كتبت: سميرة حسن شهد سوق الحدادين في محافظة دمياط، تراجعا كبيرا نظرا لارتفاع أسعار الخامات المستخدمة، إذ أغلقت العديد من الورش بعد تسريحها للعمال واتجاههم للعمل في مهن أخرى، وبات شبح الانقراض يهدد الصنعة التي ظلت طويلا تفتح بيوت الكثير من الدمايطة. يقول ناصر فوزي، 48 سنة، صاحب إحدى الورش: "تبدلت أحوالنا رأسنا على عقب، واضطررت لتسريح أغلب العمالة بعد ارتفاع أسعار الخامات وتراجع المهنة فالصانع لا يقبل بذات الأجرة التي كان يتقاضاها من قبل وبخاصة مع غلاء المعيشة وبت مهددا بإغلاق ورشتي بعدما قضيت ثلاثين عاما فيها". وأضاف: "أعمالنا ترتبط ارتباط وثيق بالأخشاب التي قفزت أسعارها بصورة جنونية والزبائن باتت لا تستوعب ارتفاع أسعار الخامات نظرا لما تعانيه من ضيق الحال، ففي الماضي كان هناك بيع وشراء أما الآن يوم نشتغل وعشرة لا". وتابع: "أغلق نحو 55% من الورش نظرا لارتفاع أسعارالمواد المستخدمة، والمتبقون باتوا يواجهون خطر الإغلاق"، مشيرا إلى أنه لم يعد قادرا على تدبير قوت يومه مطالبا المسؤولين بسرعة التدخل لإنقاذ ماتبقى من المهنة وخفض أسعار الخامات. ويلتقط رفاء محمدين، صاحب إحدى الورش، طرف الحديث قائلا "أصبحت في يوم وليلة مهدد بأن أكون بلا عمل بعدما قضيت 35 عاما في هذه المهنة لا أعلم كيف سأدبر نفقات أسرتي وماذا أفعل في ظل ما وصل إليه الوضع الاقتصادي. وقال هاني السيد، إن زيادة الأسعار وصلت 70% خلال شهرين والوضع بات مأساويا وباتت الورش بالاسم مفتوحة ولكنها في الواقع تعد مغلقة خاصة بعدما أن أصبحت دون عمالة لعجزنا عن دفع أجورهم، مشيرا إلى أنه يبحث حاليا عن عمل بديل.