انتشرت الأسلحة غير المرخصة في العديد من القرى والنجوع بمدن ومراكز المحافظات الصعيدية، حيث يستخدمها الأفراد والعائلات في الخصومات الثأرية، ما يشكل خطورة كبيرة على الأمن في هذه الأماكن. وفي محافظة قنا أصبح انتشار هذه الأسلحة يشكل خطورة كبرى، لكونها وسيلة ل"القتل المجاني" في منازل الآلاف من الأهالي والمواطنين حيث كانت آخر حادثة شهدتها المحافظة في قرية فاو قبلي التابعة لمركز دشنا شمال المحافظة، بعدما أقدم مزارع على قتل 7 أفراد من أسرته، ب 90 طلقة من بندقيته الآلية. "التحرير" حاولت التواصل مع العديد من الأسر القناوية، المعروفة بتفكيرها الدائم بتواجد الأسلحة النارية والآلية في منازلهم، والذين طالبوا بعدم كشف هوياتهم خوفاً من الضربات الأمنية. "محمود . ح . أ" البالغ من العمر 38 عاما، مزارع ومقيم بمركز نجع حمادي شمال المحافظة، ذكر ل"التحرير" أن تواجد الأسلحة النارية سواء كانت مرخصة أو غير مرخصة في منازل الاهالى أمر مهم ومتعارف عليه منذ قديم الأزل خاصةً في محافظاتجنوب الصعيد سواء "سوهاجوقنا والأقصر وأسوان". وبرر ضرورة وجود الأسلحة في المنازل، خوفاً من الخصومات الثأرية، التى تقع في منازل القري والنجوع، فضلاً عن أنه يعتبر حصناً وامانًا، وذلك بسبب المعارك والخلافات القبلة والعائلية، التى يتعرض عليها العديد من العائلات والقبائل في محافظات الصعيد وخاصةً محافظة قنا قائلاً"إحنا كل يوم عندنا مشكلة ودي عادات وتقاليد من زمان". فيما يري أبو الفضل . م . ف، البالغ من العمر 26 عاما، موظف ومقيم بمركز أبوتشت شمال المحافظة، ان وجود أسلحة نارية وآلية في المنازل أمر حتمي، بسبب نشوب مشادات ومشاجرات يومية بين أبناء العائلة الواحدة، وبين العديد من العائلات في مختلف القري، وتكون أسباب تلك الخلافات والمشاجرات أشياء صغيرة تتنوع ما بين الخلافات المالية أو الخلافات على الأراضي الزراعية أو لهو الأطفال. وأضاف صاحب العقد الثاني من العمر، ان الأسحلة داخل المنازل، لا بد منها لأنها تمكن الاهالى والعائلات من الحصول على حقوقهم، وذلك عندما يتم الاعتداء علي عائلة أو أسرة من قبل أخرى، فلا بد ان يحصل العائلة المعتدي عليها علي حقوقها كاملة، بحسب قوله. ومن جانبه أكد أحمد علي، 31 عاماً، مزارع ومقيم مركز قنا، ان تواجد الأسلحة داخل المنازل في مدن ومراكز المحافظة، يخيف الآخرين من الاعتداء علي اي فرد من العائلة التى تتواجد بداخل منزلها أسلحة قائلاً "السلاح ده امان لينا ولأهلنا". وأشار محمد الراوي، إن مختلف القري والنجوع في مدن ومراكز محافظة قنا، لا تخلو العديد من منازلها من الأسلحة النارية المختلفة، سواء بنادق أو أسلحة صغيرة، وهناك العديد من القري المشهورة بانها تحتوي علي الأسلحة الثقيلة المختلفة. ورصدت "التحرير " العديد من حوادث القتل التى تمت خلال الفترة الماضية، بسبب احتواء العديد من منازل الاهالى في مختلف أنحاء محافظة قنا ل"الأسلحة النارية" سواء الأسلحة الصغيرة أو الثقيلة المختلفة، ما جعل تلك الأسلحة وسيلة ل"القتل المجاني". في الواقعة الاولي تلقى اللواء صلاح حسان، مدير أمن قنا، إخطارًا من العميد محمد هندي مدير المباحث الجنائية، بوصول بلاغ من مستشفى قنا العام، بوصول "صابر 27 عام" عاطل، مصابًا بطلق ناري في البطن، ولفظ أنفاسة الأخيرة أثناء إسعافه، وكشفت التحريات أن مشاجرة نشبت بين المجني عليه وشقيقه "عزت .ع. م 26 عام"، قام علي اثرها المتهم باطلاق النيران علي المجني عليه بسبب خلافات مالية. وفي الواقعة الثانية عندما عثرت أجهزة الأمن على جثة شاب ملقاة بمركز نقادة وبها طلق ناري، وأفادت التحريات المبدئية أن الجثة لشاب يدعى طيب حميد خضرى 19 سنة طالب بمعهد وأنه لقى مصرعه إثر تلقيه طلق نارى، من أحد أبناء عمومته بسبب خلافات مع والده علي الأرض الزراعية. وفي الواقعة الثالثة حينما لقي مزارع يدعي محمود حسن، حتفه إثر تلقيه طلق ناري، بقرية أبومناع بحري، التابعة لمركز دشنا، شمال قنا. وعثرت أجهزة الأمن علي جثته وتبين من التحريات الأولية، أن المجني عليه قتل على يد أحد أبناء عمومته بسبب خلافات عائلية بينهما وفي الواقعة الرابعة الاخيرة والأبرز في محافظة قنا، حينما لفظت أسرة كاملة مكونة من 7 أفراد، أنفاسها الاخيرة علي يد مزارع ، بقرية فاو قبلي التابعة لمركز دشنا شمال المحافظة. المزارع هو رب الأسرة، الذي تمكن من قتل أطفاله ال5 وزوجته وشقيقته، عقب إمطارهم بوابلاص من الأعيرة النارية، حيث أمسك بيديه بندقيته الألية، داخل منزله وأطلق عليهم قرابة 90 رصاصة ألية أودت بحياتهم علي الفور. من جانبه أكد اللواء صلاح الدين محمد حسان، مدير أمن قنا، في تصريحات ل"التحرير"، أن أجهزة الامن تحارب حائزي الأسلحة النارية غير المرخصة في مختلف مدن ومراكز المحافظة، كما تشن حملات يومية لضبطهم.