤسسات الدولية. وعن أهم المشروعات التي ستشهدها الوزارة خلال الفترة المقبلة، ذكر، أنه سيتم استكمال مشروع "المعلمون أولا"، الذي بدأه فى المجالس المتخصصة، على أن يتم التوسع في المشروع من حيث استيعاب عدد أكبر لتدريب المعلمين، إضافة إلى دراسة وضع شكل جديد لبناء المدارس بالتعاون مع وزير التنمية المحلية مستوحاة من مدارس سنغافورة، قائلا: " المدارس في سنغافورة بسيطة وتنظيمية". وحول الكتاب المدرسي، أوضح أن الكتب الورقية لم تكن المصدر الوحيد لدراسة الطالب، وهناك مصادر أخرى للمعرفة أفضل، معقبًا: "هناك فرق بين الإخراج والتلقين، ما نسعى إليه أن يكون الطالب والمعلم مخرج ومبتكر ومبدع، فإذا سألناه في أي عام ولد نابليون فهو سؤال يستطيع الطالب أن يحصل على إجابته من جوجل، بينما إذا سالناه ما وجهة نظرك في الفترة التى قاداها نابليون، فهو سؤال لم يوجد على شبكة الانترنت فيجعل الطالب يبتكر ويبدع من وجهة نظره".