لو أخطأ الصحفيون الاختيار هنخبط فى الحيط" أنا خارج كل صراعات الأجهزة والمناصب السياسية حققت إنجازات غير مسبوقة للنقابة.. ومنافستي على مقعد النقيب أشبه بمعركة الجندي فى الميدان كنت أعمل مع إبراهيم نافع من موقع المعارض.. وتاريخي ناصع البياض أرفض اتهامي بأننى أفقدت النقابة هيبتها.. وأرفض مساومة الصحفيين بورقة البدل لو وصلت معركة الانتخابات للمفاضلة بين الكرامة والخدمات فلن تقوم قائمة للكيان النقابي لست صاحب مصالح.. ولم أخض المعركة من أجل منصب أو وجاهة قبل عام إلا أقل قليلًا، اندلعت أزمة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية، اندلعت على إثر اقتحام قوات أمن مقر النقابة لاعتقال زميلين معتصمين بمقرها.. وقفت الأقلام في مواجهة البندقية، إذ صعَّدت النقابة ونقيبها يحيى قلاش ضد "وزارة الأمن". قلاش دخل في صدامٍ مع بعض أجهزة الدولة، فوصف واقعة الاقتحام ب"الفضيحة"، بل اتهم "الداخلية" بمخالفة القانون في واقعة القبض على الزميلين عمرو بدر ومحمود السقا من داخل النقابة.. هدَّد بصوتٍ عالٍ إزاء الواقعة، وقد كان. لم يسلم قلاش نفسه من الحبس والمحاكمة، فأحالته النيابة العامة، برفقة جمال عبد الرحيم السكرتير العام للنقابة، وخالد البلشي وكيل النقابة إلى المحاكمة، لاتهامهم بإيواء عناصر صادر بحقهم أمر قضائي بالضبط والإحضار في جنايات وجنح معاقب عليها قانونًا، وهما عمرو بدر ومحمود السقا، فصدر ضدهم حكمٌ بالحبس عامين وغرامة عشرة آلاف جنيه لإيقاف التنفيذ. قلاش قرر خوض غمار انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين، في معركة سيكون منافسه فيها عبد المحسن سلامة. بعد قراره بالترشح، فرض تساؤلٌ نفسه عن إمكانية تضرُّر قلاش من صدامه مع "الدولة"، فحاورته "التحرير" لمعرفة أسباب خوضه للمعركة الانتخابية، وأهم ملامح برنامجه الانتخابي الذي سيخوض به الانتخابات. وإلى نص الحوار..
انحصرت المنافسة على مقعد النقيب بينك وبين عبد المحسن سلامة بعد اعتذار ضياء رشوان.. فكيف تراها وما هي حساباتك فيها؟ حساباتي فى تلك المعركة أشبه بحسابات الجندي فى الميدان، فهي معركة استثنائية وليست معركة عادية، وعنوانها مختلف عن كل المعارك السابقة، وإذا انصب الحديث طوال الوقت على أن تكون الكرامة في مواجهة الخدمات ومن يرفع البدل عن الآخر نعطي له صوتنا، فلن تقوم قائمة لهذا الكيان النقابة. ألست متخوفًا من تدخل الدولة ضدك من أجل إسقاطك في المعركة الانتخابية بعد أزمتك الأخيرة؟ الدولة فضاء واسع وليست مجرد مؤسسة نتفق أو نختلف معها، ونحن ننضوي جميعًا تحت مظلتها، وبالتالي هي تتعامل مع كيان يحترم نفسه وله دور وتاريخ وداخله كل رموز القوى الناعمة التي أثَّرت في كل محيط الوطن العربي، وليس مع أشخاص بعينها.. إحنا مش حاجة بسيطة واللي باصص من خرم إبره علشان ينجح في الانتخابات يبقى بيبيع بالرخيص. يجب أن نتمسك جميعًا بما هو خيرٌ وأبقى، وأريد هنا أن أشير أنني لا أخوض هذه المعركة بحسابات المعادلة الرياضية، وأنا منفتح على الجميع. وما هو الرهان الذي تراهن عليه في معركتك الانتخابية؟ رهاني أن العقل الجمعي للجماعة الصحفية طوال عمره سيحافظ على هذا الكيان في كل الأوقات، وتاريخ النقابة يؤكد هذا الأمر، وأؤكِّد أنَّها ليست معركة نقيب أو مجلس ولكنها معركة كل الصحفيين، ويترتب على قرارهم مستقبل هذا الكيان النقابي لفترة طويلة قادمة.. ومن يضع الكرامة في مواجهة الخدمات يخسر كثيرًا لأنَّه لا حقوق بدون كرامة، ومن يفرِّط في كرامته لن تأتي إليه حقوقه ولن يحترمه أحد. البعض يرى أنَّ نقابة الصحفيين فقدت هيبتها تحت قيادتك بعد اتهامك بالفشل في إدارة أزمة اقتحامها، فما تعقيبك؟ الدولة التي تعطي للنقيب ما لم تعطه لأحد اعتقد أنَّه بمثابة تقدير للنقيب نفسه والكيان النقابي بأكمله، وأزعم أنني كنت مستقلًا وندًا ولم أطلب شيئًا لمصلحتي، وكنت في مفاوضات مع الجميع طوال الوقت من أجل حقوق الصحفيين، وهيبة النقابة لا يعني تسليمها لمن يدوس على كرامتها، لأنَّ ما حدث كان إهانة كبيرة، وهو ما انعكس على مشهد حضور 5000 آلاف صحفي لنقابتهم لردع هذا الاعتداء. أنا كنت ضمن هؤلاء الغاضبين، وكنت أرى حدثًا غير مسبوق في تاريخ النقابة منذ 75 عامًا، وإاذا لم نكن جميعًا نرى أنَّ هذا تجاوز فهناك شيئًا ما غير منضبط.. هذا ليس موسم بيع النقابة أو كرامتها أو هيبتها، وفقدان الهيبة والكرامة سوف نراه رؤي العين في الاختيار. بماذا ترد على اتهامات البعض لك بأنَّ النقابة لم تنجز شيئًا على المستوي الاجتماعي والاقتصادي والتشريعي للصحفيين أثناء توليك المجلس؟ هذا الكلام عارٍ تمامًا من الصحة، فأنا أؤكِّد أنَّني نجحت أنا ومجلس النقابة في إصلاح الخلل المالي في ميزانية النقابة، وإنقاذها من العجز المزمن الذي كاد أن يهدِّد استمرار أداء النقابة لالتزاماتها في تأمين حقوق أعضائها في العلاج والمعاشات وصندوق التكافل وغيرها من الخدمات الأساسية، وأسفرت هذه الجهود عن تعزيز المركز المالي للنقابة لتسجل ميزانيتها أعلى رقم في تاريخها. ساعد على ذلك ما نجحنا في تدبيره من موارد إضافية بلغت نحو 62 مليون جنيه، من عدة مصادر في مقدمتها دعم مالي غير مسبوق من الدولة، إلى جانب حصيلة الرعاية المالية في احتفالات اليوبيل الماسي، وإصرارنا على تطبيق مبدأ الالتزامات المتبادلة بين النقابة والصحف والمؤسسات المختلفة، بحصول النقابة على حقوقها وفقا للقانون في نسبة الإعلانات والتمغة،كما زادت قيمة القروض بدون فائدة من ثلاثة آلاف جنيه إلى خمسة آلاف جنيه للصحفي، واستحداث قرض للشباب المتزوجين حديثا بقيمة عشرة آلاف جنيه، واستفاد من هذه القروض ما يزيد على 600 صحفي بإجمالي مبلغ ثلاثة ملايين جنيه بدلًا من مليون جنيه كانت مخصصةً من قبل لهذه القروض. رفعنا حد الاستفادة للمشتركين بمشروع العلاج إلى 20 ألف جنيه كحد أقصى تكميلي بدلًا من 15 ألف جنيه سابقًا، مع إضافة مستشفيات القوات المسلحة بالقاهرة والمحافظات، وتزايدت قيمة المعاش إلى 1150 جنيهًا بدلًا من 1000 جنيه، ورفع نسبة قيمة العلاج للزملاء بجدول المعاش إلى ٩٠٪ بدلًا من 80%، إلى جانب أنني توصلت لاتفاق مع وزارة التضامن الاجتماعي على عدم فصل أى صحفي من أعضاء النقابة إلا بعد اعتماد استمارة "6" لإنهاء الخدمة وختمها بخاتم نقابة الصحفيين، وتم تفعيل هذا القرار على جميع مكاتب التأمينات وأيضًا نجحت النقابة في الحفاظ على قطعة الأرض الوحيدة المخصصة لها حاليا بمدينة 6 أكتوبر، والتي تزيد مساحتها على الثلاثين فدانًا، بعد أن تمَّ سحب قطعتين رسميًّا قبل عامين لعدم قدرة النقابة المالية على سداد قيمتهما، وسدَّدت النقابة أكثر من ٢٧ مليون جنيه من ثمن قطعة الأرض ويتبقى علينا أكثر من ٥٥ مليون جنيه، كما استطاعت النقابة أن ترد لأكثر من 1446 زميلًا نحو 22 مليون جنيه سددوها في سنوات سابقة على ذمة حجز وحدات 6 أكتوبر منذ بداية المشروع، وتم استرداد مبلغ 13 مليونًا و152 ألف جنيه للزملاء خلال عامي 2015 و2016، وتمكنت من الحصول على نحو أربعة آلاف وحدة في مشروع الإسكان الاجتماعي، ووصل عدد الحاجزين من أعضاء النقابة حتى الآن نحو 900 زميل في هذا المشروع، إلى جانب عدد آخر سيتقدم للحجز في وحدات الإسكان الاقتصادي، إضافة إلى دفعة جديدة من الإسكان الاجتماعي. هل ترى أنَّ المرشح القادر على اللعب بورقة زيادة بدل التدريب والتكنولوجيا يستطيع أن يحسم المنافسة على منصب النقيب؟ الجماعة الصحفية ترفض طوال عمرها المساومة تحت مسمى زيادة البدل، وحصلوا على بدل التدريب والتكنولوجيا أكثر من مرة من موقع الكرامة، وهم يعلمون جيدًا أنَّ النقيب الذي حافظ على كرامتهم وعلى هامش الندية هو الذي أتى بالخدمات وقرر أحقية الصحفيين بالبدل، وأدلل هنا أنَّ اللجنة التي شكَّلها رئيس الوزراء منذ ثلاثة أشهر لبحث أزمة الأجور والأوضاع الاقتصادية للصحفيين ممثلةً في نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للصحافة ووزارة المالية، أكَّدت في تقرير تمَّ رفعه لرئيس الوزراء بأنَّ البدل أصبح جزءًا أصيلًا لمرتبات الصحفيين وأنَّه حق لجميع أعضاء الجمعية العمومية دون تمييز وأنَّه لابد أن يزيد بغض النظر عن ارتباطه بأي انتخابات تخوض هذه المعركة، وبنسب التضخم سنويًّا وبنصوص الأحكام القانونية الصادرة الخاصة بالبدل والتي تؤكد هذا الحق، وأكَّدنا في هذا التقرير أنَّ البدل مهما ارتفعت قيمته يبقى مجرد مسكن لا يعالج المشكلة المزمنة والداء الحقيقي للصحفيين التي لابد أن نبدأ بها على الفور. بعض المرشحين لوَّحوا أنَّ وجودك فى منصب سكرتير العام لنقيب الصحفيين الأسبق إبراهيم نافع نقطة سوداء في تاريخك النقابي، كيف ترد عليهم؟ لابد أن نفرِّق بين عده أمور.. بين الدولة نفسها بكياناتها ومؤسساتها وبين جهاز أمن الدولة وبين بعض أجهزة الدولة، ونحن لسنا محلقين في الفضاء، والجميع يعلم أنَّني كنت مع إبراهيم نافع من موقع المعارض، وكان الآخرون يأتون بالتعليمات، ويفعلون ما يمليه عليهم نافع، وانا كنت سكرتير عام النقابة في فترات مختلفة وأفتخر بما أنجزته، وسجلي وتاريخي ناصع البياض. أنا خارج صراع الأجهزة وأيضًا خارج أي صراع للمنافسة على المناصب السياسية، وكذلك خارج الصراع على الهيئات الإعلامية، وبالتالي أنا أزعم أنَّ همي الوحيد وتاريخي طوال السنوات الماضية هو الدفاع عن هذا الكيان النقابي، ومن لديه عكس ذلك فليخرج ليقدمه للرأى العام، وكلنا زملاء ونعلم بعضنا جيدًا، وأتمنى أن تكون المنافسة شريفة ومحترمة وفيها احترام لهذا الكيان النقابي، وأؤكد أنَّ الاختيار الخاطئ سينتهي بنا إلى أن ندخل فى الحيط ونفرط في كرامتنا. ما ردك على ما أثير أنك ستخوض الانتخابات بقائمة محُددة؟ هذا الكلام قديم، وعفى عليه الزمن، وإشاعة ثابتة في كل انتخابات نقابية، ودائمًا ردها واحد، أنَّه لا يجوز في نقابة الرأي والحريات والتعدد والتنوع أن تجبر الناس على الاختيار، لأنَّنا لسنا نقابة مليونية لكي نقوم بعمل قائمة انتخابية ولكننا زملاء نعرف بعضنا بالاسم، ولا يليق بنا كنقابة أن نطرح قائمة ونجبرها على الصحفيين ليختاروا فيما بينها، ودائمًا ما كان يطرح هذا الكلام لأهداف انتخابية ضيقة ليضرب المنافس. وهل هناك كتلة انتخابية تعوِّل عليها في معركتك على مقعد النقيب؟ هناك معلبات فاسدة تستهدف تلويث المعدة، وهناك قوالب تستهدف تلويث العقل، ونحن في القوالب الفاسدة أمثال الحزب السائد والتيار المسيطر والقائمة الانتخابية.. أنا رجل نقابي لا أرفع رايه حزبية، ومن يساندوني في الانتخابات ليس تيار نقابي أو سياسي.. أنا أؤمن بالرأي ولست صاحب مصالح من وراء هذا الكيان على مدى 35 عامًا، ودخلت هذا الكيان لا من أجل مطية أو وجاهة أو تربح بأي حق. رفضت في الانتخابات الماضية إجراء مناظرة على الهواء على مقعد النقيب، فهل ستوافق في تلك المرة حال عرضها عليك؟ رفضت المرة الماضية حينما وجدت أنَّ الأمر سيدخل في مهاترات تهز من هيبة الموقع نفسه وفرصي الانتخابية، وبعد أول مناظرة رفضت هذا الأمر، وإذا كانت المناظرة على أرضية موضوعية وبتنافس محترم ولخدمة الزملاء في فرز مرشحهم، فلا توجد أي مشكلة، وفي النهاية أرفع شعار الانتخابات بتيجي وتمشي والكلمة النهائية في يد الجمعية العمومية.